استسلام فارس - منى سليمان

13.8K 368 5
                                    

الفصل الثالث والعشرون - بقلمي منى سليمان

* جنون *

ابتلع كل منهم ريقه بصعوبة وتبادلا نظرات الاندهاش وخيم الصمت عليهم، ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى استجمع فارس شجاعته واقترب من الجدة قائلاً بصوت مرتعش

- م ممكن أعرف أنا غلطت مع ميسون في إيه؟!!

رمقته الجدة بنظرة نارية ثم انفجرت في وجهه كالبركان وقصت عليه ما قالته ميسون فجحظت عينيه من هول ما سمع

- أقسم بالله العظيم ما حصل أبداً، ومن يوم ما قابلتها ماشي بما يرضي الله
- كداب، قالت لقتك مخبي صور بنت في وسط كتبك

ما أن وصلت كلمات الجدة إلى مسامعه، تبدلت ملامحه من الحزن إلى السعادة ثم ثنى ركبتيه وجلس أمامها قائلاً بهدوء

- مظلوم يا ست الناس، دي صور يارا

انطلق اسمها من بين شفتيه بنبرة حزينة فشعرت الجدة بالأسى عليه وكادت أن تتحدث ولكن سبقها جاسر حينما هتف بغيرة واضحة

- وأنت محتفظ بصور يارا ليه؟

ارتبك فارس بشدة وشرع أن يتحدث لكن تدخلت الجدة وهتفت بحدة وصوت عال

- خليك في نفسك يا حنين، بدل ما أطلع شقتك وأطلعلك صورة يارا

شعر جاسر بالإحراج ولم يستطع أن يتحدث فكتم سامح ضحكته بصعوبة واضعاً يده على ثغره فرمقته الجدة بنظرات كالسهام وتحدثت بحدة قائلة

- بتضحك على خيبتك، لسه دورك جاي

ابتلع ريقه بصعوبة ثم قص على الجدة كل ما حدث فشعرت بصدق كلماته، لكنها لم تظهر ذلك وعنفته بشدة ثم انتقلت إلى جاسر وألقت على مسامعه كلمات نارية

- أنت وسامح عندكم تأديب النهارده ومش هتشوفوا مي وسلمى غير بكرة زي دلوقتي، تعالى يا فارس معايا

مضت الجدة وتبعها فارس مشيراً إليهم بعلامة النصر فقذفه جاسر بالوسادة الصغيرة الخاصة بالأريكة فادار فارس جسده وأعادها إلى جاسر لتصطدم بوجهه ثم ركض إلى شقة الجدة فعض جاسر على شفاه السفلية بغيظ ونظر إلى سامح قائلاً

- حظه مفرقع ابن اللازينة
- جتنا نيلا في حظنا الهباب

*******************************

في شقة الجدة.....
اقترب فارس من غرفة ميسون وطرق بابها بخفة وانتظر أن يستمع إلى صوتها العذب لكنها لم تجيب فشعر بالقلق عليها ونظر إلى جدة فأشارت إليه بيدها لكي يدخل إلى الغرفة.... دلف ورآها تغفو كالأطفال فجلس إلى جوارها وأخذ يداعب خصلات شعرها بيده حتى استيقظت وفتحت عينيها لتتقابل بعينيه، كانت تشعر ببركان ثائر يسري بداخلها، لكنها ما أن رأته اقتربت منه وخبأت جسدها في صدره.... كانت تشعر بالوحدة والخوف والأن شعرت بالأمان بالرغم من شعورها بالغضب.... انهمرت دموعها بغزارة فشعر هو بغصة في قلبه، وأبعدها عنه ثم أمسك وجهها بين كفيه قائلاً بصوت دافئ

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن