13

38.3K 801 27
                                    


  الفصل الثالث عشر :

الآن هي تقف أمام الشركة، تراقبها بإحتقان، تلك الشركة كانت كثيرًا ما تقابل ابة خالتها أمامها لكن الآن هي قادمة لغرض مختلف تمامًا.
نظرت حيث يقف الحرس متأهبين، هي واثقة أنها لن تمر ببساطة، نظرت لثيابها، عباءة سوداء من الأعلى إلى الأسفل خالية من النقوش..
كما تحب هي، فهي لم تسعَ يومًا لتتباها بجمالها أو بنحافة قوامها، أرادت دائمًا أن تكون كما يحب ربها لا الناس..
وحتى في عملها السابق كان المدير قد سئم من كثرة تنبيهها بضرورة إرتداء ثياب جذابة، وأن تُقلع عن إرتداء تلك العباءات السوداء التي تشعره بالغثيان، ولكن من قال أنها تريد أن يشتهيها أحدهم !

لكن هي تعلم الآن أن تلك الثياب ستجلب لها المشاكل، وعلى أي حال.. لن تفكر في التراجع.

سارت بثبات إلى أن وقفت أمام الحراس وحين حاولت العبور سد أحدهم الطريق عليها، وقد تركزت نظراته علام تردي، ومن أعلى لأسفل مرت عيناه عليها، فشعرت برغبة في لكمه أو وضع ما في قدمها بين عظام رأسه.
لكنها تمالكت نفسها وقبل أن تنطق هي أردف هو بصوت جاد بـ :
-على فين !
رفعت حاجبها الأيسر فقد إستفزها السؤال حقًا وبالأخص أن الطريقة التي يتحدث بها يشوبها بعض التهكم والسخرية.
أجابته بإحتقان وهي ترمقه بإحدى نظراتها المشتعلة بـ :
-إنت شايف الباب فين !
نظر الرجل لأعينها الجادة والمتسلطة نحوه، وقد كاد يقسم أنه رأى تلك النظرة الحادة عدة مرات قبلًا..
فقال هو بنبرة حادة :
-مش مسموح لأي حد يدخـ..آآآ
قاطعته جويرية بهدوء عجيب بـ :
-تصور لو المدير عرف إنك معطلني كل دا هيقول إيه !
إرتبك الرجل حين سمع تهديدها الواضح، وبالأخص أن مديره لا يتهاون أبدًا، وحين أراد أن يسألها عما تريده... كانت قد تركته وولجت، فعقد حاجباه بضيق وهو يردف بنبرة محتقنة بـ :
-أعوذ بالله، ميكونوش إخوات، أنا مالي طلاما الباشا هو اللي طلبها !

......

كانت جويرية قد تركته وذهبت فقد شعرت بالغضب حقًا من حديثة الغبي معها ولولا أنها سيطرت على نفسها ووجدت ما تقوله حين هددته لكان الأمر أصبح عسيرًا.
فهي لم تكن لتتركه يتطاول في حقها أكثر، ألا تكفي نظراته !

حينما نظرت للأسفل وجدت الكثير من العمال، أمامها لكنها كانت في الطابق الأعلى حينها، ولم يكن فيه أي أحد.
لقد كان ذلك الطابق مكون من غرفتين ومكتب بالخارج فقط بعيدًا عن إزعاج الموظفين، ومن المتوقع أنها لن تجد أي أحد هنا لأن مساعدة المدير قد إعتُدي عليها بالأمس،
إقتربت هي من أحد المكاتب وطرقت الباب فلم يجب أحد...
فزفرت ببضيق فهي حقًا مشحونة من البارحة، وأي تفصيلة صغيرة خاطئة تزيد من إشتعالها ...
كادت أن تطرق على الباب المجاور له لكن....
-إنتي مين !
حين سمعت صوته إستدارت مباشرة وحين رأته جحظت عيناها قبل أن تردف بنبرة مشدوهة بـ :
-إنت المدير !

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن