الفصل الحادي والعشرون - بقلمي منى سليمان
* ضياع *
انهمرت دموع ميسون على وجنتيها وشعرت بحزن عميق يتسرب إلى قلبها، ظنت أن زوجها على علاقة بأخرى وشعرت برغبة في الفتك به وبها.... بعد مرور دقائق قليلة مسحت دموعها وأعادت الألبوم إلى حيث كان وغادرت غرفة المكتب متوجهة إلى الخارج واستغلت انشعال الحرس بتناول الطعام وغادرت الفيلا دون أن يراها أحد... مضت وهي تبكي لا تعرف لمن تلجأ أو إلى أين تذهب لكنها مضت مبتعدة دون أن تعير خوفها من الضياع أي اهتمام، فقد كان كل ما يدور في خلدها هو الابتعاد عن زوجها الخائن كما فكرت
*************************
بعد مرور ساعة كاملة وصل فارس إلى وجهته وبالفعل استطاع الوصول قبل سيارات الشرطة... وفي أقل من دقيقة سيطر رجاله على البيت الريفي الذي يسكنه جمال وصوفيا ثم دلف إلى المنزل ضارباً الباب بقدمه... أتسعت عينيَّ جمال وشعر أن النهاية قد حلت بينما جحظت عينيَّ صوفيا وشعرت بهروب الكلمات واهتزاز الأرض تحت قدميها... اقترب رجال فارس من جمال وحاصروه بينما اقترب هو من صوفيا وجذبها من خصلات شعرها وسدد لها العديد والعديد من الصفعات، ولكن بالرغم من ذلك شعرت بالسعادة لقربها الشديد منه وهتفت ببرود
- إذا بموت عا أيديك، بموت سعيدة
- أخرصياقترب رفعت منهما وجاهد ليخلصها من يده قبل أن يقتلها ولكن دون جدوى... ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى وصل جاسر برفقة رجال الأمن إلى المكان واستطاع بصعوبة تخليص صوفيا من يديه فركضت باتجاه المطبخ ثم أحضرت سكيناً وصوبته إلى قلبها قائلة بصوت غلبته الدموع
- كان بدي إقتلها لأنها سرقتك مني
- نزلي السكينة تحتقالها جاسر وهو يقترب بحذر من صوفيا، لكنه توقف حينما قربت السكين أكثر وأكثر إلى صدرها فنظر إلى فارس وأشار إليه برأسه لكي يتدخل فاقترب منها حتى يأخذ السكين لكنها سبقته وهتفت
- لا تقرب حبيبي، ما بدي تشوفني وأنا عم موت
- صوفيا نزلي السكينة
- ما رح نزلها، رح حطها بقلبي لموت وأنا بحبك
- طيب إزاي بتحبيني وعايزه تمشي وتسبيني
- لأنك ما بتحبنيقالتها ثم غرزت السكين بقلبها وسقطت قتيلة على الأرض، أتسع فاه الجميع من هول ما فعلت واقترب منها جاسر ليتحسس نبضها ووجدها قد فارقت الحياة
- ماتت
ما أن وصلت كلمة جاسر إلى مسامع فارس، غادر إلى الخارج ثم أغمض عينيه، فبالرغم من كل ما فعلته إلا إنه شعر بالأسى عليها، فقد عاشت في معصية وماتت في معصية أكبر.... اقترب منه رفعت وربت على كتفه قائلاً بصوت هادئ
- هي اللي ظلمت نفسها
- أنا عايز أرجع، سوق أنت بدالي
- حاضرغادر فارس برفقة رفعت وقبل أن يدلف إلى السيارة ألقى نظرة أخيرة على جمال ورأى دموع الحسرة والندم تهبط على وجنتيه، لم يشعر بالأسى عليه فهو يجني ثمار ما زرعه
أنت تقرأ
استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)
Romansaيقولون لكل شيطان قلب لا ينبض، لكن أيعقل أن يأتي ملاك ليحيي قلب شيطان؟ رواية استسلام فارس - الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد بقلمي منى سليمان ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة المصرية دائرة حقوق المؤلف...