الفصل الثاني عشر

81.5K 2.5K 228
                                    


الفصل الثاني عشر

مزيجٌ من النظرات الغاضبة والمتوعدة انعكست في أعينه عقب صفعتها التي أتت من حيث لم يتوقع، توقعت "آسيا" أن يثور في وجهها ويرد لها الصفعة، لكن على عكس ما توقعت منه اكتفى "معتصم" فقط بالتحديق فيها بصمت مريب ألبكها ووترها في نفس الوقت، سحبت نفسًا عميقًا لفظته دفعة واحدة لتواصل حديثها قائلة بكبرياءٍ:

-مش للدرجادي هاقبل بيك

احتدت نظراته نحوها قائلاً بهدوء مخيف وكأنها لم تضع بصمتها على صدغه:

-تربية "نادية" فلحت معايا

ثم صمت للحظة ليكمل بعدها بنبرة شبه مهددة:

-وهتربيكي من أول وجديد

لم تتحمل طريقته التي تعبر عن ثقته الزائدة ولا حتى جموده الذي يعصف بهدوئها، أرادت أن تشعره بأنها في مركز قوة، فرفعت يدها مجددًا لتصفعه لكنه أمسك بها من رسغها مانعًا إياها من تكرار الأمر، تأوهت بصوت خافت مستشعرة ضغطة أصابعه على معصمها وكأنه يعتصره، جذبها منه نحوه ليقترب وجهها من وجهه، شعرت بأنفاسه الغاضبة تلفح بشرتها حينما استطرد محذرًا:

-حسابك كان مرة واحدة

قطبت جبينها وهي تحدق في عينيه الملتهبتين، وبالرغم من غموض جملته في البداية إلا أنها فهمت مقصدها بعد تفكير سريع فيها، تذكرت الصفعة التي تلقتها منه حينما طردها من منزل والدتها في أول لقاء جمعهما سويًا، رفع "معتصم" حاجبه للأعلى ليتأكد من إيصال رسالته لها ثم تابع مهددًا بخشونةٍ:

-أكتر من كده هاكسر إيدك

خرج عنها شهقة خافتة التقطتها أذنه، كان بالفعل جادًا في تهديده، حتى نظراته كان موحية بأنه سيقدم على ذلك بالفعل، كما تعمد إيلامها ليؤكد لها ذلك إن شكت للحظة أنها تستخف به، وقبل أن تحرك شفتيها لتنطق كان "نبيل" منضمًا إليهما يهتف برجاءٍ:

-من فضلكم، كفاية مشاكل وخناقات

وجه حديثه إلى "آسيا" تحديدًا متوسلاً إياها بامتعاض:

-لو سمحتي يا هانم

زمت ثغرها قائلة بعبوس وهي تومئ بعينيها نحو رسغها:

-لما صاحبك يسيب إيدي!

استدار "نبيل" نحو ابن عمه يرجوه قدر استطاعته بتريث ولباقة:

-"معتصم"، أرجوك!

حرر الأخير يدها دافعًا إياها بعصبية دون أن يبعد نظراته الحانقة عن وجهها المتشنج، رن هاتف "نبيل" فجأة، فدس يده في جيب بنطاله ليخرجه، وزع أنظاره بين الوجهين المتحفزين وهو يجيب على اتصال عمه المريب في ذلك الوقت المتأخر:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن