خواطر منسية ٢

حزن الفراشة 🦋

يظنون أن الفراشة لا تحزن ...
لا يرون إلاّ جمالها حين يكسوها الربيع ...
تحلق عاليا باسطة جناحيها المخمليّين،
تلهو مع نور الشمس صباحا،
تلامس القمر مساءا...
حاملة بسمة الأمل و البهجة على جناحيها ...
تداعب قطرات الندى ،
تتدفق مع نسيمات الهواء الباردة لتنعش القلوب  ...
تتراقص في أرجاء الكون الفسيح،
تقفز فوق بتلات الورود ،
تترشف رحيقها ...
تعزف ألحانا يطرب لها السامعون...
تبعث فيهم مشاعر دافئة فيُقبلون على الحياة و أعجب لذلك !! ...
كيف لم يروا إحتراقها  في لظى الشمس وقت الهجيرة ؟  ...
تغدو و تروح حاملة ما تجْمٓعُ من بهجة،
و حين يمتلىء الكون نورا تنشر الأمل...
فيتهافت الجميع ليستقبلو عطاياها و حين يكتفون تنزوي بعيدا و تتألم ...
تتألم لأن الجميع غَنِموا كل ما جمعته و لم يُبقوا لها شيئا ...
تختفي بين الأوراق،
تصاحب قطرات الندى في رحلتها ،
تختفي وراء دموعها لتحمل انكسارها  وحيدة ...
تتخبط محاولة العثور على مخرج من انكسارٍ مزّق كيانها لكنها تزداد انكسارا  ...

لتعزف لحنا منفردا يلامس فؤادها وحدها ....
بعض الوحدة يمسح الكثير مما يسببه الآخرون...