استسلام فارس - الفصل التاسع عشر - بقلمي منى سليمان

14.6K 353 4
                                    

الفصل التاسع عشر - بقلمي منى سليمان

* ذكرى *

جحظت عيني فادي وأبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد من الصوت الذي سمعه ثم تنفس بعمق وأعاده قائلاً

- صوفيا!!!!!
- فادي بترچاك ساعدني

أبعد فادي الهاتف مرة أخرى عن أذنه وضغط زر تسجيل المكالمة ثم أعاده وهتف متسائلاً

- وينك أنتي؟
- الزلمه اللي أخدت منه التليفون قال بمنطقة اسمها كفر الزيات، حكيت مع باميلا من شوي وقالت إنك هون بترچاك ساعدني
- قلتلك من قبل لا تصاوي شي بتندمي عليه بعدين
- أنا مو ندمانه ولما بخرج من هون برجع أقتلها مرة تانية

استمرت المكالمة بينهما لعدة دقائق اصطنع فيها فادي رغبته الملحة في مساعدتها ووعدها بالذهاب إليها في أقرب وقت ثم أنهى المكالمة وزفر بضيق

- الله يقصف عمرك، أديشك وقحة

قالها ثم ترك فراشه ودلف إلى الشرفة ليستنشق بعض الهواء النقي عله ينسى وقاحة تلك الصوفيا.... وما هي إلا دقائق حتى أحضر هاتفه وهاتف ميرنا فأجابته قائلة

- مانمتش ليه؟
- وأنتي ليه ما نمتي لهالا؟
- معرفش
- وأنا كمان ما بعرف، لهيك ضلي معي حتى يچي النوم

استمرت الثرثرة بينهما لعدة ساعات من السعادة والجنون.... نسى الزمان وأنساها معه، وشعر أنه وقع أسير داخل مدارها وبراءتها وكل كلمة تخرج من بين شفتيها

- يا بنت نمتي؟
- اه معلش عيني يتقفل وأنا بتكلم
- روحي نامي يا هبله
- ماشي يا رخم، تصبح على خير
- تلاقي الخير

أنهى كل منهم المكالمة وهو يفكر في الأخر... استسلمت ميرنا للنوم على أمل رؤيته بالأحلام، بينما ترك هو غرفته ونزل إلى مطعم الفندق لينعم بمذاق فنجان قهوة ارتشف قطراتها وهو يفكر في البلهاء التي قلبت موازين قبله وعقله

**************************

في صباح اليوم التالي تململت ميسون في فراشها وابتسمت حينما شعرت بوجود فارس إلى جوارها، فتحت عينيها ووجدت نفسها تغفو بين أحضانه... أبعدت يده عن خصرها واعتدلت في جلستها ثم أخذت تتأمل وسامته في صمت ثم استجمعت شجاعتها ومررت ظاهر يدها على وجنته، وتمنت أن تعود ذاكرتها لتسترجع كل اللحظات التي سرقت منها... وما هي إلا دقائق حتى شعرت بألم يكاد يفتك برأسها، أغمضت عينيها ورأت نفسها تسير على الشاطئ وهو ممسك بيدها ففتحت عينيها حينما فطنت أن ما رأته ذكري من ذكرياتها معه.. في ذات اللحظة استيقظ فارس وفتح عينيه لتتقابل بعينيها، ارتبكت بشدة وهمت أن تقوم عن الفراش لكنه سبقها وأمسك يدها، فأراحت جسدها إلى جواره ثم خبأت رأسها في صدره فحاوطها بكلتا يديه وكاد يتحدث لكن قاطعه صوت طرق على باب الغرفة فابتعد عنها وهتف بحدة

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن