استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)

استسلام فارس - الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر - بقلمي منى سليمان

* أمان *

ما أن أنهت ميرنا كلماتها طرق أحدهم باب الغرفة ودلف حاملاً باقة فخمة من الزهور فنظرت إليه وهتفت مازحة كعادتها

- حطه عندك يا أسطا وأخرج

رفع الشخص أحد حاجبيه قائلاً باندهاش: شو؟!!!!

رفعت ميرنا أحد حاجبيها ورمقته بنظرة اندهاش ثم مالت على أذن ميسون وهتفت بصوت خفيض

- ألحقي دليڤري مستورد

اقتربت ميرنا من فادي وحملت عنه الباقة ثم أحضرت حقيبتها وأخرجت منها عشر جنيهات وأعطتها له، فضيق بين حاجبيه وهتف بحدة

- لشو المصاري؟
- بقشيش
- شو بقشيش، أنتي طبيعية شي؟
- لا لا لا هتغلط هغلط، مش عايز إنشالله عنك ما أخدت وأتفضل بره

اشتعل فادي غضباً وتطاير شرار الغضب من عينيه.... اقترب منها بشدة وقبض يده بعنف على معصمها فتأوهت بصوت عالٍ لكنه لم يهتم

- كيف بتحاكيني هيك؟!!!
- سيب أيدي يا متخلف
- ءنا متخلف يا هبله

كان الأمر أشبه بالمعركة هي تتأوه وتشاكس وهو يزداد غضباً.... بينما راقبت ميسون الشجار وهي تكتم ضحكتها بصعوبة... وفي ذات اللحظة دلف فارس إلى الغرفة فنادته ميرنا قائلة

- يا باشمهندس ألحقتي

جحظت عينيَّ فارس من رؤيتهما هكذا ثم اقترب من فادي وأبعد يده عن معصم ميرنا فاختبأت خلفه قائلة بحدة

- الحيوان ده بديله بقشيش علشان وصل الورد، عمل فيها جاي من فرنسا
- أنا حيوان يا هبله، والله الهبل قليل عليكي

ابتسم فارس وشرع أن يتدخل لكنه ثم نظر إلى طفلته ورآها تبتسم، فنسى كل شيء وتذكرها لكنها أشارت له برأسها لكي يتدخل بينهما فغمز لها بمشاكسة ثم أدار جسده إلى ميرنا وهتف بهدوء

- ده الأستاذ فادي الخال صديقي من ألمانيا

عضت ميرنا على شفاها السفلى وتوردت وجنتيها خجلاً فهندم فادي ثيابه وهتف بشموخ

- هاي مو طبيعية أبداً

لم تستطع ميسون أن تأسر ضحكتها أكثر من ذلك، فانفجرت ضاحكة وأنضم لها فارس وتبعهم فادي، بينما تمسكت ميرنا بخجلها وغادرت الغرفة كالإعصار متوجهة إلى الحمام وأخذت تجوبه ذهابا وإياباً وهي تتمتم بحدة

- أنا غبية، بقى الواد اللي زي القمر ده بيوصل ورد، غبية غبية غبية

قالت كلماتها وهي تضرب برفق على مقدمة رأسها

***************************

في الغرفة.....
جلس فادي على المقعد المجاور للفراش بعد أن اطمئن على ميسون، ولكن لاحظ فارس تعلق عينيه بباب الغرفة، فارتسمت ابتسامة على جانب ثغره وهتف