23

19.1K 513 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثالث والعشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
نظر ادم لمحمود الذي يجلس ارضاً أمام غرفة رغده منذ ان قام الطبيب بأخراجه من الغرفه ..شعر بالحزن من أجل شقيقه فقد كان يبدوا على وجهه الضيق الشديد فأقترب منه وجلس امامه ارضاً وهو يقول بهدوء
ادم: مالك يا محمود...ايه اللي حصل جوه
محمود: بحزن: كل حاجه ضاعت من ايدي ..لما كنت بسمع منك او من بابا إن اللي انا بعمله هيضيع رغده من أيدي مكنتش مصدق ...بس خلاص دلوقتي اتأكدت اني ضيعتها فعلا من ايدي
ادم: متقولش كدا ...أن شاء الله البيبي هيكون بخير ورغده بتحبك عمرها ما تبعد عنك
محمود: بحزن: خلاص يا ادم ..رغده مبقتش بتحبني ..هي قالتلي انها بتكرهني ولو حصل للبيبي حاجه عمرها ما هتسامحني ...وعندها حق في اللي بتقوله .عارف ليه ؟
ادم: بهدوء: ليه ؟
محمود: علشان انا كنت زباله اوي معاها ...محدش بيتعامل مع مراته كدا ...محدش بيحاسب مراته انها حملت ويبقى عايز يجبرها تنزل اللي في بطنها ...انا بني ادم زباله ...انا استاهل كل اللي يحصلي .. استاهل كل اللي يحصلي
احتضن ادم محمود بين ذراعيه وهو يشعر بأرتجافة جسده التي تدل على بكاءه واخذ يدعوا الله أن لا تفقد رغده طفلها
❄❄❄❄
كانت هاله تجلس على فراشها تتذكر حديث فاطمه معها ولم تكن تشعر بالحزن أو الغضب من حديثها بل كانت تشعر بالتعاطف والشفقه على تلك المرأة التى تشعر بأنها ما هي إلا تهديد وتحاول بكافة الطرق أبعادها عن حمزه ..تنهدت وهي تفكر في حمزه الذي يعاملها بحب ويقوم بكل طلباتها ولا يذهب إلى النوم سوا عندما يتأكد أنها قد ذهبت إلى النوم على الرغم من وجود الممرضه التي احضرها معهم من المشفى ..افاقت من شروطها على صوت دقات على باب الغرفه فعلمت أن الطارق هو حمزه فأذنت له بالدخول
هاله: اتفضل يا حمزه ادخل ...واقف على الباب ليه
حمزه: ابدا ولا حاجه ..انا بس كنت جايب ليكي الدوا علشان تأخديه
هاله: امال فين عفاف الممرضه
حمزه: وهو يقترب منها : في المطبخ بتتعشى وانا قولت اجبلك الدوا ...عامله ايه دلوقتى
هاله: الحمد لله كويسه ...انت عامل ايه
جلس حمزه أمام هاله على الفراش واخذ يساعدها في تناول دواءها وما أن انتهى حتى قال
حمزه: بالشفاء أن شاء الله
هاله: شكرا …
نظر حمزه إلى عينيها ذو اللون الغريب واخذ يتأمل ملامحها فوجد نفسه دون إرادة منه يرفع كفه ليتلمس وجنتها ولكن ما أن شعرت هاله بلمسته حتى ابتعدت الى الخلف بينما اصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل
حمزه: انا اسف بس بجد مقدرتش امسك نفسي...اصل انتي لو تعرفي انا بحبك اد ايه هتعذريني
هاله: بأرتباك: حمزه انا …
حمزه: ارجوكي بلاش تكدبي عليا وتقوليلى انك مش حاسه نفس اللي انا حاسه لاني متأكد أن احساسي عمره مايغلط ...انا حاسس بيكي يا هاله وعارف انك انتي كمان بتحبيني بس مش عارف ليه بتنكري الاحساس ده
هاله: بأنفعال: لأنه مينفعش ..انا وانت مننفعش لبعض
حمزه: ليه ..⁦ليه مننفعش لبعض ..علشان موضوع ماما ولا في حاجه تانيه
هاله: يعني هو موضوع مامتك ده حاجه عاديه
حمزه: بالمباراه: ايوه طبعا حاجه عاديه ماما كل خوفها انك تبعديني عنها لكن لما نتجوز وتلاقيني لسه معاها ذي الاول هتعرف انك انسانه محترمه وهتحبك اوي
صمتت هاله بذهول ثم تحدثت بخجل وهي تقول
هاله: بخجل: لما نتجوز
حمزه: بأبتسامه: ايوه طبعا لما نتجوز ولا انتي ناويه نقضيها تسبيل...لا انا مقدرش على كدا
هاله: بس انا
حمزه: مفيش بس ...لو انتي بتحبيني ذي ما بحبك يبقى لازم توافقي اننا نتجوز ..إنما بقى لو مش بتحبيني فقولي دلوقتي وانا اوعدك عمري ما هفتح الموضوع ده تاني
تحركت هاله مكانها بأضطراب وهي تفكر في حديثه وارادت أن تخبره بأنها لا تشعر بنفس مشاعره ولكنها لم تستطع أن تكذب عليه مره اخرى فقالت بخفوت
هاله: انا بحبك يا حمزه ...من زمان اوي ..بس مش عايزه بعد ما تتجوز وتحس انك خسرت حاجات بسببي فتكرهنى...مش عايزه ….
حمزه: مقاطعاً: انا عمري ما هكرهك ..انا بحبك يا هاله من يوم ما شوفتك عند عزيز في الفيلا وانا بحبك ...ارجوكي صدقيني
ابتسمت هاله له وهي تتمني أن تكتمل سعادتها  ولا يحدث ما يعكر صفو حياتها
❄❄❄❄
جلست فاطمه بحوار فراش رغده التي أعطاها الطبيب مخدر حتى تذهب في النوم الى الصباح وكانت تقرأ في المصحف الشريف عندما دلف ادم الى داخل الغرفه وقال لها
ادم: يلا يا ماما علشان تروحي مع بابا
فاطمه: اروح فين .⁦..انا هبات معاها النهارده
ادم: مينفعش الدكتور قال اللي يبان واحد بس ومحمود مش راضي يروح فهيبات هو
فاطمه: لا حول ولا قوه الا بالله...انا مش عارفه ايه اللي بيحصل لينا ده ..هو ايه اللي حصل بينها وبين محمود
ادم: شدوا مع بعض جامد ولما فاقت قالتله انها بتكرهه ولو الطفل مات عمرها ما هتسامحه وهو من وقتها فاق لنفسه وحس أنه فعلا ضيعها من ايديه
فاطمه: وهي تقف: انا قولتله كذا مره بلاش ينشف دماغه ويصر على رأيه بس هو اللي مسمعتش الكلام
ادم: بتنهيده: يا ماما محمود كان في خمول مش عارف هو بيقول ايه ومش بيفكر في تأثير كلامه على اللي حوليه بس هو دلوقتي فاق من حالة الخمول دي وحس فعلا باللي بيحصل حواليه
حركت فاطمه رأسها موافقه على حديث ادم فهي تعلم أنه على حق فيما يقول ونظرت لرغده الغافيه وقالت
فاطمه: ربنا يقومك بالسلامه يا رغده يارب ..ويجمع بينك انتي ومحمود وميفرقكمش ابدا يارب
ادم: يارب يا ماما ...يارب
❄❄❄❄
في اليوم التالى
جلست هاله على مائدة الطعام بينما وضع حمزه الطعام أمامها وكان دائما يحرص على تقطيعه من اجلها حتى تتمكن من تناول طعامها بسهوله بالغه ولكن ما أن رفعت كفها لتأخذ الملعقه تحسست اناملها بتلات الورود الناعمه الموجوده أمامها فأبتسمت بسعاده وهي تتحسس بكفيها ما حولها فوجدت أن المنضده مغطاه ببتلات الورود التي ينبعث منها رائحه جميله للغايه فقالت
هاله: الله...ايه الورد الجميل ده
حمزه: بحب: هو كان فعلا جميل بس لما قعدتي انتي قدامه بقيتي انتي اجمل منه مليون مره
ابتسمت هاله بخجل وقالت
هاله: ريحته حلوه اوي ...هو لونه ايه
حمزه: تفتكري هيكون لونه ايه ...واحد عاشق متيم ذي سعادتي بيقدم ورد لحبيبته اللي مطنشاه على الاخر هيكون ورد لونه ايه ...اكيد احمر
ابتسمت هاله بخجل على حديثه ثم قالت بصوت خفيض
هاله: بس انا مش مطنشاك ولا حاجه ...بالعكس ربنا عالم باللي جوايا
حمزه: خلاص مدام كدا يبقى توافقي اننا نتجوز ..انا مش قادر ابعد عنك لحظه واحده
هاله: بهدوء: انا معنديش مانع بس المهم الاول اني اعمل العمليه وكمان مامتك لازم توافق على الجوازه دي قبل اي حد تاني
حمزه: ماما مسيرها توافق
هاله: لا ...انا لا يمكن اربط حياتي بيك وهي بتكرهني ...هجرحك واجرحها واجرح نفسي لو عملت كدا ...لو عايز فعلا تتجوزيني يبقى لازم تقنع مامتك بيا الاول غير كدا لا
حرك حمزه رأسه بتفهم ثم وقف وبدأ فى وضع الطعام أمامها وهو يقول
حمزه: حاضر كل اللي انتي عايزاه انا هعمله ...كلي بقى علشان الدواء
هاله:حاضر هأكل اهو
راقب حمزه هاله وهي تتناول طعامها ببطء شديد حتى لا تسقط منه أي شىء على ملابسها وأخذ يفكر في حديثها فهي على حق فيما تقول فيجب اولا أن يقنع والدته بالقبول بها
❄❄❄❄
ارتدت جنه ملابسها وقامت بمساعدة ورده في ارتداء ملابسها حتى تستطيع الذهاب مع ادم لكي تطمئن على رغده وما أن انتهت من تمشيط شعر ورده حتى دلف ادم وخلفه ايمن الذي ارتدي ملابسه بالفعل
جنه: شكرا يا قلبي انك ساعدت ايمن يلبس علشان نلحق نروح بدري لرغده
ادم: وهو يقبل وجنتها : ولا يهمك يا حبيبتي..خلصتي ولا لسه
جنه: لا خلاص خلصت يلا بينا
ادم: يلا بينا يا قلبي ويارب لما نروح يبقى فيه اخبار حلوه الا انا قلقان من امبارح اوي على رغده
جنه: وانا كمان والله ربنا يستر عليها...وتبقى هي والبيبي بخير يارب
ادم: يارب يا حبيبتي...انتي مشوفتيش محمود كان عامل ازاي امبارح
جنه: لا اله الا الله ...انا مش عارفه مدام هو بيحبها اوي كدا كان ليه العناد من الاول
ادم: محمود اخويا مشكلته أنه طول عمره كلمته لازم تتنفذ ولما اتجوز رغده كان فاكر أنه لو خلف الطفل اللي هييجي هيأخد رغده منه علشان كدا كان رد فعله وحش على موضوع حملها...بس هو دلوقتي بيلوم نفسه على كل كلمه وحشه قالها ليها
جنه: أن شاء الله كل حاجه هتعدي على خير وهيرجعوا مع بعض احسن من الاول ...انا عارفه رغده ومتأكده انها لسه بتحبه
ادم: انا عارف والله وهو كمان بيحبها اوي ...ربنا يستر بقى
جنه: يارب
اقترب ادم من جنه واحتضانها فوضعت ذراعيها حول خصره وكلاً منهم يدعوا الله أن يكون القادم افضل
❄❄❄❄
انتظر محمود خارج الغرفه حتى يكمل الطبيب فحصه لرغده وكان يشعر بمشاعر مختلفه من الحزن والغضب والامل ...فقد قضى الليل كله يدعوا الله أن يأتي الصبح بما هو خيرا له ولرغده ..رفع كفه أمام عينيه وهو يتذكر شعوره بحركة طفله ثم ضم قبضته ووضعها على صدره وهو يفكر في كيف وقع فى حب ذلك الطفل قبل أن يراه ...كيف اصبح يدعوا الله أن يبقى فى رحم رغده بعد أن كان يريد قتله ...كيف امتلىء قلبه بذلك الحب لمجرد بضع ركلات شعر بها ..خرج من شروده على خروج الطبيب الذي طمأنه على رغده وأخبره أن الوقت الحرج قد مضى وأنها ستصبح بخير هي وجنينها فدلف الى الغرفه فرحاً بما سمع واراد أن يحتضنها بين ذراعيه ولكنها ابتعدت عنه فقال
محمود: مالك يا حبيبتي...مش الدكتور طمنك على البيبي
رغده: ببرود: ايوه الحمد لله ...انا وابني بخير
محمود: بغضب: ابننا
اكملت رغده حديثها دون أن تغير غضبه اى اهتمام وقالت بلامبالاه
رغده: انا كان اهم حاجه عندي اني اطمن على ابني والحمد لله اني اطمنت عليه ...دلوقتي انا عايزه اطلب منك طلب وارجوا تنفذه ليا
محمود: بتساؤل : طلب ايه ده ؟ اؤمريني وانا انفذه
نظرت له رغده قليلا وكأنها تحفظ ملامحه بداخلها ثم قالت بصوت حاولت إظهاره متماسكاً
رغده: طلقني يا محمود ….
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن