حكم إعدام 22

1.8K 81 3
                                    

#حكم_إعدام22
بقلم...... شيماء عثمان

جاء اليوم المنتظر .......🏛

يوم الجلسه ..... ياسمين كانت في السجن مرعوبه و الليله ديك ما نامت خالص ..... قاعده في المصلايه و بتقرأ قرآن ..... لما جا الصباح ودعوها زميلاتها و طمنوها ... فاطمه قالت ليها ان شالله مانشوفك هنا تاني ......حضنت ساره و رحاب ....شالت حمودي باستو .... وطلعت طوالي .
طول الطريق بتقرأ سورة يس .... خاته يدها على صدرها ..... على امل تهدي انفاسها العاليه..... ونبضات قلبها البتسارع أجزاء الثواني ...
أول ما دخلت القاعه ...دخلوها قفص المتهمين ....
رفعت راسها شافت الكل قاعدين ... مر الحصل ليها كلو قدامها في اقل من دقيقه ....
فارس رفع راسو و ابتسم ليها ....عاينت ليه و من الخوف ماقدرت ترد عليه بأي تعبير .

دخل القاضي ....و وقف الجميع ............... محكمه ..🔨

القاضي : بأسم الله نفتتح الجلسه
النيابه : قضيه رقم 500/620 جنايات ..... المتهمه ياسمين حسن عبدالكريم . متهمه بقتل زوجها مروان الفاتح بشير بأطلاق النار عليه من مسدس المجني عليه بطلقتين في الصدر .
القاضي : الدفاع يتقدم
_ المحامي فارس عمر حاضر عن المتهمه
القاضي : اتفضل قول مرافعتك

فارس :
سيدي القاضي ... حضرات المستشارين ...

يبدو جليا من الوهله الاولى ان هذه القضيه جريمه قتل مكتمله الأركان ... أذ أن الزوج و هو المجني عليه اراد إيقاف الزوجه وهي الجانيه من الهرب مع عشيقها فأخذت السلاح من زوجها و قتلته ..... هذا ما ورد في صحيفه النيايه و أستدلت عليه بالشهود و هم الجيران أذ انهم سمعوا المجني عليه ينعت الجانيه بالعاهرة .
بوجود الزوجه ... العشيق ... أداة الجريمه .. والهاتف وهو الوسيله للتواصل بين الزوجه والعشيق و الزوج القتيل.... أكتملت الصورة لدى النيابه العامه وأصدر حكم الأعدام على الجانيه في جلسه بتاريخ (....../..../.....) .....

لكن سيدي القاضي للقضيه أبعاد أخرى وهناك صور عديدة متواريه خلف الاطار الظاهر للملأ ...
بدايه من عقد الزواج الباطل الذي أوهمت به موكلتي بأنها متزوجه من المجني عليه بتاريخ سابق ... كان ذلك العقد أتفاق بين المجني عليه و عم الجانيه بالاضافه الى أمرأة سيئه السمعه و مأذون مرتشي .. و هذه كل المستندات التي تدل على صحة كلامي وفي نهايه المرافعه سوف تستمع لأقوال الشهود .
بألاضافه إلى شهادة من طبيب للأمراض العصبيه و النفسيه و هو طبيب المجني عليه توضح عدم أهليته عقليا للزواج .
وأذا ما أفترضنا أن هذا الزواج زواجا صحيحا وأن الجانيه ما هي إلا زوجه ناشز كما ورد في أقوال الجيران ...... ألتمس من سيادتكم الصبر للتوضيح عما حدث .
سيدي القاضي...... إن من تمثل أمامنا ماهي إلا الضحيه و الجاني في الحقيقه يرقد تحت التراب .... لقد عانت موكلتي الأمرين من زوجها أو قاتلها بالمعنى الأصح .
و أنه ليلبسنا العار إلى الابد لو حكمنا عليها بالإعدام لأننا نحن من نستحق الاعدام أذ أقررنا بصحه ماحدث معها و أغضضنا البصر عن ذاك الذي حدث في ذلك المنزل ... هو لم يكن عش زوجيه على الاطلاق ... كان سجن تلقت فيه موكلتي أقسى و أوحش ألوان التعذيب .....
سيدي القاضي نحن من نستحق الاعدام إذ أقررنا ان المرأة هذه المخلوقه التي كرمها الله تعالي ما هي إلا شيء للمتعه والخدمه و هذه الكلمات مقتبسه من المجني عليه حرفيا .
نحن من نستحق الأعدام إذ أقررنا على أن الضرب بالحزام و أطفاء أعقاب السجائر على أجساد النساء هو يندرج تحت مسمى الحياة الزوجيه.
نحن من نستحق الحكم بالاعدام إذ أقررنا على جواز ضرب الزوجه و سحلها حتى تفقد جنينها الذي في رحمها.
نحن من نستحق الأعدام إذ اقررنا ان الاغتصاب يندرج تحت مسمى المعاشرة الزوجيه . وقد نص قانون العقوبات على أن أكراه الزوجه على الجماع بالعنف و التهديد يعد جريمه تحت المادة(503) من قانون العقوبات .
سيدي القاضي ... لقد أعترف المجني عليه إعترافا حرفيا بقتل ذوي المجني عليها حرقا في شقتهم الواقعه في المملكه العربيه السعوديه . كما أعترف بأنه أختلس أموال من الشركه التي كان يعمل فيها محاسب تحت أدارة والد المجني عليها و هذا هو السبب الحقيقي للخلاف . كما هددت موكلتي بالقتل بالسلاح وقد وضع المجني عليه المسدس على جبينها .
مما جعلها تبحث عن طريق للخلاص ... وهذا حقها في الحياة . وعندما أرادت الفرار بمساعدة المدعو هاني جمال محمد مساعدة اخويه... أكرر مساعدة أخويه في علاقه خاليه من المحرمات .
علم المجني عليه بذلك وأخذ سلاحه بغيه أن يقتلهما ...فما كان إلا أن سقط المسدس من يده بجانب موكلتي فأخذته و أخفته خلفها خوفا على حياتها وعندما فشل المجني عليه بالعثور على السلاح في ذلك الظلام الدامس أخذ الاصيص الفخاري بغرض رميه على موكلتي فلم تجد سبيلا للخلاص إلا أن تسحب السلاح من خلف ظهرها و إطلاق طلقه ناريه بإتجاه المجني عليه و لإنها كانت في حاله هلع و فزع أخرجت طلقه أخرى اصابته أصابه مباشرة في القلب .

موكلتي لم تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و لم تكن يوما عاهرة أرادت الفرار مع عشيقها كما أقر الجميع .... هي أنسانه أرادت الحياة بكرامه وقد فعلت ما فعلت ليس من أجل القتل و أنما يندرج تحت قانون حفظ النفس و الروح كما ورد في كتابه الكريم { ولمن أنتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل } وفي الايه الأخرى { و من أعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم } صدق الله العظيم .
لذا أطلب من سيادتكم تغير مسمى القضيه من القتل العمد إلى القتل بغرض الدفاع عن النفس و الإفراج عن موكلتي ..... بعد الاستماع لأقوال الشهود .

و دخل الشهود تباعا للإدلاء بأقوالهم .... بدايه من حسين عم ياسمين و سلوى للتأكد من عدم صحه عقد الزواج....... والدايه رقيه العالجتها في بيت سلوى ..... إلى الدكتور جارهم و زميلتو الدكتورة الاثبتو انها اتعرضت لضرب أدى الى إجهاضها....
في الاخر شهادة هاني و حجه نفسيه كانو الفيصل في القضيه .
في أخر الجلسه جات شابه في العشرينيات من العمر قدمت نفسها على إنها شذى خطيبه مروان السابقه و أقرت أنها يوم مقتل مروان أتعرضت لحادث سير بالعربيه و السبب كان عطل في الفرامل و أن الميكانيكي أكد ليها أن الفرامل انقطعت بفعل فاعل ... مما أكد كلام فارس للمحكمه بأعتراف مروان أنو قتل شذى .

و دخل القاضي و المستشارين للمداوله .

طول الوقت كانت ياسمين خاته يدها في صدرها و بتعاين للارض .... وبتقرأ قرآن ... و مرات دموعها بتنزل غصب عنها .
فارس جا وقف جنبها حاول يتكلم معاها بس هي ما كانت حاسه بالعالم الحولها كلو .. كانت قافله عيونها و في مخيلتها صورة امها و ابوها واخوانها .... كانت متخيله نفسها معاهم وقاعدين يتونسو ويضحكو زي زمان ...

بعد ساعه من المداوله ...

دخل القاضي و المستشارين للنطق بالحكم ....
الكل جلس في مكانو ....... والصمت عم المكان .......في صورة دراميه مهيبه ...
كان الجميع على اعصابهم و منتظرين كلمة القاضي ....

لنا لقاء أخر .............. أخر لقاء.

حكم إعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن