الفصل الرابع والعشرون (والأخير )

38.8K 805 148
                                    


كل خلية بجسده تشعر بها .. أذنه المنصتة جدا لهمسات أنفاسها .. أنفه تتلذذ برائحتها الشهية ـ رائحة الفراولة ـ وهل ينساها !! ..

جسده يتوق لإقتراب خطواتها ..

ينتظر !!! ...

منذ ربع ساعة وهي تقف علي باب حجرته لا ترحل فتعذبه ولا تدخل إليه ليشبع منها ..

وهو يمثل أنه نائم .ــ كاذب ومخادع ـــ هو ينتظرها بفارغ الصبر يكاد يهرول إليها يأخذها في أحضانه مطَمئنا لها ...

وجهها شاحب منذ ليلتين وكل ما تضعه بمعدتها تفرغه ثانية ..

وهذا كله من صنع يديها .. فاشلة !! .. لا زالت ترفض الإعتراف بفشلها في المطبخ وتصر علي أكل ما تصنعه حتي انه يكاد يسمع استنجاد أحشائها ..

لتترك التدلل وتعتمد علي نفسها لقد ولي زمن الدلال يا مدللة الشهاوي فلتتحمل قليلا ..

شعر بوقع خطواتها تقترب من سريره ثم هي ..

" هل أنت نائم ؟؟؟؟!!! "

كاد أن يطلق ضحكاته المستمتعه بصوتها المشاغب .. الساخط .. همست حروف إسمه بخفوت حذر :

" جواد !! .."

وفقدت صبرها ..:

" أوووووووف جواد ..."

تأففت بينما هو يترقب في إثاره اقتراب أنفاسها من وجهه وهي تكمل حديثها ...

" أنا .. أنا سأموت من البرد لا أعلم تلك أول مرة أشعر بالبرد هكذا .. المدفئه تعمل .. ولكني لا زلت أتجمد برداً .."

شعر بها تنضم إليه في السرير فتسارعت أنفاسه حينما همست بصوت خافت:

" أعتقد أنني مريضة .. بطني تؤلمني للغاية .."

مسحت بوجهها علي صدره في حركة محببة وهي تتوسده بتملك ثم بأنفها تتشمم رائحته .. لا يعلم إنها تعشق تلك الحركة التي تصيبه في مقتل ..

همست بحشرجة وأنفاسها بارده علي بشرته يبدو أنها حقا لا تكذب ..

" لولا تلك المعاقبة الغبية التي تعاقبني بها لكنت أيقظتك بعناد وتسلط كي تدفئني ببعض القبل يا إلهي .. أنا غدوت امرأه وقحه عديمة الحياء بسببك .."ويديها تحيط جزعه وهي تضم جسدها الغض لصدره الصلب بينما تكمل بإنفعال عاطفي :

" لكنك .. لكنك ستطردني إن استيقظت .. بخيل شحيح سيرفض تدفئتي بقبله .. قبله واحدة سأموت برداً .."

ستموت بردا ماذا عنه إنه سينفجر الان لا محاله .. هل تنوي أن تبقي علي تلك الوضعيه بهمساتها الناريه كثيرا .. حراره !! لقد اشعلت حراره بجسده حراره ستحرقه إن لم يضمها الآن وللتو ..

شعرت بدقات قلبه تتسارع تحت يديها وأنفاسه باتت غير منتظمه فرفعت رأسها تطل عليه بينما شعرها الكثيف بلون البن أسدل ستاره علي وجهه ففتح عينيه اللامعتين علي عينين رماديتين تلمع بدموع أصابته بمقتل وأضعفت عزيمته بطردها ...

🎉 لقد انتهيت من قراءة أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek) 🎉
أخبرك سرا - الكاتبه فاردية (fardiat sadek)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن