الفصل الثاني والعشرين :
-أنا أخوها يا غبي ..
كانت تلك الكلمة كافية لجعله يصمت، ويصمت، ويستمر في الصمت ..
-إزاي أختك، هي ملهاش اخوات ؟
قالها هو متسائلًا بدهشة، فنظرت له جويرية بهدوء غريب وقالت :
-أظن ده يخصنا، وإنت مجرد دخيل !
رفع نظره ليواجهها فتفاجأ به يلكمه في بطنه، وضع يداه الإثنتان على بطنه ليخفف حدة الألم بينما صرخ به براء :
-إياك تجيب سيرتها على لسانك تاني يا ...
وقبل أن يتابع كانت قدما صهيب قد إتخذت طريقها حول قدم براء وإستطاع عرقلته ببساطة، وكاد براء أن يقع على الأرض إلا أنها أسرعت تمسك به وهي تردف بسرعة :
-براء، خلي بالك !
حينها وضع صهيب يده في جيبه بهدوء، وكأن شيئًا لم يكن !
خطوتين قريبًا منها، كلمتين قالهما بنفس الهدوء لها :
-بكرة أشوفك !
-تمام
كان ذاك ردها الذي أردفت به بصلابة، ببرود، ودون تردد ..نظرت له نظرات غامضة، لا غضب، لا كره، تلك المرة نظراتها ثابتة، هادئة، وكأنها قد فقدت بعضًا من حيويتها هذا الصباح، والأمر يزعجه ولا يدري لما !
لكنه تركهما وذهب بخطى بطيئة،
أما براء فظل ينظر لها لا يفهم شيئًا ..
وحين تأكد من ذهابه سألها بجدية :
-يشوفك بكرة فين ؟
أجابته هي بنبرة جامدة :
-الشركة عنده
عقد حاجباه وسألها بترقب وحيرة :
-ليه ؟
تنهدت هي بعمق، وسارت خطوتين بعيدة عنه وهي تقول :
-هشتغل هناك
إتسعت عيناه وخطى إليها مردفًا بصدمة :
-نعم !!
ببساطة أردفت هي :
-أكيد كان لازم يكون فيه تمن للفيديو !
هز رأسه مستنكرًا وحرك يده بإنفعًال وهو يرد عليها بغضب :
-لأ مستحيل بجد، إنتي بتهزري صح ؟
هزت كتفاها مبتسمة بثبات عجيب، ولم تعَّقب ..
وكانت تلك إجابة كافية ليدرك أنها جادة تمامًا،كارثة وأي كارثة تلك !
وضع يديه على كتفها وسألها بغضب :
-ليه يا جويرية عملتي كده ليه ؟
بهدوء النظرات والنبرات أردفت :
-مكنتش هستحمل ياخد براءة !
قوس حاجباه في حنق، وقال بحزم :
-مش هتروحي هناك يا جويرية ..
هزت رأسها نافية، ثم وضعت يدها على يده الممدودة على كتفها وإستطردت بقولها البسيط :
-لو كان بإيدي مكنتش هروح بس أنا وعدته !
-بس أنا خايف عليكي، لا جويرية إنتي متضمنيش ممكن يعمل إيه و...
قاطعته هي بجمود، وثبات :
-مش هيعمل حاجة، هو بس شايفني لعبة جديدة، تحدي جديد، حاجة مختلفة،..
مش أكتر، وشوية وهيزهق !
أردف هو حينها بقلق :
-إنتي متعرفيش الأشكال دي ممكن تعمل إيه !
إبتسمت له ببساطة، وقالت :
-إنت مش كنت دايمًا بتقولي أنا بثق في حكمك على الناس !
-آه، بس آآآ ...
-خلاص يبقى متخافش لأن هو زي ما قولتلك مش هيعمل حاجة ...
تنفس بعمق، نظر لها مطولًا، بحزن، بضيق، وغضب، ثم سأل بهدوء :
-طب ودراستك، وإمتحاناتك ؟
أجابته دون تردد :
-بسيطة، أنا كنت مذاكرة شوية من المنهج وهذاكر لما أرجع من الشغل، ثم أنه مش هيتحملني كتير !
إبتسمت له بثبات وهي تسير ثلاث خطوات للخلف واضعة يدها خلف ظهرها، ثم تابعت بثقة :
-صدقني
رفع حاجباه متسائلًا بحيرة :
-إزاي ؟
هزت كتفاها بعدم إكتراث، وإستدارت لتسير عكس التيار قائلة :
-مش هيتحملني يا براء، مش أي حد يقدر يتحملني !
و .. وبالذات لو أنا مش عاوزاه يتحملني ....!!
أنت تقرأ
عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزق
عاطفيةزداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية ... من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب .. صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حو...