الفصل الاول

136K 1.7K 58
                                    



ازداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية ...
من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب ..
صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حوله عدد مهول من الحرس ، ويكبلون حركته ، وحين إقتربت منه أمسكها حارسان بقوه
فصاحت فى الرجلان بأعلى صوتها :
-سيبونى أروح لجوزى سيبووونى
نظر لها ذاك الرجل الذى كان يوجه المسدس نحو زوجها ، وهدر بها بنبرة غاضبة :
-مش دا جوزك حبيبك برضوه !!! أنا هعلمك إزاي تسيبينى وتروحيله ...
أعطاه احدى رجاله سكين كبير ، وحاد ، وثبته خمس رجال على الأرض بقوه حتى لا يتحرك
فقال زوجها وهو ينظر له بكل كـره :
-طيب إقتلنى أنا بس يا معتز ، و سيب نوران وصهيب أرجوك
قهقه معتز وقال بنبره تهكميه :
-هـه أرجوك !! متتصورش كان نفسى تقولهالى قد ايه ، كان نفسى أشوفك مذلول قدامى ، بس لو مراتك رضيت تتجوزنى من بعدك مش هقتلها ...
لم يمهله أن ينطق كلمة أخرى حتى إستقرت السكين فى رقبته وبات يذبحه كما الخراف ،،،،
صرخت نوران وهى ترى زوجها يذبح أمامها ودمه قد بات يجرى على الأرض كما يجرى الماء فى النهر :
-جلااااااااااااااال

أفاق الشاب من نومه ، وقد اختفت الدماء من وجهه ، وشحب لون بشرته حتى صار كما الأشباح ، وأخذ يتنفس بصعوبه شديدة ، تناول كوب الماء الذى على الطاولة بجانبة وإرتشف منـه رشفتان وأخذ يردد :
-إهدى يا صهيب محصلش حاجة ده كابوس بس ، إهدى
فجأه إنتبه الى الهاتف الذى يرن بجانبه ، أمسك الهاتف ونظر الى الإسم ومن ثم ...

صهيب بنبرة محتقنة ، بعد أن ضغط على زر الإيجاب :
-ألـو
أجاب المتصل من الجانب الآخر :
-صهيب انت لسا نايم ! أول مره تتأخر فى النوم كده !!
-بيجاد أنا مش جاى الشغل
النهارده ، مشّى إنت الشغل لوحدك ...
أردف بها صهيب ، بنبرة هادئة ، وهو يعبث بشعره ...
بيجاد بنبرة محتجة :
-إنت بتهزر يا صهيب النهارده مينفعش ..
قاطعه صهيب ، بنبره غضب :
-أنا قولت مش جاى ، ومش عاوزه نقاش انت عارف انا بتدايق من النقاش ازاي !!!
زفر بيجاد بضيق قبل أن يتشدق بـ :
-طيب المهم المندوبين الى جاين من ...
صهيب مقاطعا ، بنبرة حادة :
-لو قولت المندوبين الإسترالين أنا قسما بالله هزعلك ، عشان انا قولتلك مليون مرة إنى مش هتعامل معاهم ...
-يا صهيب إفهمنى بس ، دا هجيب ضرر لينا إحنا كمان ...
هدر بها بيجاد بنفاذ صبر :
-نخسر مش مهم يا بيجاد بس عشان تعرف مش احنا الى هنخسر هما الى هيخسروا عشان إحنا رفضنا التعاقد معاهم ، وقفل على الموضوع ده ولما يجوا متقابلهمش أتاه صوت بيجاد هاتفياً ، بنبرة ممتعضة :
-حاضر يا صهيب عاوز حاجه !!
-لا غور يلا
ضغط على زر انهاء المكالمه قبل أن يسمع دراً إضافياً ، وألقى الهاتف من يده على الفراش ، ووضع إحدى يداه على شعر رأسه وهو يرجعه للخلف يكاد يقتلعه من جذوره ، ثم وقف وسار متجهاً الى الحمام ..
.............................
صهيب ، شاب وسيم يبلغ من العمر 25 حولاً ..
شاب ذو عينين بنيتين ، وبشره سمراء ، وشعر مسترسل بنفس لون عينيه ، صهيب شابٌ غابت ضحكته فى الطفوله ، وطيف ضحكاته هى من تغازله بين الحين والآخر ، بينما لا تجرأ الضحكه ان تمر على شفتيه .. تعلم منذ الطفوله أن الصرامهة والقسوة هى ما يستحقه البشر ، ليس إلا ، فليس هناك بشريّ صادق ، وبالأخص "النساء" فقد ترعرع على كرههم والحقد عليهم جميعاً ، لذا فهو شاب عنصري بطبيعته
..................................

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن