الفصل التاسع والعشرون:
دندن مستمتعًا وهو يستقل سيارته من جديد، فقد تغيرت الأمور في لحظة ليتحول مسار الأحداث نحو ضحية جديدة، ربما ستكون أكثر مثالية لتحقيق انتقامه من "معتصم المصري"، أخرج "سامر" هاتفه المحمول ليطلب أحد الأشخاص، وضع الهاتف على أذنه قائلاً بجدية:
-اسمعني كويس
طرق بيده على عجلة القيادة مكملاً:
-عاوزك تجيبلي أدق المعلومات عن "أية المصري"، عاوز أعرف كل حاجة عنها، بتعمل إيه كل يوم، نظام حياتها بالظبط، ومتتأخرش عليا
تقوس فمه بابتسامة لئيمة وهو يضيف:
-ماشي، مستني اتصالك!
أنهى المكالمة الغامضة ليتابع قيادة سيارته محدثًا نفسه بانتشاء حماسي:
-الضربة المرادي هتجيبك الأرض يا "معتصم"!
...........................................................
لم تشعر بمثل ذلك التوتر المريب في حياتها من قبل، فبالرغم من مقابلاتها للعديد من الشباب وتعاملها اللبق معهم وبحدود لا تتجاوزها إلا أن ذلك الشاب تحديدًا أحدث تأثيرًا قويًا فيها، ربما لهيئته المميزة أو طريقته المختلفة في معاملتها في موقف بسيط، ضربت "أية" مقدمة رأسها بكفها لتعاتب نفسها على التفكير فيه بمبالغة، هي التقت به مصادفة ولن يتكرر الأمر، ضحكت على بلاهتها وقررت تناسي الموضوع، خرجت من المصعد متجهة إلى المكتب الخاص بابن عمها، رحبت بها السكرتيرة وانتظرت بالاستقبال ريثما يتفرغ "معتصم" لمقابلتها بعد ذلك الاجتماع الهام، في تلك الأثناء عاد "نبيل" من الخارج ليجدها به، رحب بها قائلاً:
-منورة مكتبنا المتواضع
نهضت من مكانها مبتسمة برقة وهي ترد:
-هاي "نبيل"
سألها مهتمًا:
-يا ترى إيه سبب الزيارة العظيمة دي؟
أجابته ببراءة وهي تهز كتفيها:
-كنت عاوزة أتكلم مع "معتصم" في حاجة كده
قطب جبينه متابعًا:
-حاجة ليها علاقة بالشغل؟
أجابته نافية:
-لأ بـ "آسيا"
اعتلت تعابيره دهشة مريبة وهو يردد:
-"آسيا"؟!
صمت للحظة ليوازن الأمور في رأسه ثم أضاف بجدية:
-طب تعالي معايا مكتبي
أنت تقرأ
المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅
Roman d'amourعادت لتنتقم من الأقرب إليها كالغريب، فوجدته يقف أمامها كالحائط المنيع، لم يجمعهما سوى الكره العنيد، لكنها سرت في عروقه مثلما تجري الدماء في حبل الوريد المحترم البربري رواية اجتماعية بين قطبين شرسين #منال #منال_سالم