18

17.8K 525 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثامن عشر
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
كانت جنه تتجه إلى غرفة ايمن حتى تطمئن عليه عندما سمعت صرخه عاليه إتيه من غرفة رغده فأتجهت اليها مسرعه وما أن فتحت باب الغرفه حتى وجدت رغده التى تجلس على الفراش جسدها يرتجف بالكامل ويبدوا وكأنها عانت من كابوس مرعب فأتجهت اليها مسرعه واحتضنتها وهي تقول
جنه: مالك يا رغده ..فيه ايه يا حبيبتي
رغده: ببكاء: كابوس ….كابوس وحش اوي يا جنه
جنه: بعد الشر عليكي يا حبيبتى..متحكيهوش مدام كابوس قومي اتوضي وصلي ركعتين وهتبقي كويسه أن شاء الله
رغده: حاضر ...هقوم اهو
ابتسمت لها جنه وساعدتها على النهوض وانتظرت بجوارها حتى انتهت من تأدية صلاتها وعاونتها على الصعود إلى الفراش وقالت
جنه: عامله ايه دلوقتى
رغده: الحمد لله ...نظرت رغده لها قليلا ثم قالت ...تفتكري يا جنه انا ومحمود كدا خلاص ...يعني انا وهو خلاص هنتطلق فعلا ..يعنى هو ممكن يسيبني ويروح للي اسمها مي دي
تنهدت جنه بحزن ثم قالت
جنه: بصي يا رغده انا عارفه لا انا متأكدة أن محمود بيموت فيكي هو بس شيطانه مسيطر عليه اليومين دول ..لأنه متعود اللي هو عايزه بيأخده مهما حصل علشان كدا هو فاكر أنك كدا كدا هتسمعي كلامه وترجعوا لبعض ..علشان كدا لازم انتي تخليه يحس باللي هو خسره
رغده: بدموع: يعني اعمل ايه ؟
جنه: انزلي الشغل من جديد ..مش بقولك اشتغلي معاه لا اشتغلي مع عمي وخليه يشوف بعنيه هو خسر ايه ومتخليش واحده ذي مي دي تأخده منك مهما حصل فاهمه ولا لا
ابتسمت رغده لجنه واحتضنتها وهي تقول
رغده: فاهمه طبعا ...شكراً جداً يا جنه انتى متعرفيش كلامك ده  عمل فيا ايه
جنه: انا معملتش حاجه ..المهم دلوقتي لازم تبدأى في الخطه دي بأسرع وقت
رغده: أن شاء الله…
ابتسمت رغده لجنه وهي تدعوا بداخلها أن تكون جنه على حق فيما قالت فعلى الرغم من كل شىء فهى مازالت عاشقه لمحمود
❄❄❄❄
في المشفى
اتجه فؤاد مسرعاً بأتجاه غرفة العناية المركزة وهو يشعر أن ساقيه تحولت إلى هلام فقد قابل رأفت أثناء وقوفه أمام الاستقبال وأخبره بما حدث وما قاله الطبيب ومنذ ذلك الوقت وهو يشعر ان قلبه سيتوقف وما أن رأى حمزه حتى اتجه إليه مسرعاً وهو يقول
فؤاد: طمني يا حمزه ..فاقت ولا لسه
حمزه: محاولاً تهدئته : اهدى يا بابا ...هي أن شاء الله هتكون بخير
فؤاد: يارب يا حمزه ...كلام رأفت قلقني اوي ...انا خايف عليها خالص
حمزه: بتوتر: ربنا يستر … ثم أشار إلى المقعد الموجود خلفه وقال .. .. تعالى اقعد يا بابا ارتاح من المشوار
فؤاد: بحزن: انا مش مرتاح غير لما اطمن على هاله ...انا هروح اصلي العشاء فى الجامع وادعيلها ربنا يقومها بالسلامه
حمزه: ماشي يا بابا ربنا يباركلنا فيك يارب
اتجه فؤاد الى المصعد ليذهب إلى المسجد الخاص بالمشروع بينما تنهد حمزه واتجه إلى المقعد وجلس عليه ونظر مره اخرى الى باب الغرفه بشرود
❄❄❄❄
استيقظت جنه على صوت تحركات ادم في الغرفه ففتحت عينيها لتجده يرقد بجانبها على الفراش ويبدوا على وجهه الارهاق فأعتدلت على الفراش وهي تقول
جنه: حمد الله على السلامه يا حبيبي...اتأخرت كدا ليه
ادم: بأرهاق: معلش يا حبيبتي كان عندي شغل كتير اوي والله
رفعت جنه كفها ووضعته على كتفه وهي تقول
جنه: ربنا يقويك يا حبيبي...تحب اقوم اجبلك تتعشى
ادم: لا انا مرهق اوي هنام على طول ...معلش صحيتك
جنه: بأبتسامه : ولا يهمك يا قلبي ..انا كنت عايزه استناك بس راحت عليا نومه
ادم: نوم الهنا يا حبيبتي..يومك كان عامل ازاي النهارده
جنه: الحمد لله كان كويس ….انا عايزه احكيلك على حاجه انا النهارده كنت معديه من ادام أوضة رغده سمعتها بتصرخ فدخلت بسرعه و…….وقصت عليه ما حدث ثم قالت ….تفتكر انا بفكر صح
ادم: بأبتسامه: ايوه طبعا لما رغده ترجع الشركه تاني وتبقى ادام  محمود كل يوم انا متأكد أنه هيعرف غلطه
جنه: يارب يا حبيبي اصلها صعبانه عليا اوي
ادم: أن شاء الله كله هيبقى تمام….يلا بقى ننام انا هلكان اوى 
جنه: بأبتسامه: الف سلامه عليك يا حبيبي ...
ابتسم ادم واحتضنها بين ذراعيه فأستلقت جنه بجواره ووضعت رأسها على صدره فقبلها على مقدمة رأسها وما هي إلا لحظات وكان قد ذهب فى نوم عميق
❄❄❄❄
فى اليوم التالي
فى الصباح
تنهد حمزه وهو ينظر لوالده النائم على المقعد فقد حاول معه اكثر من مره بالامس أن يعود إلى المنزل ولكنه رفض ان يعود إلى المنزل قبل أن يطمئن على هاله ..نظر حمزه إلى باب الغرفه في انتظار الطبيب الموجود في الداخل وما أن رأه يخرج من الغرفه حتى وقف واتجه إليه سريعا وهو يقول
حمزه: طمني يا دكتور هاله فاقت ولا لسه
الطبيب: الحمد لله فاقت بس طبعا حضرتك عارف أن الحاله كانت صعبه وخصوصاً الإصابات اللي كانت في الرأس علشان كدا للأسف مركز الابصار في المخ حصل ليه ضرر من الضربات المتتالية اللي أتعرض ليها
حمزه: بذهول: يعني ايه الكلام ده يا دكتور
الطبيب: للأسف الانسه بقت كفيفه
نظر حمزه للطبيب بذهول وهو يشعر بالرغبة في البكاء على محبوبته ثم نظر الى باب الغرفه وعاد ببصره مسرعاً الى الطبيب وهو يقول
حمزه: يعني ايه الكلام ده ...مفيش علاج
الطبيب: لا فيه طبعا بس اهم حاجه الحاله النفسيه ليها
حمزه: يعني أن شاء الله فيه امل يا دكتور
الطبيب: الامل في ربنا كبير … بس دلوقتي المهم عندنا ان الكسور والجروح اللي فى جسمها تخف
حمزه: ان شاء الله …..هو  انا ممكن اشوفها دلوقتي
الطبيب: دلوقتي هننقلها اوضه عاديه وحضرتك تقدر تشوفها عادي ...بعد اذن حضرتك
حمزه: اتفضل
تنفس حمزه بألم وهو يشعر بالطعنات الحاده لكلمات الطبيب تمزق صدره ثم نظر الى والده واتجه إليه ليقوم بأيقاظه حتى يخبره بما قاله الطبيب ويتمنى أن يتقبل والده ما سيخبره به
❄❄❄❄
كانت هاله تجلس على الفراش بينما تشعر بالممرضه تقوم بترتيب الفراش حولها واخذت تفكر فيما حدث لها وتتذكر بكائها الشديد عندما علمت بفقدانها للبصر ...تنهدت هاله بحزن وهي تتذكر حديث الممرضه التي أخذت تخبرها بما فعله خطيبها من اجلها وبأنه لم يغادر المشفى منذ ان علم بأنها داخل غرفة العمليات ...شعرت هاله بالدموع تتجمع فى عينيها ولكنها تماسكت حتى لا تنهار فى البكاء وخصوصاً عندما سمعت صوت حمزه الذي يلف الى داخل الغرفه وهو يقول
حمزه: حمد الله على السلامه...عامله ايه دلوقتى
هاله: الحمد لله….هو انا جيت هنا ازاى
حمزه: وهو يتأملها : محمد قال انهم كانوا مراقبين الظابط اللي اسمه يونس و………...وقص عليها كل شىء
هاله: ياااااااه ...يونس ده اخر واحد كنت ممكن افكر أنه يبقى خاين
حمزه: بتنهيده: فيه ناس كتير الفلوس بتعميهم عن كل حاجه
هاله: عندك حق…..ثم قالت بتوتر….هو انت قولت لبابا اني هنا
حمزه: ايوه بس هو راح يصلي وهييجي على طول …..محتاجه اي حاجه اعملها ليكي
هاله: لا شكرا ….
صمتت هاله فأتجه حمزه الى المقعد المجاور للفراش وجلس عليه واخذ ينظر اليها ويتأمل ملامحها التي اشتاق اليها كثيرا ...نظر إلى وجهها المليء بالكدمات ويكاد تختفي ملامحه و عينيها التي أصبحت لا ترا اي شىء وتنهد بحزن على ما حل بها ..لاحظ حمزه  أن صمته قد طال فتحدث بخفوت وهو يقول
حمزه: لو عايزه تنامي شويه انا ممكن اطلع بره على فكره
هاله: لا انا زهقانه من النوم ….خليك براحتك
ما أن انهت كلامها حتى صمتت مره اخرى فعلم انها لا تريد التحدث الان فصمت هو الآخر وجلس ينتظر مجيء والده
❄❄❄❄
كان محمود يقوم بمراجعة بعض الاوراق الخاصه بالعمل عندما دلفت الى الغرفه رغده وبجوارها ادم الذي ما أن وقف محمود حتى قال له
ادم:بأبتسامه: ازيك يا محمود عامل ايه ؟
محمود: الحمد لله ..ثم نظر لرغده وقال ….بتعملي ايه هنا يا رغده ؟
ادم: رغده جايه علشان تشتغل معانا يا محمود ..ذي ما كانت بتشتغل قبل ما تسافروا
محمود: وهو ينظر لرغده: يعني ايه الكلام ده ..هو انا مبقاش ليا رأي في اي حاجه ولا ايه
رغده: بهدوء: لو سمحت يا محمود بلاش تعمل مشاكل هنا ...انا عايزه اشتغل لاني مش بحب قاعدة البيت
محمود: بغضب: يبقى كان لازم تقوليلي مش أمر واقع هو
لاحظ ادم غضب شقيقه فحاول تهدئته وقال
ادم: خلاص روحي انتي يا رغده على مكتبك انا عايز محمود في موضوع كدا
نظرت رغده لمحمود قليلا ثم قالت
رغده: حاضر يا ادم ...بعد اذنكم
اتجهت رغده إلى خارج الغرفه بينما حاول محمود أن يقوم بأتباعها ولكن أوقفه عن التحرك ادم الذي وقف امامه وهو يقول
ادم: اقعد يا محمود وبلاش تعمل مشاكل ملهاش اي لازمه
محمود: بغضب: يعنى ايه ملهاش لازمه ...ازاي رغده تيجي الشركه هنا من غير اذني ...ولا خلاص الهانم نسيت أن انا جوزها وفاكره أن  انا مبقاش ليا كلمه عليها
ادم: متقولش كدا يا ادم رغده عمرها ما تعمل حاجه من وراك بس هي طلبت مني انها تيجي الشركه لانها ملحقتكش قبل ما تنزل الصبح فأنا جبتها معايا وكمان بلاش تدخل اللي بينكم فى الشغل علشان متخسرهاش وخليك فاكر انها لما اختفت المره اللى فاتت محدش عرف مكانها غير لما هي رجعت لوحدها فبلاش تخليها تعمل كدا تاني وقتها الله اعلم هترجع تاني ولا لا
نظر محمود بأحباط لادم فهو يعلم أن آدم على حق فيما يقول واخذ يفكر ان تظل رغده هنا أمام عينيه افضل من أن تتركه وترحل
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن