27

28.8K 669 6
                                    

الفصل السابع والعشرون :


حتمًا هو يستحق ما حدث له!
ظلت تنظر إليه وهو ملقى على الأرض، فلقد وقع وهو يستدير للجانب الآخر على الفراش، ولم يدرك أن إستدار بما يكفي فوقع أرضًا!

-بتبصيلي كدة ليه ؟
سألها هو في ضيق، فردت عليه ممبتسمة ببرود :
-شمتانة فيك بصراحة يا براء، عشان متخلنيش أنام طرل الليل
قام من على الأرض متجهًا لها وهو يردف بسخط :
-أصلًا سريرك دة صغير ومش مريح!
رفعت حاجبها الأيسر قائلة بإستهجان :
-دة على أساس إني أرغمتك تنام في أوضتي!
وضع يده خلف رأسه وهو يتحدث :
-آه صحيح، طب قومي يلا اعملي فطار أنا جعان
قامت من على السرير قائلة :
-لأ إعمل إنت فطار وأنا هروح أطمن على بابا
-لأ إعملي وأنا هطمل عليه
ردت بصوت حاسم :
-قولتلك لأ مفيهاش حاجة لو عملته النهاردة
أجاب بغيظ :
-ماشي يا جوري أما نشوف أخرتها معاكي

-السلام عليكم
قالها والدها وهو يدلف من الباب، فاستداروا سويًا ناظرين له بشده ...
أردفت جويرية بقلق وهي تسرع إليه :
-بابا، إنت ليه قومت و..
قاطعها هو برفق :
-أنا الحمد لله يا جوري، وبعدين هتفضلي حبساني في الأوضة كتير !
أسندته وهي تسير به نحو أحد الأسِرَّة المتواجدة في الغرفة، حتى أجلسته عليه قائلة بهدوء :
-مش بحبسك بس عاوزاك تخف بس
إبسم لها وقبل ؟ن ينطق بحر وجد براء قد تدخل قائلًا :
-يا عمي هي مش بس بتحبسك لأ دة بتجبر الضيوف يعملوا فطار!
نظر له عبد القدوس ضاحكًا وسأله :
-وهو إنت ضيف برضوه يا براء ؟
لكنه لم يكن يدري أنه يدعمها بتلك الطريق، ثم قال فجأة :
-لأ لأ أقصد إن ...
قاطعته جويرية وهي تنظر لبراء بإنتصار وتقول :
-معاك حق يا بابا، يلا يا براء إعمل فطار!
نظروا لها سويًا، وغلفت نظراتهم الضيق، والمرح ..
فهي لا تترك أي فرصة تضيع منها ...
ومستسلمًا ذهب نحو المطبخ ليعد الفطور، وقبل أن يبتعد سمع صوتها الهادئ :
-وآه، متقلش الشاي، إنت عارف إني بحبه خفيف!
إستدار لينظر لها فوجدها تبتسم له، لما شعر أنها غاضبة من شيء ما وتريد إفراغ غضبها فيه!
الأمر لا يتعدى بضع ساعات أزعجها فيها ليلًا!

بعد أن أنهو فطورهم، كان الجو ساكنًا، وبهدوء بدأت جويرية تنتزع الأطباق وتضعها في المطبخ لتغسلها بعدها بصمت ..
وبرغم أن أحدًا لم يفهم ما يزعجها من بكرة الصبح، إلا أنهم ظلوا يحادثونها علها تبوح بما تخفيه ...
لكن كعادة جويرية، لم تتفوه بكلمة

أما هي فقد كانت تفكر في تلك المكالمة، وفقط بعد أن استيقظت بدأت تفكر في إحتمالية وجود توقيعها على ورقة بيضاء بالفعل!
فالبارحة كانت على درجة كبيرة من الشرود، ولربما ..
فجأة رفعت رأسها وهي تتذكر حينما حادثت فيروز!
وبعدما سمعت ما حدث لها انفعلت، وبدأت تتناسى العالم من حولها، حتمًا حصلت الورقة على توقيعها آن ذاك، فهي لا تركز كثيرًا حين تغضب ..
وعادتها منذ صغرها أن تكتب إسمها مرارًا على ورقة أمامها إن توافرت ..
-غبية
قالتها بغضب بعد أن وصلت لتلك النقطة ..
أخذت نفسًا عميقًا لتدرك بعدها أنها انتهت من عملها ولم يعد هناك أي أطباق لتغسلها ..
نفضت الماء عن يديها، وأنزلت أكمامها وسارت خارج المطبخ ..
لم تعلم ما الخطوة القادمة، لكنها شعرت بالغضب من نفسها، لأنها وصعتها في ذاك الموقف الحرج، وهي واثقة أن صهيب لن يضيع الفرصة أبدًا!

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن