الفصل الثلاثون :
"خاتمة الجزء الأول إن شاء الله"
خرجت من لدنه، وسارت تبتعد عن ذاك المكان الذي حمل أكثر ذكرياتها سوءً على الإطلاق ..
كانت تسير متهادية الخطى حائرة المقصد، لم تبتعد قليلًا، فقط بضع خطوات بعيدًا عن ذاك المكان ومع ذلك شعرت براحة غريبة، لقد طمأنها أن لا تقلق على أخيها، طمأنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام ..
أحيانًا لا يحتاج الإنسان أكثر من تلك الكلمات البسيطة لتخرج من القلب متجهة إلى القلب فتريحه برغم ما يعانيه من آلام نفسية، وأيًا تكن تلك الآلآم ..!!
ثم أن ..
مهلًا من تلك التي تقترب منها ؟! ، هل هي تتوهم أم ماذا ؟!!
لا يهم ستمشي عي في الإتجاه المعاكس و ..
-آنسة فيروز، لحظة بس من فضلك
أردفت بها تلك المرأة مقبلة عليها بلهفة
تجمد مكانها توليها ظهرها، لا تريد النظر لها فكم يذكرها وجهها بـ ...
-لو سمحتي عاوزة أكلمك في موضوع
أغمضت فيروز عينيها، أتحاول أن تكبت دموعها، أم أنها تتألم !
وضعت الأخرى يدها على كتفها، وبدون وعي أزاحت فيروز يدها بقوة من عليها، ثم نظرت لها تلك النظرات الشرسة قبل أن تقول بغضب :
-عاوزة إيه مني الوقت يا حضرة الدكتورة !!
نظرت الطبيبة إلى الحصى التي في الأرض، أو أنها بالفعل تنظر للأرض بخزي ..
تابعت فيروز بإنفعال :
-أنا مش مصدقة إن إنتي اللي جاية تكلميني ! ، واحدة غيرك كانت ترمي نفسها في البحر قبل ما تفكر تبص في عين اللي ظلمته !!
إنتي مصنوعة من إيه، من حجر، أنا بنت زيي زيك لو كان حصل فيكي كدة كنتي ها ...
قاطعتها الطبيبة وهي تبكي :
-بس خلاص، مين قالك إني محصليش حاجة، أنا بنتي الوقت في المستشفى بين الحيا والموت، عشان صرفت عليها من الفلوس اللي أخدتها عشان أزور التقرير، وكنت جاية أجيب عنواتك عشان ..
تابعت وقد بدأ صوتها يختنق من شدة البكاء، والأخرى ترنوها بنظرات هادئة :
-عشان أطلب منك تسامحيني، أنا بنتي كانت كويسة لحد بس ما صرفت عليها من الفلوس الحرام دي، والوقت هي بتموت، لو مش مصدقاني تعالي أوريكي بنفسي
تذكرت فيروز حينما قالت "اللهم إكفنيهم بما شئت، وكيف شئت" ودمعت عيناها، لقد كانت تدعوا عليها من شدة الظلم الذي شعرت به، لكن من رد لها حقها ؟! الله، وها هو قد نصرها، وكأن تلك رسالة منه ليخبرها أنه معها، ليوفي بعهده حين قال حل وعلا "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ" ..
ظلت تستمع إليها ولا تدري لما بدأت تبكي بهذه الطريقة، لكنها بدأت تتذكر بعض الآيات، ولم تعلم لما، لكنها تتذكرها بشكل جيد "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" ..
لو نصركِ الله، فممن تحتاجين النصر إذًا !!
يا الله، كم أنت قريب، وأنا من كنت قد إبتعدت أميالًا، وأنا من كنت ضآلة بدون عفوك وغفرانك، وحين أدعوك، فقط أدعوك تلبي دعائي وكأني سهرت الليالي لأنال رضاك قبل أن يمسني السوء !
هاك حدثت نفسها وهي تبكي، ووقف الإثنان قبالة بعضهما يبكيان ..
الظالم المجازى، والمظلوم المنصور من الله ..

أنت تقرأ
عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزق
Romanceزداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية ... من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب .. صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حو...