استسلام فارسالفصل الثالث عشر - بقلمي منى سليمان
* خطة صوفيا *
ابتلع فارس ريقه بصعوبة وظهر الارتباك بوضوح على قسمات وجهه فاقتربت منه ميسون وأمسكت يده فاستجمع شجاعته وهتف بصوت هادئ
- أزيك يا مي؟
- بخير طول ما أنت بعيد عننا
- مي
قالتها الجدة سميرة بحدة فزفرت مي بضيق وهتفت بصوت عال
- أنت بتلف ورانا ليه، لسه ليك عين تدخل هنا بعد اللي
قاطعها جاسر قائلاً بحدة: مي كفاية، فارس ضيف وليه احترامه
- لما يحترم نفسه هبقى احترمه
كاد جاسر يتحدث، ولكن سبقته ميسون واقتربت من مي قائلة بهدوء
- فارس حكالي عنك وعن يارا، وحكالي كل اللي عمله وأنا مصدقة أنه أتغيّر، علشان كده مش هسمح لأي حد يهز ثقته في نفسه، ربنا بيسامح أنتي مش عايزه تسامحي ليه؟
شعر فارس بالسعادة تسري داخله، فها هي طفلته تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة.... اقترب منها وأمسك يدها ثم نظر إلى مي ومد يده الأخرى ليصافحها، لكنها لم تهتم ودلفت إلى الغرفة فأسرع سامح بمصافحة فارس عوضاً عن زوجته الغاضبة
- سامح سيف الدين، جوز مي
- تشرفنا، كان نفسي نتقابل في موقف أفضل من كده
قالها فارس ثم اقترب من الجدة سميرة وأمسك يدها ثم طبع على ظاهر يدها وهتف
- أنا أسف على كل اللي حصل، وأتشرفت بوجودي معاكم بس أنا لازم أمشي
شرعت سميرة أن تعترض، ولكن سبقها جاسر وهتف بصوت يحمل الغضب
- تمشي تروح فين؟
- معلش هنيجي وقت تاني
ما أن تفوه فارس بكلماته، اقتربت منه الجدة سميرة وربتت على كتفه ثم تحدثت بصوت هادئ يحمل الحنان بين طياته
- ماتزعلش من مي، دي قلبها أبيض هي بس عصبية شوية
- أنا مش زعلان منها ومقدر اللي هي فيه بس
توقف فارس عن إكمال كلماته، حينما خرجت مي من الغرفة برفقة سامح قائلة بضجر
- ما تمشيش، أنا هطلع شقتي
- لا أنتي هتطلعي ولا هو هيمشي، والكلمة اللي أقولها تتسمع، مفهوم؟
قالت سميرة كلماتها بجدية مصطنعة وصوت حاد فحركت مي رأسها كإشارة بالموافقة، بينما اقترب جاسر من فارس وهتف
- يلا سيب البنات مع بعض وتعالى معايا
نظر فارس إلى طفلته وأخبرها بعينيه أنه بخير ثم مضى مع جاسر، فبقت طفلته بمفردها مع سلمى ومي والجدة سميرة فتحدثت الأخيرة قائلة
- عامله إيه في الجواز؟
- الحمد لله، فارس طيب أوي وبيحبني جدا
ما أن وصلت كلمات ميسون إلى مسامع مي، لوت شفتيها بضجر وهتفت بصوت خفيض
- حدث ولا حرجوصلت كلماتها إلى مسامع سلمى فمالت على أذنها قائلة : حرام عليكي البنت طيبة أوي
- سلمى أبعدي عني بدل ما أهد الشقة على اللي فيها
- يا ساترقالتها سلمى بغيظ ثم تركت مقعدها وجلست إلى جوار ميسون وتبادلا أطراف الحديث متجاهلين النظرات النارية المنبعثة من عينيَّ مي
************************في ذات اللحظة هبطت الطائرة القادمة من ألمانيا داخل مطار القاهرة وعلى متنها قنبلة موقوتة تسمى صوفيا... دلفت إلى إحدى سيارات الأجرة وهتف
- وديني أي أوتيل
- تحت أمرك يا هانم
انطلق السائق إلى وجهته، بينما أخرجت صوفيا هاتفها وأرسلت رسالة نصية إلى فارس.... في تلك اللحظة صدع صوت رنين هاتف فارس، معلناً عن وصول رسالة
" أشتقتلك حياتي لهيك إچيت لهون، وما رح روح بلاك، أمووووه"
مطت فارس شفتيه بضجر ولاحظ جاسر ذلك بوضوح فهتف مازحاً
- شكلها رسالة حريمي، نتهد بقى
- ما تفكرتيش علشان دي لازقه بغراء
قالها فارس ثم مسح الرسالة خوفاً من غضب ميسون، لكنها لم تتوقف وأرسلت واحدة أخرى فمسحها دون أن يقرأها وأغلق هاتفه تماماً
********************
أنت تقرأ
استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)
Storie d'amoreيقولون لكل شيطان قلب لا ينبض، لكن أيعقل أن يأتي ملاك ليحيي قلب شيطان؟ رواية استسلام فارس - الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد بقلمي منى سليمان ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة المصرية دائرة حقوق المؤلف...