25

29.9K 673 11
                                    


الفصل الخامس والعشرون :


-بالله عليك بتتكلم جد !
كانت تلك الجملة التي قالتها هي بنبرة بها بعض اللهفة رغم الهدوء المسيطر عليها ..
نظر هو لها بسمًا وأومأ رأسه أي نعم، ثم انعطف بالسيارة نحو اليمين أثناء قوله بسعادة :
-آه والله يا جوري، أنا روحتله أول واحد الصبح وسألت الدكتور عليه قالي إن حالته إتحسنت تمامًا ونقدر ناخده من بكرة، نخلص بس الإجراءات ...
ظهرت السعادة على محياها وإبتسمت متسائلة بنبرة طبيعية :
-براء، يعني من بكرة بابا هيرجع البيت ؟
-أيوة

شعر بالسعادة لرؤية وجهها يشع بالفرح، فنادرًا ما يراها هكذا، لكن دومًا لديه الأمل أن تعود كما كانت ... وفي يومٍ ما سترجع جويرية التي يعرفها .

-يعني إنت عارف من الصبح ومتقوليش ؟
كان ذاك سؤالها بغضب مفاجئ، فنظر لها وأردف بنبرة تحمل المودة :
-ما أنا كنت عاوز أشوف تأخير الخبر عليكي !
رفعت حاجبها ثم عقدت ساعداها إلى صدرها وصمتت عدا عن ..
-امممم
التي قالتها ..

وبعد ثوانٍ تفاجأت به يقول :
-بيجاد إنتحر ..
هزت رأسها نافية وهي تردف بعدم تصديق :
-مستحيل !
أكد هو حديثه بـ :
-معتصم قالي والله ..
لم تصدق هي أبدًا، فشخص جبان مثله لن يقدم على الإنتحار أبدًا، الأمر أنها رأت عينيه المرتعبتين حين بدأ يخسر القضية، فكيف لشخص يخاف من نتيجة أخطائه أن يقدم على الإنتحار !!
مستحيل، لا أصدق !

-وبالشال !
-ها !
-إنتحر بالشال
نظرت له متفحصة ملامح وجهه، فهل يمزح هذا أو ...
-براء، بطل هزارأنا تقبلت اللي حصل وعارفة إن القاضي مرتشي لأن الحكم اللي المفروض ياخده 15 سنة و..
-والله ما بهزر ! ، مات إنتحر ..
لما تذكرت سهيل فجأة، فقد كانت تتابع نظرات الجميع عن كثب، وحقًا كانت نظرات سهيل توحي بالـكره ...
نفت عن عقلها الأمر بسرعة ثم عادت تنظر لبراء وتقول ببساطة :
-مظنش
أجابها براء بنبرة هادئة :
-معتصم كمان حاسس إن الأمر فيه إنَّ، وعشان كده قالي إنه ناوي يحقق في ...
قاطعته هي بسرعة :
-لأ لأ يا براء، عشان خاطري خليهم يقفلوا على القضية دي !
نظر لها بدهشة من إندفاعها المفاجئ وقال :
-بقولك بس بيفكر، وبعدين الكل مصدق إنه إتقتل خلاص وإتدفن ومراته حتى مراحتش ! ، بس مالك ليه مش عاوزانا نحقق !
أجابته بحذر :
-عادي يا براء إجى في دماغي حاجة كده ومعرفش صح ولا غلط، المهم سيبك إنت، هنوصل إمت ؟
إبتسم لها وتحدث :
-ما إحنا وصلنا من زمان !
نظرت حولها فوجدت أنهم بالفعل قد وصلوا، فأمسكت بمقبض السيارة لتذهب بعد أن أردفت بـ :
-إبقى سلملي على أبوك وأمك وهاجي أزوركم قريب إن شاء الله
ثم خرجت وهي تسمعه يردف بمرح :
-فيه ميزة كونا إخوات في الرضاعة برضوه ..
حينها إبتسمت بوجوم وقالت وهي تغادره :
-معاك حق ماما كانت مصرة على الموضوع ده أوي، كانت دايمًا بتقولي كده
ترجل الأخير من السيارة ووقف أمامها قائلًا بروية :
-بس على الأقل بقى عندي أخت بدل ما أكون وحيد ...
وضعت يدها على وجهه واتسعت إبتسامتها قليلًا حينما أردفت بحنو :
-والله يا براء إنت نعمة، أجمل حاجة فيك إنك مش بتزعل مني وبتكون فاهمني
أمسك يدها من على وجهه وقبل باطنها ثم أردف برفق :
-وإنتي كمان نعمة، يلا بقى عشان متتأخريش وساعتين بالظبق وآجي أخدك
تنهدت بهدوء وقالت :
-طيب، أنا أصلًا مش هطول عشان أصحى بدري نروح نجيب بابا من المستفى ...

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن