26

18.2K 516 2
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل السادس والعشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
دلف فؤاد مسرعاً الى غرفة فاطمه فوجدها تصلي فأنتظر حتى تنهي صلاتها وقال لها بهلع
فؤاد: قومي البسي بسرعه يا فاطمه
فاطمه: بتعجب: فيه ايه يا فؤاد ؟ ايه اللي حصل ؟
فؤاد: مفيش وقت احكيلك ..لازم نمشي بسرعه
فاطمه: بقلق: لا انا كدا قلقت اكتر قول فيه ايه انا مش هتحرك من هنا غير لما اعرف فيه ايه
فؤاد: محمد لسه مكلمني وقال إن حمزه في المستشفى يلا بينا نروح بسرعه
فاطمه: بصراخ: حمزه في المستشفى ليه
فؤاد: محاولاً تهدئتها:اهدي يا فاطمه انا مش عايز حد تاني يعرف باللي حصل متنسيش أن رغده لسه تعبانه ..يلا بينا انا وانتي وهنبقى نكلمهم نعرفهم لما نطمن على حمزه الاول
تحركت فاطمه بارتباك في الغرفه وارتدت ملابسها سريعا وما هي إلا لحظات وكانت تجلس بجوار فؤاد فى سيارته حتى تذهب الى المشفى
❄❄❄❄
جلست هاله ارضاً أمام غرفة العمليات تشعر بأن قلبها على وشك التوقف فمنذ أن حضر محمد إلى الشقه وأصر أن تأتي معه وهي تشعر بأن حمزه في خطر وما أن دلفت إلى المشفى حتى تأكد خوفها ومنذ ذلك الوقت وهي تجلس أمام غرفة العمليات ورفضت كل محاولات محمد في أبعادها عن الغرفه حتى انتهاء الجراحه ..اغمضت هاله عينيها فأنسابت دموعها بغزاره وهي تفكر في حمزه وما قد حدث له واخذت تدعوا الله أن يصبح بخير فهي لا تستطيع الحياه بدونه ...بينما كان محمد يقف أمامها يشعر بالشفقه عليها وقبل أن يتحدث معها لاحظ اقتراب والد حمزه  ووالدته فذهب إليهم مسرعاً حتى يتمكن من طمأنتهم وما أن وصل إليهم حتى قال
محمد: حمد الله على السلامه…
فؤاد: بقلق: الله يسلمك يا محمد يا بني طمني حمزه عامل ايه
محمد: بتوتر: حمزه هيبقى كويس أن شاء الله هو دلوقتي في أوضة العمليات
فاطمه:وهى تنظر للغرفه: ايه ده مش دي هاله بردوا ..هي بتعمل ايه هنا
محمد: انا اللي جبتها قولت اكيد لازم تكون موجوده ...حضرتك عارفه أن حمزه اااا…
لم تجيبه فاطمه بل اتجهت إلى هاله التي مازالت تجلس ارضاً ونظرت اليها بكراهيه وهي تقول
فاطمه: انتي ايه اللي جابك هنا مش كفايه كدا ...مش كفايه اللي حصل لابني بسببك ..عايزه منه ايه تاني ..مستنياه يموت
فؤاد: بغضب: فاطمه ..انتي اتجننتي ولا ايه
فاطمه: ببكاء: انا متجننتش ولا حاجه بس قولي انت ….مين اللي ضرب ابنك بالنار ...مش ابنك كان بيحميها
محمد: يا طنط دي الضريبه بتاعت شغلنا ..مفيش حد السبب في اللي حصل وكمان دي مش اول مره حمزه ينصاب
اخذت فاطمه تبكي بحرقه فأقترب منها فؤاد واحتضانها حتى تتوقف عن البكاء بينما ينظر إلى هاله التى مازالت تجلس ارضاً وتنظر أمامها بشرود ولا يتحرك بها شىء سوا الدموع التى تنهمر على وجنتيها
❄❄❄❄
دلف محمود إلى غرفة رغده فوجدها تجلس على الفراش وتشاهد التلفاز الذى أحضره لها ادم الى الغرفه حتى لا تغادر الفراش وكانت تضحك بسعاده ولكن ما أن رأت محمود حتى اختفت ابتسامتها فأقترب محمود وجلس بجوارها وهو يقول
محمود: بتتفرجى على ايه
رغده: بلامبالاه: مسرحية العيال كبرت
محمود: حلوه المسرحيه دي ..ممكن اقعد اتفرج معاكي
رغده: وهي مازالت تنظر الى التلفاز: ما انت قعدت خلاص 
ابتسم محمود وقام بخلع حذائه واعتدل على الفراش بحيث يستند بظهره على مقدمة الفراش بجوار رغده بينما قدميه ممدده امامه واخذ يشاهد معها المسرحيه وكلما اتى مقطع مضحك كان يخفض صوت ضحكته حتى يستمع إلى صوت ضحكتها التى اشتاق اليها كثيرا ..نظر إليها دون أن يدير رأسه واخذ يتأمل ملامحها المبتسمه وشعر بالحنين لاحتضانها ولكنه يعلم أنها لن تمكنه من احتضانها مهما فعل ..خرج من شروده على صوت هاتفه المحمول فوجد أن المتصل هي مي فأغلق الهاتف واكمل مشاهدة المسرحيه وبعد فتره شعر بهدوء تنفس رغده بجواره فنظر إليها وجدها ذهبت في نوم عميق فأبتسم بحنان وجلس على الفراش حتى يتمكن من تعديل جسدها حتى لا تتألم من تلك الجلسة الخاطئة ..ثم انحنى وقبل بطنها ثم اطفئ التلفاز و استلقى بجوارها على الفراش وكان يريد بشدة ان يضمها الى صدره ولكنه لا يريدها أن تغضب عندما تستيقظ وتراه يحتضنها فاكتفى أن استلقى بجوارها حتى  يراقبها في نومها
❄❄❄❄
جلست فاطمه على المقعد المجاور لغرفة العمليات تراقب هاله التي مازالت جالسه ارضاً على الرغم من محاولات محمد وفؤاد الكثيره لارغامها على الوقوف والجلوس على أحد المقاعد ولكنهم لم يتمكنوا من تحريكها من مكانها بينما تنهمر الدموع على وجنتيها بدون توقف لدرجه تحولت بها عينيها للون الاحمر الداكن من كثرت البكاء.. .اخذت فاطمه تقنع نفسها أن ما فعلته معها عندما رأيتها كان صائباً فهى سبب كل ما حدث لحمزه ولكنها عادت تنظر إلى هاله مره اخرى وتتذكر حديث حمزه عنها ..اغمضت عينيها وهي تتذكر الطريقه التي ينظر بها حمزه الى هاله فقد كان ينظر اليها وكأنه يحتضنها بعينيه انهمرت الدموع على وجنتي فاطمه وهي تدعوا الله أن ينجو حمزه من تلك المحنة الواقع بها ….شعرت بذراع فؤاد تحتضنها الى صدره ولاول مره لا تبعده عنها بل احتضنته هي الأخرى واستمرت في البكاء ثم نظرت بطرف عينيها إلى هاله فوجدتها كما هي ولكن ذراعيها ارتفعت لتحتضن بها جسدها ..للمرة الأولى شعرت فاطمه بالشفقة على تلك الفتاة فقد كانت تبدوا كالطفلة اليتيمة التي لم يعد لها من يحتضنها ..ابتعدت قليلا عن فؤاد واتجهت اليها بهدوء ولكن توقف فؤاد أمامها بوجه قلق ولكن قبل أن يتحدث قالت له بصوت خفيض
فاطمه: متقلقش يا فؤاد..متقلقش
اكملت فاطمه طريقها إلى هاله وجلست أمامها ارضاً ووضعت اصبعيها اسفل ذقنها ورفعت وجهها اليها وقالت بهدوء
فاطمه: متقلقيش هيكون كويس ...هيقوم بالسلامه أن شاء الله
نظرت لها هاله قليلا ثم ارتجف جسدها بالكامل كمن مسته الكهرباء وثم دون أي مقدمات ألقت بجسدها بين ذراعي فاطمه تبكي بصوت مرتفع وجسدها بالكامل يرتجف ..شعرت فاطمه بالذهول في البدايه ثم دون إرادة منها قامت باحتضان هاله الى صدرها فأزداد نحيب هاله وارتفع صوت بكائها
فاطمه:بدموع: اهدي يا هاله ...ربنا مش هيورينا فيه حاجه وحشه ..ان شاء الله هيقوم بالسلامه
هاله: ببكاء: انا اسفه ...انا اسفه ...انا اسفه
فاطمه: وهي تحاول تهدئتها: اشششششش….خلاص ..اهدي يا بنتي اهدي
هاله: ببكاء: انا بحبه والله العظيم بحبه...ومستعده اعمل اي حاجه علشانه...بس مقدرش اعيش من غيره ..انا عارفه انك مش عايزاني بس انا والله مليش ذنب في اي حاجه ...انا معملتش حاجه ..انا حبيته ...ورحمة ماما حاولت كتير ابعد عنه وابعده عني بس برضوا  حبيته … انا اسفه...انا اسفه
اخذت هاله تهذي بالحديث وجسدها يرتجف بشدة فشعرت فاطمه بالقلق وقامت باحتضانها اكثر وهي تصرخ وتقول
فاطمه: الحقني يا فؤاد 
تقدم فؤاد مسرعا من فاطمه بينما ركض محمد ليحضر الطبيب وفي لحظات قام الطبيب بإعطاء هاله حقنه مهدئه وأمر بوضعها في غرفه خاصه بها
فاطمه: بقلق: هي مالها يا دكتور
الطبيب: عندها انهيار عصبي ..وانا اديتها حقنه وهتبقى كويسه أن شاء الله
ابتعد الطبيب عنهم فجلس فؤاد على المقعد وقال بشرود
فؤاد: انهيار عصبي..ليه بس كده
محمد: انا كنت خايف من كدا دي من ساعة ما وصلنا المستشفى وهي قاعده في الأرض تعيط زي ما شوفتوها
اغمضت فاطمه عينيها وهي تفكر في حديثه محمد ثم اخذت تتذكر حديث هاله وشعرت بالندم على ما قالته لها فهي بالفعل لم يكن لها اي ذنب فيما حدث
❄❄❄❄
تحركت منى بغضب في أنحاء الغرفه وهي تفكر في محمود الذي لم يعد يجيب على هاتفه منذ اخر مره كانت في مكتبه ...جلست وهي تفكر في رغده التى تجذبه اليها دائما ولا يستطيع الابتعاد عنها مهما فعلت ..اغمضت عينيها وهي تفكر ما الذي يميز تلك الرغده عنها فقد حاولت أن تقنع رغده بأنها ستتزوج محمود حتى تبتعد عنه وتطلب منه الطلاق ولكن لم يحدث أي شىء بل اصبح محمود اقرب اليها من ذي قبل ...وقفت مره اخرى وتحركت بغضب وهي تفكر في طريقه لإبعاد رغده عن طريقها ثم ابتسمت بأنتصار فقد وجدت الحل لمشكلتها وسوف تستطيع التخلص منها إلى الأبد
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن