الفصل السادس والعشرون :
أدخلت رأسها من السور الخاص بالدرج، عيناها قد إشتعلتا بوهج غريب، ولأول مرة تخرج عن حد السيطرة لتلك الدرجة ..
لقد شكرت ربها أنها هنا بالأعلى وهو بالأسفل، وإلا لكانت قد ... قد .. قد قتلته!
-كل دة عشان ييجي ورايا وأنا ..
زفرت حتى تخرج ما بها من غضب، واستندت على السور بظهرها، الأمر أنها لم تعد تحتمل هذا الكائن في حياتها أكثر من هذا ...
ألم تعده بالعمل ؟!
لقد وفت بوعدها وعملت، أما هو فقد كذب عليها، وهي لا تحب الكذب ..
لا تحبه أبدًا ..
فلينسَ إذًا أنها كانت تعمل لديه، الأمر مفروغ منه ... لن تعودلم يكن من الصعب كشف كذبته، فقد تذكرت ميعاد الإجتماع الحقيقي، لا الزائف، لذا أسرعت تنظر للأسفل ..
كيف لم تتذكر الأمر قبلًا وانطلت عليها تلك الحيلة السمجة !حسنًا إهدأي يا فتاة، الأمر مفروغ منه لا عمل بعد اليوم لدى هذا الكائن ..
وبعد أن إستقرت على ما أهدأها قليلًا تابعت صعودها الحذر بهدوء ....
......................
-لأ يا عم هو أصلًا معندوش أي فرصة يكسب بيها القضية !
قالها هو مندفعًا فجأة فنظر له الآخر بغضب وقال :
-يعني إيه يا براء، يهددك وإحنا نقف نتفرج عليه !
وقف براء ووضع يده على كتفه قائلًا بروية :
-معتصم هو أنا كل ما أحكيلك تتعصب أوي كدة، بجد الواحد معدش هيقولك على حاجة !
أزاح معتصم يده عنه، ورمقه بنظرات مغتاظة وهو يردف بـ :
-يا براء بطل غباء، دول شكلهم سوابق !
ضحك الأخير ولم يتمالك نفسه ليقول بعدها بهدوء :
-ياعم طب ما أنا اتهددت كتير قبل كدة، أصل إنت لازم تدافع عن الباطل في البلد دي عشان تفضل في أمان !-دي مسر يابني، أم الدنيا و .. هتفضل أم الدنيا
قالها الدخيل عليهما فجأة فضحك براء بينما ظل معتصم متجهم الوجه ...
نظر براء لآخر من خطى من الباب قائلًا :
-حاضر يا أبان، أم الدنيا !
ذهب نحوهما وهو لا يزال يتحدث :
-أومال ماله معتصم يا براء ها ؟
هز الأخير كتفه وقال ساخرًا :
-زعلان على مسر !
ثم تبعها بضحكته، وبالمثل فعل أبان
حينها نظر لهما معتصم بضيق وسار نحوهما ثم دفعهما برفق من ظهرهما قبل أن يتشدق بـ :
-إطلعوا برة إنتوا الإتنين، يلا ومشوفش وشكوا في مكتبي تاني
ظلا يضحكان وأوقفه براء قبل أن يصل للباب وتكلم بقليل من الجدية :
-طيب طيب خلاص إهدى يا معتصم
أمسك بيده وسحبه خلفه متابعًا :
-تعالى أقعد بس
حينها سار أبان خلفهما وبصعوبة منع نفسه من الضحك ...
ظل معتصم يرمقهما بجدية لم يعتاداها، وخمن كلاهما بعد وقت قصير أن هناك ما يعكر مزاجه بالفعل، لذا حين إستقروا ثلاثتهم على مقاعدهم سأل براء :
-معتصم فيه إيه مالك ؟
أشاح معتصم بوجهه وهو يردف بإقتضاب :
-مفيش
-إزاي مفيش إنت مش شايف نفسك !
قالها أبان بضيق ..
ثم قرب براء مقعده إلى مقعد صديقه وأعاد السؤال بإصرار :
-قول مالك بقى ؟
زفر معتصم بنفاذ صبر وهو يقول :
-مفيش بجد ضغط الشغل بس واليومين دول الشغل زاد أوي، وبس
نظرا له مشككين في حديثه، في حين وقف هو وسار موليهما ظهره بصمت
وفجأة إسدار ليواجههما بعينين جادتين وهو يقول :
-ما .. ما تيجوا نخرج !
نظر كلاهما لبعض بدهشة قبل أن يردف أبان باسمًا بمرح :
-دة بجد !
ضحك براء وهو يقف متجهًا إليه بسيره، وأكمل واضعًا يده على جبهته يتحسسها :
-إنت سخن يا معتصم ؟!
رفع الأخير يده من على جبهته وهو يردف بحنق :
-فيه إيه يا جماعة هو أنا قولت حاجة غلط ؟
رد أبان بهدوء :
-لأ أصل إحنا دايمًا اللي بنتحايل عليك عشان نخرج !
أشاح وجهه عنهما ولم يجيب، أما براء فأسرع نحو المكتب وإلتقط هاتفه ومفاتيحه، وأخذ هاتف صديقه هو الآخر وسار بمحاذاته قائلًا :
-يلا يا أبان قبل ما يغير رأيه
حينها إبتسم أبان ووضع يده خلف ظهره وكذلك فعل براء وسحباه للخارج ...
أنت تقرأ
عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزق
Romanceزداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية ... من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب .. صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حو...