13

18.2K 526 11
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثالث عشر
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
كانت رغده تجلس على مقعد المرحاض لا تصدق ما تراه بين اصابعها ..نظرت مره اخرى للجهاز الذى يضىء بخطين باللون الاحمر ..رفعت كفها واخذت تمرر اصابعها بين خصلات شعرها وهى تفكر ان العاده الشهريه الخاصه بها متأخره بالفعل شهرين كاملين وقد كانت تعتقد أن سبب تأخرها انها قد قامت بتغيير نوع الحبوب التى تتناولها لمنع الحمل ...وقفت رغده ونظرت إلى وجهها فى المرآه وابتسمت  وهى تفكر أنها تحمل الان بين احشائها طفل سيجمعها للأبد بمحمود عند تلك الفكره هبطت دمعه من عينيها خوفاً من ردت فعله فقد أحضرت اختبار الحمل بدون أن تخبره بما تفكر به فقد تشعر بتغيرات فى جسدها منذ فتره ...نظرت رغده مره اخرى لاختبار الحمل وابتسمت بدموع وهى تضع كفها على رحمها الذى أصبح الآن يحمل طفل بداخله
❄❄❄❄
دلف حمزه الى غرفة هاله وجدها تقف بجوار الفراش وقد انتهت من ارتداء ملابسها فأقترب منها وهو يقول
حمزه: لابسه كدا ورايحه على فين ..انتي لسه تعبانه
هاله: ابدا انا بس لسه مكلمه مديرى فى الشغل وقالي أنهم هيبعتوا ليا طقم حراسه جديد يودينى للبيت الأمن
حمزه: بتوتر: ااااه ما لسه عارف من رأفت باشا بسهولة قالى أنهم هييجوا بكره
هاله:وهى تجلس على الفراش: لا ما الميعاد اتغير وهييجوا كمان شويه ...كفايه قاعده هنا
نظر حمزه لملامح وجهها المتعب واقترب منها وهو يقول
حمزه: بس انتى لسه تعبانه وانا هبقى قلقان عليكى اوى لما تبقى بعيده عن عينى ..بس للأسف دلوقتى هما بقوا فاكرين انى مش اد المهمه دي
هاله: لا متقلقش انا لما كلمت مديري قولتله ان انا السبب فى انك تنزل من الشقه يوميها  ..
جلس حمزه بجوارها وهو يتأملها ثم قال بصوت خفيض حمزه: عملتي كدا ليه انا كنت مستعد لتحمل نتيجة غلطتى
هاله: وهى تحاول عدم النظر إليه: انت عملت علشانى كتير اوى وكمان انا معملتش حاجه ...ثم نظرت إليه وقالت كاذبه….وان شاء الله لما المهمه تنتهي هبقى اجي اعزمك على فرحي
نظر لها حمزه بحزن وهو يتذكر خطيبها وتنهد وهو يتمتم بخفوت
حمزه: أن شاء الله...هو انتى كلمتيه تانى
هاله: كاذبه: ايوه طبعا هو بيكلمنى كل يوم علشان يطمن عليا ...اصل انت متعرفش هو بيحبني اد ايه
حمزه: بتجهم:ربنا يهنيكى..لو احتاجتي اي حاجه في اي وقت انا موجود ...اوعدينى تكلميني لو احتاجتي حاجه
نظرت له هاله بينما تتأمل ملامحه التي تشتاق اليها منذ الآن وقالت بخفوت بينما امتلئت عينيها بالدموع
هاله: أن شاء الله متقلقش...ثم ابتلعت غصه وقفت فى حلقها وقالت ...انت اخويا
حرك حمزه رأسه بحزن ووقف ليتجه إلى خارج الغرفه وهو يفكر فى هاله وخطيبها بينما اخذت هاله تبكي بصمت فهى تعشقه ولكن لن تستطيع التفرقه بينه وبين والدته التى لن تقبل بها مهما حدث
❄❄❄❄
فى المساء
استيقظ محمود من النعاس وابتسم عندما رأى رغده التى تنام على صدره فأحتضنها اقرب إليه وقام بتقبيل جبهتها بحب ثم ازاحها برفق ليستطيع النهوض والتوجه إلى المرحاض وبالفعل استطاع أن يفعل ذلك وما أن انتهى واراد أن يلقى المنديل المستعمل فى سلة المهملات اتسعت عينيه وهو يرا علبه فارغه كانت. تحوي اختبار حمل ولكنه لم يجد ذلك الاختبار ..شعر بدقات قلبه تتسارع وهو يبحث فى سلة المهملات عن ذلك الاختبار ولكنه لم يجده فوقف دون أن يفكر للحظه واحده وقام بأيقاظ رغده وهو يقول بحنق
محمود: رغده ...رغده اصحى ..رغده
رغده : وهى تستيقظ: ايه يا حبيبي فيه ايه ..انت كويس
نظر لها محمود دون أن يجيبها ثم رفع العلبه أمام عينيها وهو يقول بغضب
محمود: فين الجهاز اللى كان جوه العلبه دي
نظرت رغده بتوتر الى العلبه ولعنت غباءها فقد قامت بتخبئة الجهاز ولكن لم تفكر فى تخبئة العلبه الخاصه به نظرت لوجه محمود الواضح عليه الغضب وشعرت بالخوف للحظات وهى تقول
رغده: اهدي يا محمود..اهدى ونتكلم براحه
محمود: بغضب: اهدى ايه وبتاع ايه ...انطقي يا رغده فين الجهاز ده ...ومتكدبيش لانى لو حسيت انك كدابه هأخدك اكشف عليكى ..انطقي متخلينيش اتنرفز اكتر من كدا
نظرت رغده حولها للحظات ووجدت أن لا مفر من أخباره الحقيقه الان فقد كانت تنتظر أن يعودوا إلى الفيلا حتى تستطيع أخباره بهدوء..نظرت مره اخرى الى محمود وقالت بخفوت
رغده: بخفوت: انا….انا حامل
نظر لها محمود قليلا بذهول ثم قال بغضب وهو يجذبها من ذراعها بعنف
محمود: حامل ...حامل ازاى ...انتي مكنتيش بتأخدى الحبوب صح..خدعتينى يا رغده ..عايزه تحطيني ادام الأمر الواقع
اخذت رغده تحرك رأسها بالنفي بينما تنهمر الدموع على وجهها وقال ببكاء
رغده: ببكاء: انا مخدعتكش ..انا والله العظيم كنت بأخد الحبايه كل يوم..والله العظيم انا….
محمود: مقاطعاً بشراسه:متحلفيش كدب...متكدبيش..انا عمر ما حد غصبنى على حاجه تقومى انتى تعملي كدا فيا
نفض محمود ذراعها وتحرك بأهتياج فى أنحاء الغرفه وهو يشعر أنه قد تم خداعه على يد محبوبته ونظر اليها بقسوه وجدها تضم ساقيها الى صدرها وتبكى بحرقه فأراد أن يذهب إليها ويضمها الى صدره ويهدىء بكائها ويخبرها أن كل شىء سيكون على ما يرام ولكنه لم يفعل ذلك فقد كان يشعر أن شياطين الكون تتراقص امام عينيه فأتجه اليها بغضب وهو يقول
محمود: اللى فى بطنك ده انا مش عايزه ...انتى هتنزليه فاهمه ولا لا
رغده: بذهول: انت بتقول ايه ...انت اكيد اتجننت عايزنى اقتل ابننا بأيدي
محمود: وكأنه لم يستمع إليها : انا هأخدك اول ما نرجع القاهره ونروح لدكتور ينزل اللي في بطنك ده فاهمه ولا لا
نظرت له رغده من بين دموعها بذهول فوجدت أنها تنظر الى وجه رجل ينظر اليها بغضب كاف ليقتلها فحركت رأسها بالايجاب بينما زادت وتيرة بكائها فأتجه محمود مره اخرى الى المرحاض ليغلق بابه خلفه بعنف
❄❄❄❄
وقف حمزه أمام باب الفيلا يراقب صعود هاله الى سيارة الحراسه الجديده بينما يشعر أنه يريد أن بقيها في منزل وتحت حمايته للابد  ولكنه لا يستطيع فعل ذلك فهى ليست ملكه بل ملك رجل آخر ...رفع حمزه بصره فتلاقت عينيه مع عيني هاله التى كانت تنظر إليه فأبتسم لها وهو يلوح بكفه مودعاً فبادلته الابتسامه بينما تبتعد السياره التي تقلها إلى خارج الفيلا..فى الوقت الذي كانت فيه فاطمه تقف فى شرفة حجرتها تراقب رحيل هاله بأبتسامه وهي تشعر أنها قد استطاعت حماية حمزه من الوقوع فى شباك تلك الفتاه
❄❄❄❄
في اليوم التالى
كانت هاله تجلس في المنزل الأمن تتذكر وجه حمزه أثناء رحيلها تنهدت بحزن فقد أوضحت والدته أن لا مكان لها بينهم ..انسابت دموعها بغزاره وهى تتذكر حديثها معها ..رفعت هاتفها وحاولت الاتصال بفؤاد لتطمئن عليه ولكن وجدت أن هاتفها لا يوجد به شبكه ..نظرت بذهول للهاتف واتجهت إلى خارج الغرفه وما أن رأت الحارس حتى قالت له
هاله: بقولك ايه يا سميح هو مفيش شبكه هنا ولا ايه
سميح: للأسف لا ...حضرتك عايزه تتكلمي فى التليفون
هاله: ايوه ...بس فوجأت أن الشبكه واقعه ..على العموم خلاص .
سميح: تمام ...على فكره اللواء عبد المجيد كان مبلغنا أنه هييجي النهارده علشان يتكلم مع حضرتك
هاله: خلاص ماشى تمام ….ربنا يسهل
اتجهت هاله الى غرفتها وهى تفكر فى سبب قدوم عبد المجيد الان الى هنا ولكن كل أفكارها تجسدت أمامها عندما حضر عبد المجيد ليخبرها بالمهمه التى يجب أن تقوم بها
هاله: يعنى حضرتك عايزنى ابقى طعم
عبد المجيد: هي دي الطريقه الوحيده اللى هنقدر بيها نوصل لعزيز واللى وراه
هاله: طيب والكلام ده انا هعمله امتى
عبد المجيد: اول ما تحسي انك بقيتى كويسه
هاله: تمام يبقى بعد يومين  هبدأ المهمه دي علشان نخلص من موضوع عزيز دا بقى
عبد المجيد: تمام اوى ووقتها تقدري تأخدي اجازه المده اللي انتي عايزاها
هاله: تمام يا افندم ذي ما حضرتك تؤمر
ابتسم عبد المجيد واتجه إلى الخارج ونظرت هاله الى النافذه المجاوره لها وهى تفكر فى خطورة ما ستفعله
❄❄❄❄
هبط محمود إلى المطعم ليتناول طعام الإفطار فقد جلس طوال الليله الماضيه يفكر فيما قاله لرغده بينما كانت رغده تبكى بصمت على الفراش ..جلس على الطاوله وهو يشعر بأن رأسه يكاد ينفجر الى أشلاء بسبب التفكير وفي تلك اللحظه جلست مي امامه على الطاوله وهى تقول
مي: مالك يا محمود انت اول ما كلمتنى انا نزلت على طول هو فيه ايه ؟
محمود: معلش يا مي انا اسف لو كنت صحيتك بدري بس انا بجد محتاج اتكلم مع حد عارفني كويس
مي:بأبتسامه: متقولش كدا ..انت عارف غلاوتك عندى ..قول فيه ايه
محمود: بتنهيده: انا امبارح …….. بس مش عارف انا صح ولا غلط
نظرت له مي قليلا بأبتسامه ثم قالت بخبث
مي: والله المعروف يا محمود إن اللى بتأخد حبوب منع الحمل مستحيل تحمل الا لو هى بطلت تأخدها ..دا معناه أن فعلا رغده بطلت تأخد الحبوب من وراك ..بس هى ليه عملت كدا
محمود: علشان انا مكنتش عايز اطفال دلوقتى
وقفت مي وجلست بجوار محمود وهي تقول
مي: بص يا محمود ...اللى حصل ده لا يمكن يكون صدفه وانا مش عارفه اقولك ايه بصراحه بس انت عندك حق ..كدا مش هيبقى بينكم ثقه خالص
محمود: بتنهيده: يعنى انا كدا مش بظلمها لما بطلب منها تنزل اللي فى بطنها
مي: لا طبعا مش بتظلمها لأنها هى اللى بدأت مش انت
حرك محمود رأسه باقتناع بينما نظرت مي أمامها بخبث وهى تنظر إليه بطرف عينيها
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن