لفصل الحادي عشر :
كان براء جالسًا على أحب المقاعد في المشفى، وكانت قدماه تتحرك بإتزان وهو يراقبها وهي مكتفة يديها وجالسة بجانبه بهدوء، مستندة على مسند المقعد خلفها، ناظرة إلى الفراغ ..
هدأت قدماه قليلًا، ومن ثم قرب يده إلى وجهها ووراى بعض خصلات شعرها التي تسللت خارج حجابها ..
أما هي فنظرت فقط إلى يده ولم تحرح ساكنًا ...
تنهد هو بحزن على حالها، وأعاد سؤاله عليها بنبرة أكثر هدوءًا بـ :
-جوري مالك! إيه اللي جرالك و.. وخسيتي كدة ليه؟
أجابته بفتور دون أن تنظر له بـ :
-عادي
قطب هو حاجباه، ونظر لها بضيق وهو يقول بنبرة شبه منفعلة :
-إيه اللي عادي
ثم تشنجت نبراته، وإزاداد إنعقاد ما بين حاجبيه أثناء إردافه بـ :
-إنتي شايفة نفسك! إنتي كدة بتموتي نفسك بالبطيء!
-إتعودت
-وأنا مش متعود أشوفك كدة!
ثم حاول تهدأة نفسه وهو يقول ملطفًا للجو :
-على فكرة أنا أصلًا جاي من المطار على هنا وماما نفسها متعرفش إني جيت، عدي الجمايل بقى
-مكنتش تتعب نفسك
قالتها بببساطة وهي تقف ...
وحينها وسارت مبتعدة عنه متجهة نحو غرفة والدها، فسار هو متجهًا إليها حتى ووقف أمامها
زفرت بضجر حين رأته أمامها ثم ...
جويرية بنبرة هادئة :
-عاوزة أشوف بابا إبعد
ترك لها المجال لتعبر، وعبر هو أمامها، ثم ذهب معها قبل أن يقول باسمًا :
-طيب أنا جاي معاكي
لم تمنعه هي بل تركته يمر معها وحين دخلا إلى الغرفة كان عبد القدوس قد إستيقظ
وحين دخلا إليه طالعهما بنظراته المشتاقة، ومن ثم أردف قائلًا بإبتسامة وهو يرمق براء :
-براء! معقولة!
ضحك الأخير وهو يتقدم نحوه، ثم أجاب على تساؤله قائلًا بروية قبل أن يقبل يديه ورأسه :
-أيوة يا عمي، إزيك إنت عامل إيه الوقت؟
حينها كانت جويرية واقفة مكتفة اليدين تنظر إليهما ببعضٍ من الجمود ..-أنا كويس يابني الحمد لله وإنت عامل إيه وإيه الغيبة الطويلة دي كلها؟
نظر براء حينها لجويرية قبل أن يجيب بفتور بـ :
-كانت ظروف والله يا عمي
وضع عبد القدوس يده على كتفه وقال بود :
-المهم إنك رجعتلنا بالسلامة
أومأ الأخير وهو ينطق بهدوء بـ :
-أيوة الحمد لله
نظر عبد القدوس لإبنته وأشار لها بيده أن تأتي، فذهبت نحوه بوجه قد تجهمت ملامحه ...
ونظر للإثنين بعطف وهو يقول :
-ممكن أطلب منك طلب يابني
-طبعًا يا عمي إنت محتاج تسأل!
نظرت له جويرية وقد توقعت طلبه، فأردفت هي بـ :
-لأ مش هروح يا بابا، أنا عاوزة أفضل هنا
نظر لها والدها بعناد قبل أن يردف قائلًا :
-أيوة يا براء عاوزها تروح البيت، عشانعشان من ساعة ما أنا تعبت مسابتتيش،والمشكلة أصلًاإنها تعبانة جدًا من كام يوم ومبتقولش
-لأ أنا كويسة
نطقت بها جويرية بضيق
فقال براء وهو يتفحصها بنظراته :
-أيوة والله أنا حاسس إنها تعبانة، أصلًا وشها دبلان خالص!
نفخت هي بتأفف، وأبعدت نظراتها عنهما فأعاد عبد القدوس حديثه بـ :
-المهم خدها وروحها البيت حتى لو بالغصب عشان أنا مكنتش عارف أخليها تروح لوحدها، حتى لو ينفع تبات معاها النهارضة .....!!!
أنت تقرأ
عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزق
Romanceزداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية ... من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب .. صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حو...