استسلام فارس - منى سليمان

14.7K 356 9
                                    

استسلام فارس

الفصل الرابع والعشرون - بقلمي منى سليمان

* حنين *

صعد جاسر إلى شقته وهو يشعر بغضب شديد سببه غياب سلمى... جلس على أقرب مقعد ثم ألقى المفتاح بعنف على المنضدة... زفر بضيق واضعاً رأسه بين كفيه، وبمجرد أن أغمض عينيه تذكر حديث فارس عن يارا ومرت تفاصيل الليلة المشئومة أمامه فشعر بغصة في قلبه... اعتدل بظهره على المقعد وشرد لدرجة أنسته الزمان المكان، وما أن استرد أنفاسه، ترك مقعده وتوجه صوب غرفة مكتبه وأخرج صورة يارا من بين إحدى الكتب، ثم تأملها بعينيه وتحسسها بأنامله

- وحشتيني يا يارا، بجد نفسي أعرف لأمتى الجرح هيفضل في قلبي، أنا وفارس بقينا أصحاب بس معرفش ليه أضايقت لما عرفت أن عنده صور ليكي، مع أن أنا كمان شايل صورتك

توقف عن الكلام وعاد ليتأمل ملامحها الرقيقة وابتسم عدة مرات حينما تذكر مزحاتها وجنونها... وما هي إلا دقائق حتى أعاد الصورة إلى حيث كانت وأخرج هاتفه من جيب بنطاله وهاتف طفلته الغاضبة.... في ذات اللحظة تسارعت نبضات قلب سلمى لكنها لم تجيب وقررت معاقبته كما قالت الجدة فضغطت زر إنهاء المكالمة... أبعد جاسر الهاتف عن أذنه وهو يتوعد لها ثم كتب لها رسالة تهديد ووعيد

" قدامك خمس دقايق وألاقيكي قدامي أحسنلك "

صدع صوت رنين هاتفها معلناً عن وصول رسالة، فاتسعت ابتسامتها الساحرة اعتقاداً منها أنها رسالة غرام، لكن الابتسامة اختفت تماماً حينما قرأتها وحل مكانها نظرة غضب فبادلته برسالة نارية

" طظ فيك يا عسكري "

قرأ جاسر الرسالة وانفجر ضاحكاً فها هي قطته تشاكسه بالرغم من غضبها، فبادلها بأخرى تحمل مبادرة سلام

" أهون عليك يا سيادة اللواء ده أنا العسكري حبيبك "

قرأتها وابتسمت لكنها قررت عدم الرد بل وأغلقت هاتفها تماماً حتى لا يراسلها ثم تركت غرفتها وذهبت إلى غرفة الجدة... في تلك اللحظة جلس جاسر على حافة فراشه وانتظر رد طفلته ولكن دون جدوى، فهاتفها وتفاجأ بوجود الهاتف مغلق

- ماشي يا سلمي، اصبري عليا

قالها وألقى الهاتف على الفراش ثم أراح جسده ونظر إلى سقف الغرفة، لكنه ابتسم حينما تذكر رسالتها فهتف مازحاً

- بحب مجنونة

**************************

في منزل ميرنا....
وضع فادي فنجان القهوة على المنضدة ثم وقف عن مقعده ونظر إلى والدها قائلاً

- بتشكرك كتير، رح روح هالا وبنطر الرد من حضرتك
- نورت يا ابني، ولما العروسة ترد أكيد هبلغك
- وأنا بنطرها العمر كله

قالها وهو ينظر إلى عينيَّ الجميلة، فتوردت وجنتيها خجلاً ووجهت نظراتها إلى الأرض ولكن قاطع والدها تلك اللحظة الرومانسية حينما هتف

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن