14

36.7K 747 17
                                    


  الفصل الرابع عشر :

كان بيجاد ممسكًا باب مكتب صهيب وعلى وشك الخروج، أما صهيب فقد كان جالسًا بإتزان على مكتبه..
وبنبرة غاضبة أردف بيجاد :
-أنا قولتلك كنت شارب ومكنتش في وعيي
نظر له صهيب نظرات قاتمة تخلوا من العبث، ثم قال :
-إنت عارف أنا اتحملتك قد إيه !
ضيق الأخير عينيه مستفهمًا بعد أن أغلق الباب وذهب نحوه قائلًا :
-قصدك إيه !
عقد صهيب حاجباه وتبعها عقده لساعديه أمام صدره وهو ينظر له بثبات ...
ثم وقف فجأة وسار نحوه متابعًا إياه بنظرات هادئة إلى أن توقف عن الحراك أمامه، وقال بهدوء خطير :
-فاكر زمان ولا أفكرك !
سعل بيجاد بحرج وأشاح وجهه عنه قبل أن يردف بـ :
-الموضوع مش مستاهل تفكرني يا صهيب
ضرب الأخير بيده بقوة على المكتب وقال بغضب :
-أنا اللي أحدد مستاهل ولا لأ ! ، دي شركتي أنا واللي يحصل فيها يخصني، إنت فاهم !
زفر الأخير بضيق وبنبرة متضجرة هتف بـ :
-أنا كنت شارب ومش فايق، وهي نرفزتني وإنت عارف إن آآ
أمسكه صهيب من تلابيبه وقاطعه بإقتام قائلًا :
-متحاولش تبرر موقفك، أنا البت دي ولا تهمني في حاجة، أنا كل اللي يهمني أدفعك تمن اللي إنت عملته لما عصيت أوامري...
جحظت عينا الأخير برعب وهو ينطق بـ :
-قـ.. قصدك إيه !
دفعه صهيب بعيدًا عنه، وهو يرمقه بإحتقار وقال :
-إنت مفكر عشان إنت شارب يبقى خلاص، لأ إصحى وفوق يا بيجاد.. صح أنا إتهاونت معاك كتير بس ده ميعنيش إني أسيبك كده من غير ما اعاقبك !
نظر الأخير له برعب، هو يعلم أنه قد علم حديثًا بخيانته له، لكن أقصى ما يعرفه هو محاولته تزوير بعض الأوراق لإغراق الشركة في الديون والتلاعب ببعض الميزانيات.. وهو لم يرد إخباره بالأمر وإعتبره هو ذلك الأمر من مصلحته..
لكن إن فاتحه بالأمر الآن ستكون تلك كارثة مضافة إلى حماقة البارحة..
لذلك حين لم يرد هو أن يصل الموضوع إلى أكثر من ذلك قال بهدوء مفاجئ :
-صهيب إنت عارف إن إحنا صحاب من زمان ومش هيفرق بينا نزوة جت في وقت غلط، دي مجرد سكرتيرة !
إقترب منه صهيب وقد بدى على وجهه برود شديد، وحين وقف قبالته أردف قائلًا :
-اممم ما بلاش نكدب على بعض وخلينا حقانيين، من صغرك كنت بتجري ورايا زي ضلي عشان عارف مصلحتك فين ...
هدأ قليلًا قبل أن يستألف كلامه بنبرة أشد حدة :
-وأنا عارف إنك عمرك ما صاحبتني إلا عشان مجرد مصلحة، فاكر لما كنا ماشيين في طريق صحراوي من 5 سنين ووقفني عصابة نشالين إنت عملت إيه وقتها !
صمت هو ليراقبه فقد كان مشيحًا وجهه عنه تمامًا، وإعتلت نظرات الضيق وجهه..
فتابع صهيب وهو يبتعد عنه بعدة خطوات ويقول بنبرة مستخفة :
-أنا نزلت من العربية عشان أشوفهم، وإنت أول ما أنا نزلت أخدت العربية وطلعت تجري بعيد..
-بس دي كانت خدعة أصلًا !
قالها بيجاد بنبرة غاضبة وهو ينظر له..
فأجابه صهيب بهدوء :
-كنت يومها عاوز أوضحلك إنك جبان مش أكتر، ومع إن الحركة كانت وحشة جدًا مرضتش أبعدك عن طريقي، وسيبتك تشتغل في الشركة عندي وتكمل بس عارف ليه !
-ليه ؟
قالها الأخير متسائلًا بفضول، فأجابه صهيب بـ :
-لأنك كنت نافعني وقتها ... بس الوقت، معدتش عاوز أشوف وشك هنا تاني ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن