الفصل الحادي والأربعون

62.9K 2.4K 263
                                    


القراء الكرام، قبل متابعة الفصل الجديد كلمة أخيرة
بأمر الله سيتم الانتهاء من رواية "المحترم البربري" خلال الأسبوع القادم ما لم يحدث طارئ، شكرًا على الأراء الإيجابية والسلبية خلال نشر الفصول بصورة أسبوعية حتى وإن كانت قصيرة ..
ربما طالت مدة تناول الأحداث وأصيب البعض منكم بالملل أو الضيق مما سمي بالمط والمماطلة لكن ما باليد حيلة، فالظروف أحيانًا تعارض الوقت المخصص للكتابة فلا أعلم إن كنت سأنتهي من الكتابة اليوم أو غدًا أو حتى بالأمس لكني كنت أسعى للكتابة قدر استطاعتي ولو بأسطر بسيطة، في النهاية ما أنا إلا كاتبة أجتهد لأقدم ما يليق .. شكرًا لكم

..........................................


الفصل الحادي والأربعون:

كانت بحاجة لإنعاش روحها المتعبة من تحميلها ما لا تطيق لمجرد استفزازها وإشعارها بأنها دومًا على خطأ حتى لو كانت بريئة، ولجت "آسيا" إلى الحمام الملحق بغرفتها بالمشفى لتغتسل، تأملت ما تُرك على جسدها من ندبات وآثار كدمات وجروح لتتأكد أنها لن تعود إلى ما كانت عليه مسبقًا حتى لو ادعت العكس، كتمت بيدها شهقة موجوعة حينما أخفضت يدها لتلمس بطنها متذكرة قسوة كلمات "معتصم" بأنها لن تحمل ذات يوم في أحشائها جنينًا تمنحه الحب الذي افتقدته في حياتها، كان وقع الكلمات عليها كاسحًا، ستغدو مثلما أتت إلى تلك الحياة وحيدة، يتيمة، بلا مشاعر طمأنينة وأمان تحتويها، بل ستظل مذنبة في أعين الجميع مهما حاولت أن تبرأ ساحتها وتدافع عن نفسها، كفكفت عبراتها التي امتزجت مع الماء الساخن لتنظر إلى وجهها المتعب في المرآة، بدت كشبح امرأة أرهقها الزمن بمصاعبه، لم تعد الأنثى المغرية المسلط عليها أضواء الشهرة والتي تفتك نظراتها الساحرة بعقول الرجال وتجعلهم صرعى لفتنتها المميتة، أشاحت بعينيها بعيدًا عن انعكاس صورتها المؤسف لتكمل ارتداء ثيابها بتعبٍ.

خرجت "آسيا" من الحمام فوجدت والدتها في انتظارها وعلى ثغرها ابتسامة صغيرة، استقبلتها بنفس الحنان الودود قائلة لها:

-كويس إنك خدتي دش، وشك نور يا حبيبتي

صمتت ابنتها ولم تنبس بكلمة، قاومت "نادية" وخزة مباغتة ضربت عضلة قلبها وادعت الابتسام رغم الدمعات التي انسابت من طرفيها، هدأ الألم فاقتربت من ابنتها لتتمكن من المسح على بشرتها برفق قبل أن تكمل ببسمة سعيدة:

-الدكتور قال إنك تقدري تخرجي النهاردة ومافيش قلق من حالتك

أغمضت "آسيا" عينيها لتستمتع للحظات لتلك اللمسة التي تفتقدها، كانت بحجة إلى أن ترتمي في أحضانها لتبكي وتشكو لها بصدق ما تعانيه، أرادت الصراخ وإلقاء اللوم على كل من سبب لها جرحًا في حياتها ليجعلها تتخبط وتقاسي الأمرين، لكنها عزفت عن ذلك مدعية جمودها ثم فتحت عينيها لتقول باقتضاب:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن