على كرسي المقهى جلس بجوارها يحتسي القهوة،
و يتأمل ملامحها الرقيقة بسعادة.
كم تفيض منها رائحة الطيبة و الهدوء!، رسومها الناعمة تحمله على ضفاف الغيوم، في تأمُل واحد طار معها للسماء.هز رأسه في عنف و كأنما أراد أن يستعيد وعيه، و اختطف نظرة ثانية لوجهها المبتسم له في صمت وقال لها في ثبات : _ النَ تبتسمين؟!
نظرت إليه بنظرة ساحرة يعرفها جيداً و ردت : _بدون أسباب ؟!
قال لها بسرعة و استنكار:
_بدون أسباب !! يا دمار
قالت في دهشة :
_أنا دمار؟!.ابتسم لها بعينيه و قال بيقين:
_نعم أنتِ من المدمرين، علامَ تتعجبين؟.مازال حاجباها مرتفعان و عيناها في ذهول و فمها عفى أن يردد إلا كلمة واحدة خرجت بإنفعال و تصميم :
_أنا ؟!
قال لها :
_نعم أنت كالزلزال أو البركان، أتعلمين ؟ أراكِ أقرب للإعصار بما تحدثيه من دمار .كان سيسكت، غير أن ذهولها المستمر و صمتها أجبره على الإستمرار قائلا" :
_أجل ، إذا مررتِ بقلب يوماً فأنتِ تتركينه بعدك خرابا، لا يريد الحب ولا يصلح له مجدداً، أنتِ و فقط، و لا حب بعدك، أليست هذه من أفعال الدمار كما الإعصار؟!؛
يقتلع البيوت و الأشجار، و لا تعود الأرض بعد مروره كما كانت قبله؟.
حبيبتي، كوني على يقين؛
أنتِ من المدمرين لهذا الكوكب و لابد للمنتصرين في معركة إنقاذ الأرض أن يدركوا خطركِ على مساعيهم.ثم صمت لثانيتين و ردد هادئاً وفي عينيه نظرة حنان:
_أو أن يرضخوا مثلي للدمار في هدوء و استسلام ❤
أنت تقرأ
خواطر منسية ٢
Poesieخواطر تملؤني تشعرني بوجودي في خضم حياة قاسية . متناقضة تبعثرني وتذهب بي الي الشتات والحيرة .... خارجي هادئ ولكن داخلي ضخب مفزع