22

18.1K 530 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثاني والعشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
ارتجف جسد محمود كمن ضربته صاعقه فحمل رغده المغشى عليها وركض إلى خارج الشركه ليضعها في سيارته وما هي إلا لحظات وكانت السياره تسير بأقصى سرعتها بينما ينظر محمود بوجه شاحب واعين مضطربه إلى هاله الغائبه عن الوعي ..هبطت عينيه دون اراده منه إلى الدماء التي تنزف منها وشعر بأن قلبه يكاد يتوقف خوفاً وهلعاً عليها فقام بزياده سرعة السياره حتى توقف امام المشفى الاقرب للشركه وهبط مسرعاً يحملها ويدلف بها إلى الداخل وفي لحظات كانت رغده بداخل غرفة الفحص بينما يتحرك محمود بقلق خارج الغرفه وهو يفكر في سبب ما حدث وبينما كان يتحرك رأى ادم الذي يركض بأتجاهه ويقول
ادم: بقلق: فيه ايه يا محمود رغده مالها
محمود: مش عارف بس هي في أوضة الفحص ...بس انت عرفت منين اننا هنا
ادم: الأمن قالولي اللي حصل فعرفت انك هتجبها هنا لان دي اقرب مستشفى للشركه...احكيلي ايه اللي حصل
محمود: بتنهيده: كنا واقفين بنتكلم وفجأه لقيتها بتنظيف واغمى عليها بس مش عارف ليه
ربت ادم على كتف محمود ثم قال بصوت خفيض
ادم: ربنا معاها وانا شاء الله هتكون بالسلامه علشان هي مش بتعمل حاجه وحشه في حد
محمود: طيب اللي حصل ده سببه ايه
ادم: مش عارف بس ربنا يستر عليها وعلى الجنين لان اللي متأكد منه إن كدا هما في خطر
محمود: بفزع: لا متقولش كدا ان شاء الله هيكونوا بخير
نظر ادم لمحمود ولاحظ على الفور تعرقه وقلقه الشديد الواضح عليه فأراد أن يلقنه درساً فقال
ادم: بلامبالاه: اكيد انت دلوقتى بتتمنى أن اللي في بطني رغده ينزل وهيبقى وقتها مش انت السبب
محمود: بأنفعال: لا طبعا انا مش بفكر في كدا ...انا خايف على رغده يا ادم ومهما كان تفكيرك عني انا بحبها انا …
قطع حديثه خروج الطبيب فأتجه اليه مسرعاً وهو يقول
محمود: طمني مراتى عامله ايه
الطبيب: للأسف المدام واضح انها اتعرضت لضغوط نفسيه وعصبيه كتير سببت فى حدوث النزيف ده واحنا عملنا اللى علينا واديناها مثبتات علشان الحمل بس مش هيبان النتيجه غير لما يعدي ٢٤ ساعه يا اما هتبقى كويسه أو البيبي هينزل للأسف
تراجع محمود إلى الخلف عندما سمع ما قاله الطبيب واتجه إليه ادم ليسأله عما به ولكن قبل أن يصل إليه توقف عن الحركه وهو ينظر امامه مصدوماً وهو يرا محمود الذي أخذ يبكي بحرقه بينما تتعالى شهقاته فأقترب منه واحتضنه محاولاً تهدئته
ادم: اهدى يا محمود ...اهدى أن شاء الله كله هيبقى تمام
لم يجيبه محمود بل استمر بالبكاء بينما تنهد ادم واحتضنه اكثر
❄❄❄❄
دلفت فاطمه الى داخل غرفه هاله بعد أن انهت حديثها مع حمزه وعزمت على أن تتحدث مع هاله قليلاً فلربما ترا ما هو المميز بها ليقع في غرامها فؤاد وحمزه بتلك الطريقه...اقتربت من هاله التى حركت رأسها بأتجاه باب الغرفه فقالت لها
فاطمه: ازيك يا هاله انا فاطمه مامت حمزه فاكراني
اضطربت هاله وظهر القلق على وجهها وهي تقول
هاله:اه طبعاً فاكره حضرتك اتفضلي اقعدي
فاطمه: وهي تجلس: الف سلامه عليكي ...عامله ايه دلوقتى
هاله: الحمد لله ..شكرا لحضرتك
فاطمه: العفو … ثم انهت وقالت...بصي يا هاله انا مش عارفه اقعد بهدوء كدا كأن مفيش حاجه ...انا عايزه اتكلم معاكي بصراحه ايه رأيك
هاله: اتفضلي طبعا ..بس قبل ما حضرتك تتكلمي لازم اقول لحضرتك حاجه واحده بس ...انا حاولت كتير ابعد حمزه عني لدرجة اني قولتله ان انا مخطوبه وكنت بعامله برسميه ..كل ده علشان انا متأكدة أن حضرتك مش عايزانى وانا لا يمكن اكون السبب في التفرقه بينه وبينك مهما كان
فاطمه: كويس انك كنتي صريحه معايا لان انا كمان عايزه اكون صريحه معاكي ...انا مش بحبك ..مش لعيب فيكى لا بسبب جواز فؤاد من مامتك وانا عارفه طبعا انك ملكيش ذنب بس بردوا عمري ما هقدر انسى الصله دي مهما حصل فأنا …
صمتت فاطمه عندما دلف حمزه الى الغرفه وهو يقول
حمزه: انا جبت ليكم عصير اكيد هيعجبكم
فاطمه: وهي تقف: لا معلش لازم امشي انا بقى علشان الحق ارجع البيت
حمزه: طيب ما انتي قاعده معانا يا ماما
فاطمه: لا يا حبيبي لازم اروح زمان فؤاد رجع من الشركه
وبعد عدة محاولات فاشله من حمزه لإبقاء والدته معهم عادت إلى منزلها فدلف الى غرفة هاله ليطمئن عليها
حمزه: هاه عامله ايه دلوقتى
هاله: الحمد لله
حمزه: وهو يجلس أمامها: مالك يا هاله هي ماما قالتلك حاجه ضايقتك ولا ايه
هاله: بكذب: ابدا ..بالعكس دي كانت لطيفه معايا اوي
حمزه: بأبتسامه: انا متأكد انكم هتحبوا بعض اوي أن شاء الله
ابتسمت هاله له بينما شردت مره اخرى فى حديث فاطمه
❄❄❄❄
دلف محمود إلى داخل الغرفه التى توجد بداخلها رغده واقترب من فراشها يتأمل ملامحها الشاحبه وشفتيها الزرقاء وتنهد بحزن وهو يشعر انه السبب في كل ذلك فهو السبب الرئيسي في حزنها وتعاستها بسبب أفكاره الحمقاء ...ادمعت عينيه وهو يتذكر حديث الطبيب فهو يعلم جيدا أن ذلك الطفل قد حصل على قلب رغده منذ أن علمت بوجوده ..رفع كفه ليتلمس كفها الموضوعه على بطنها وابتسم بحزن ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته وهو يشعر بتلك الركله الضعيفه التى شعر بها في كفه..نظر إلى كفه بغير تصديق ونظر إلى رغده الغافيه ثم إلى بطنها المرتفعه وعاد لينظر لكفه مره اخرى وهو لا يصدق ما شعر به ولكنه اقترب مره اخرى ورفع كفه ليضعه برفق على مكان طفلهم ليشعر بركاته اخرى ضعيفه لتنهمر الدموع من عينيه وهو يشعر بركلات طفله الذي يتشبث بالحياه  وأتت ركله اخرى تسببت في انهيار الباقيه المتبقيه من تماسكه بينها انهار  بالبكاء مره اخرى وهو يفكر في حديثه السابق بعدم موافقته على بقاء طفله عندما علم بوجوده ..أخذ محمود يبكي بحرقه بينما كفه مستقره على طفله الذي مازال يركل وبينما هو يبكي شعر بأنامل تتخلل خصلات شعره  فرفع عينيه ليفاجأ بأعينهم رغده تنظر إليه بحزن بينما الدموع تنهمر على وجنتيها
❄❄❄❄
دلفت فاطمه الى داخل الفيلا فقابلت فؤاد الذى يتجه إلى الخارج فأوقفته وهي تقول
فاطمه: مساء الخير يا فؤاد رايح فين دلوقتى
فؤاد: بقلق: رغده فى المستشفى ورايح ليها هتيجي معايا
فاطمه: بقلق: ايوه طبعا ...ايه اللي حصل
فؤاد: معرفش كل اللي اعرفه ان آدم كلم جنه وقالها أن رغده في المستشفى
فاطمه: استر يارب ...لا حول ولا قوه الا بالله
استقل فؤاد السياره وبجواره فاطمه التى تمتمت
فاطمه: انا كنت عند حمزه من شويه وقعدت مع هاله كمان
فؤاد: ياريت متكونيش قولتلها حاجه زعلتها يا فاطمه
فاطمه: بحنق: متخافش يا فؤاد ...انا مقولتلهاش حاجه تزعلها
نظر لها فؤاد قليلا ثم قال
فؤاد: على العموم يا فاطمه دلوقتي نطمن على رغده الاول وبعد كدا نشوف قولتي ايه لهاله
صمتت فاطمه ونظرت من النافذه وهي تفكر انها لم تقل شيئاً خاطئاً لهاله فقد اخبرتها بالحقيقه كامله دون أي تزييف
❄❄❄❄
اقترب محمود من رغده وانحنى ليطبع على جبهتها قبله وما أن أبتعد حتى أخذ يمحو دموعها وهو يقول
محمود: ارجوكي متعيطيش ..ارجوكي...هتبقى كويسه انا متاكد من كدا أن شاء الله هتبقى كويسه
رغده: ببكاء: ابني بيموت وانت السبب ….انت السبب في كل ده
ابتعد عنها محمود قليلا لينظر في عينيها وهو يشعر بالذهول مما تقول ولكن كانت صدمته اقوى عندما استمرت في حديثها غير مباليه بذهوله
رغده:بشهقات باكيه: كنت عايزني أنزله ...كنت عايزني اقتله بأيدي ...اطمن هو هينزل لوحده ...ياريت تبقى مرتاح ومبسوط كدا ...انت السبب في كل ده ..انت السبب
محمود: بصدمه: اهدي يا حبيبتي علشان خاطري ..البيبي هيكون بخير وانتي كمان هتقومي بالسلامه انا …
رغده : مقاطعه ببكاء: مش عايزه اسمع منك اي حاجه ...انا بكرهك يا محمود ...ولو ابني مات عمري ما هسامحك ابدا ….فاهمني عمري ما هسامحك ..عمري
أزدادت وتيرة بكائها وقبل أن يحاول مره اخرى ان يتحدث معها دلف الطبيب إلى الغرفه وأمره بالخروج في الحال حرصاً على سلامة المريضه فخرج محمود من الغرفه مجبراً وهو لا يصدق ما قالته رغده
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن