20

19K 512 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل العشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
فى المساء
بعد أن انتهت هاله من ارتداء الملابس التي احضرها لها فؤاد حتى جلست على الفراش تفكر فيما ستفعل والى اين ستذهب الان فلم تعد مثل السابق فهي الان بحاجه رعايه كامله حتى يحين موعد إجراء الجراحه الخاصه بعينيها ..خرجت هاله من شرودها على صوت حمزه الذى يبدوا أنه اقترب منها وهي شارده
حمزه: مالك يا هاله بكلمك من بدري وانتي ساكته
هاله: ابدا مفيش حاجه ….كنت عايز مني حاجه
حمزه: لا ابدا انا بس كنت عايز اعرف خلصتي ولا لسه
هاله: ايوه خلصت ...ثم قالت بتردد...هو انا هروح فين دلوقتي
حمزه: بلامبالاه وهو يحمل حقيبتها  : هتيجي عندي الشقه طبعا ..امال هتروحي فين
هاله: وليه مروحش على شقتي اللي بابا فؤاد جابها ليا
حمزه: عادي ممكن نروح على شقتك المهم عندي اني مش هسيبك
هاله: بتوتر: حمزه انا مش عايزه اكون سبب في مشاكل بينك وبين مامتك ….انا هروح على شقتي وهخلي بابا يجبلي واحده تقعد معايا الفتره دي
حمزه: انا فعلا جبت ممرضه تقعد معاكي بس بردوا مش هسيبك ابدا 
تنهيدت هاله بأضطراب فحمزه يبدوا مصراً على البقاء معها وعلى الرغم من السعاده التى تشعر بها بسبب ذلك الاصرار الا أنها لا تريد أن ينتج عن بقاءه معها اى خلافات مع والدته التي أوضحت لها منذ البدايه عدم رغبتها بوجود اي علاقه بينهم مهما كانت
❄❄❄❄
جلس ادم بجوار محمود في الحديقه واخذ يراقب ورده التى تلهو أمامهم
محمود: امال فين جنه ..انا من وقت ما رجعت من بره وانا مشوفتهاش
ادم: وهو ينظر اليه :جنه راحت عند الدكتوره مع رغده
شعر محمود بالقلق الشديد فنظر لادم وقال مسرعاً
محمود: بقلق: دكتوره …..دكتوره ليه هي رغده مالها
ادم: هي مش حامل يا بني يعني لازم تعمل متابعه مع الدكتوره
محمود: ااااه….طيب انا كنت بحسب تعبانه ولا حاجه
ادم: بعتاب: يا سلام يعني الحمل ده مش تعب ...انت متعرفش الست لما تكون حامل بتتعب اد ايه جسدياً ونفسياً
محمود:والله انا اعترضت على نزولها الشغل بس محدش سمع كلامي
ادم:بهدوء: رغده لو كانت منزلتش الشغل كان ممكن بعد الشر يحصلها حاجه لان النفسيه بتاعتها كانت وحشه اوي الفتره اللي فاتت دي وكان لازم تخرج من المود ده
حرك محمود رأسه بتفهم وشرد قليلا في رغده وما تعانيه بسبب ذلك الطفل الذي لا يريده ...تنهد بمراره وهو ينظر الى ورده التى تحاول تركيب بعض المكعبات المصنوعة من البلاستيك ولكنها تفشل رغم محاولاتها المضنية وتخيل الطفل الذي تحمله رغده هل سيحمل ملامحها ام ملامحه حرك رأسه على الجانبين وكأنه يريد أن يخرج الصور التي تزاحمت فى عقله بينما ينظر إليه ادم بحزن على حال شقيقه الذي لم يعد يعلم ماذا يريد
❄❄❄❄
جلست هاله على فراشها بعد أن قامت الممرضه التي حضرت معها لرعايتها بمساعدتها فى تغيير ملابسها وسمعت صوت حمزه الذي يدلف الى الغرفه وهو يقول
حمزه: انا جبتلك كوباية لبن دافيه علشان تعرفي تنامي
هاله: مكنتش تتعب نفسك ..انت اكيد مرهق ومحتاج تستريح
حمزه: وهو يضع الكوب بين كفيها : ابدا انا مش مرهق ولا حاجه وكمان كفايه اني ابص في وشك علشان ارتاح من اي تعب
هاله: بخجل: بلاش الكلام ده يا حمزه لو سمحت
حمزه: وهو يجلس على المقعد: بلاش ليه ...هو. انا بقول حاجه غلط ...انا بتكلم على اللى انا حاسس بيه ..ومش هحاول اخبي أو اداري اي حاجه حاسس بيها بعد كدا علشان اللي كان مانعني طلع ملوش وجود اصلا
علمت هاله أنه يتحدث عن خطيبها المزعوم فتوردت وجنتيها بسبب تلك الكذبه بينما ازدادت ضربات قلبها وهي تعيد حديثه فى رأسها مره أخرى ولكنها حاولت أن تنكر تلك المشاعر والافكار  وقالت
هاله: الكلام ده ملوش لزوم ...انت عارف أن انا وانت عمرنا ما هيكون لينا نصيب مع بعض علشان ….
حمزه: مقاطعاً: علشان ماما صح ...على فكره يا هاله انا مش عيل صغير ممكن امي تتحكم فيا وتخليني اعمل اللي هي عايزاه ...انا متأكد أن كل اللي هي بتعمله ده ناتج عن كبريائها اللي هي حاسه أنه اتهان لما بابا طلع متجوز عليها بس انا عارف انها لو عرفتك كويس هتحبك اوي ...ثم قال بنبره هادئه عاشقه ..ذي ما انا كمان بحبك اوي
لم تستطع هاله أن تجيبه بسبب اعترافه الذي اخذها على بغته بينما لا تنكر انها شعرت بأن فراشات السعاده تحلق بداخلها
❄❄❄❄
بعد مرور اسبوع
جلست رغده على احدى الطاولات القريبه من نافذه الكافتيريا الخاصه بالشركه تتناول طعامها في وقت راحتها فقد امرتها الطبيبه بالانتظام فى تناول الادويه والمحافظه على نظام غذائي متكامل ..وضعت رغده كفها على بطنها التي اصبحت ظاهره الان بعد اكتمال شهرها الثالث فقد أصبحت فى بدايه الشهر الرابع من الحمل وبسبب نحول جسدها ظهر الحمل سريعاً عليه ..رفعت رغده بصرها لتلتقي بأعين محمود الذى جلس أمامها على الطاوله ووضع امامه طعامه وبدأ فى تناوله فحاولت بقدر الإمكان أن لا تتأثر بقربه منها فهي لا تستطيع الانكار انها قد اشتاقت إليه بالفعل..
محمود:بهدوء: ازيك يا رغده عامله ايه دلوقتى
رغده: بصوت خفيض: الحمد لله انت عامل ايه
محمود: بتنهيده: هتصدقيني لو قولتلك مبقاش في اي حاجه ليها طعم في حياتى ...مبقتش عارف اكل ولا اشرب ولا انام ولا حتى اشتغل
رغده:بقلق: ليه بس كدا ...مالك انت تعبان
ابتسم محمود لملامح القلق التي ظهرت على وجهها وقال بصوت خفيض
محمود: لسه بتخافي عليا يا رغده ...انا كنت فاكر أن بعدك عني علمك القساوه
تنهدت رغده وهي تفكر فيما يريد محمود أن يصل إليه وتمتمت
رغده: انا متعلمتش القساوه ولا حاجه ...كل الحكايه أن انا وانت اختلفنا ودي حاجه وارده جدا في اي جوازه ..المهم احنا ناويين على ايه ...مش هينفع طبعاً نعيش كل عمرنا ذي ما احنا عايشين دلوقتى
محمود: تقصدي ايه بالكلام ده
رغده: بتنهيده: انا بحبك يا محمود ...بس في نفس الوقت بحب اللي في بطني وعمري ما اقدر استغنى عنه علشان كدا وفي نفس الوقت انت عمرك ما هترضى بيه فمفيش قدامنا غير اننا ننفصل….هو ده الحل اللي هيريحنا احنا الاتنين
محمود: بأنفعال: انتي اتجننتي ولا ايه ...انفصال ايه اللي انتي بتتكلمي عنه ...انا مقدرش اعيش من غيرك ثانيه واحده ومتأكد انك انتي كمان ذيي ومهما حصل بينا أنا لسه بحبك وهفضل احبك فاهمه ولا لا ...وانا عمرى ما هطلقك مهما حصل
وما أن أنهى محمود حديثه حتى نهض بغضب واتجه إلى خارج الكافتيريا بينما نظرت رغده الى المقعد الذى كان يجلس عليه منذ قليل وابتسمت بينما الدموع تنهمر من عينيها
❄❄❄❄
اعتدلت هاله في جلستها عندما شعرت بأقتراب حمزه منها ونظرت بألاتجاه الذي سمعت به صوت خطواته  وقالت
هاله: انا قولت اكيد راحت عليك نومه
حمزه: وهو يجلس بجوارها : ابدا والله انا بس كان عندي شويه مكالمات قولت اخلصهم قبل ما اجي اقعد معاكى
ابتسمت هاله له وقالت
هاله: اكيد الشغل واحشك صح
حمزه: مش موضوع وحشني انا بس مش متعود على القاعده دي ..بس بردوا معنديش اغلى منها ولا مكان احسن من المكان ده اكون فيه دلوقتى
شعرت هاله بالخجل مما يقول وحاولت تغيير مجرى الحديث وقالت
هاله: هتصدقني لو قولتلك اني مخنوقه من جو الشقه اوي وعايزه اخرج  ..رغم اني في الحالتين عارفه اني مش هشوف حاجه بس على الاقل اغير جو
حمزه: وفيها ايه لما نغير جو…..ايه رأيك النهارده اخدك ونروح النادي نقعد فيه شويه
هاله: ياريت والله الا انا حاسه بالملل اوي
حمزه: خلاص يبقى النهارده هنقضي يومنا في النادي هو انا عندي حد اغلى منك عندي
ابتسمت له هاله بينما شعرت بأنها تعشقه كل يوم اكثر من اليوم الذى يسبقه
❄❄❄❄
تحركت منى بأهتياج فى غرفتها وهي تتذكر حديث محمود معها في اخر لقاء بينهم وتصريحه بأنها ليست إلا شقيقه بالنسبه اليه ...جذبت مي بعض شعرها وهى تتحدث بصوت غاضب وتقول
مي: بقى كدا يا محمود ..انا تقول ليا كدا ..ليه هي اللي اسمها رغده دي فيها ايه أزيد مني يعنى ...دا انا اجمل منها بكتير واشيك منها بمراحل وبحبك اوي اوي ...ليه هي تبقى مراتك وانا ذي اختك ليه ..ثم وقفت وقالت ..بس انا مش هسيبك ليها تتهمنى بيك وانا اقعد كدا بناري لا ...انا لازم اخلص منها في اقرب فرصه علشان وقتها ميكونش فيه غير انا وبس وساعتها هتعرف انا بحبك اد ايه ...وانا عارفه كويس اوي انا هخليك تحبني ازاي ..بس المهم الاول اخلص من اللي اسمها رغده دي بس ازاى …
عادت مي تتحرك بأهتياج مره اخرى وهي تفكر في طريقه تستطيع من خلالها التخلص من رغده إلى الابد
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن