استسلام فارس - الفصل السادس - بقلمي منى سليمان

18.5K 429 8
                                    

الفصل السادس
* استسلام شيطان *

أتسع فاه ميسون من هول ما سمعت فاتسعت ابتسامة فارس بالمقابل

- أنتي كويسة؟

حركت الجميلة رأسها كإشارة بنعم فأطال العاشق النظر في عينيها وهتف بحنان غلفه العشق

- مش عارف أزاي دخلتي جوه قلبي وسرقتيه، غيابك عني كام ساعة جنني ومستعد أعمل المستحيل علشانك، بحبك ودي أول مرة انطقها، أنا عمري ما قولتها ليارا كانت بتحس بحبي من غير ما أقولها لكن أنتي عايزك تحسي بحبي ليكي وتسمعيها مني دلوقتي وعلي طول ، اسمحيلي أخبيكي بقلبي وأقفل بابه بعدك، خليكي جمبي وساعديني أتغير، تتجوزيني ؟!


لم تجيبه ميسون لكنها أطالت النظر إليه وتلألأت الدموع في عينيها فخانتها دمعة وسرت برفق على وجنتها فأزالها العاشق ثم اقترب منها وطبع قبلة على مقدمة رأسها

- بتعيطي ليه؟!
- كلامك لمس قلبي، أنا بحبك ودي أول مرة أحب، بحب وجودك جمبي وبحس معاك بالأمان، لما بتغيب عن عيوني بشتاقلك وبغير عليك من عيون البنات بس خايفة أكون نوع جديد عليك وبعد ما نتجوز تزهق مني وترميني
- مستحيل أبعد عنك، أنا ما صدقت لقيتك

صمتت ميسون عن الكلام واكتفت بالنظر إلى عينيه فأمسك يدها وأردف قائلاً

- تتجوزيني؟
- موافقة بس عايزة أعرف كل حاجة عملها الشيطان اللي عايش جواك
- هحكيلك كل حاجة بس الأول هعمل تليفون مهم

ترجل فارس من السيارة وأجرى اتصالاً هاتفياً استمر لعدة دقائق، وما أن أنهي المكالمة، عاد إلى السيارة وهتف بجنون

- تسمحيلي اخطفك؟!

حركت الجميلة رأسها كإشارة بالموافقة فابتسم ثم أدار محرك السيارة وانطلق بها.....و بعد وقت ليس بالقليل صفها أمام مقبرة يارا ثم ترجل منها وذهب إلى طفلته

- يلا حبيبي
- هتخطفني في المقابر ؟!!
- قولتي عايزة تعرفي كل حاجة عملها الشيطان وهنا أكتر حاجة غلط عملها

أمسكت ميسون يد فارس وترجلت من السيارة ثم أرسلت له نظرة تساءل فتحدث قائلاً

- لحد ما قابلت عيونك كنت بهتم بنفسي وبشهواتي

ما أن تفوه فارس بكلمته الأخيرة ضغطت ميسون على يده بغيظ فوضع يده الأخرى على يدها و ربت عليها ليهدئ من غضبها

- أنا بقولك كنت وبعدين أي بنت قضيت معاها ليلة كان برضاها

جزت ميسون على أسنانها قائلة بحدة: فارس ما تعصبنيش

- ههههههه حاضر، المهم لما يارا بدأت تبعد عني بعت حد يراقبها وعرفت أن ليها حبيب غيري و قبل ما أواجها ماتت بسبب اللي بتحبه

قص فارس على طفلته كل ما فعله مع جاسر وسلمى وقص عليها أيضاً كل ما حدث في المقبرة وأخبرها كذلك باستمراره في مطاردة سلمى بالرغم من معرفته بمرض يارا

- ويوم ما قابلتك كنت لسه راجع مصر الصبح وحاولت اخطفها وضربتتي بالقلم ولما كنت سايق العربية كنت متعصب وفجأة طلعتي قدامي

ما أن أنهى فارس كلماته انفجرت دموع ميسون كالشلال فاقترب منها وهتف بصوت دافئ

- صدقيني هتغير علشانك بس خليكي جمبي  ولو عايزة كل ثروتي علشان تضمني إخلاصي، بكرة الصبح كل حاجة هتبقى باسمك بس خليكي هنا

قالها و هو يشير إلى قلبه فتحسست ميسون وجهه بكلتا يديها لتطمئنه بالرغم من شعورها بالخوف ثم هتفت بحنان

- ممكن نقرأ ليارا الفاتحة و نمشي من هنا؟
- هتبقي أول مرة أعملها
-ما تفكرنيش أنك مكنتش حافظ الفاتحة هتشل منك

دلف فارس إلي المقبرة ممسكاً يد طفلته وبعد أن فرغ من قراءة الفاتحة لمحبوبته الراحلة نظرت إليه الجميلة وتحدثت برقة

- هسيبك تتكلم معاها براحتك

تركته ميسون وغادرت فاقترب من الأرض و أخذ يتحدث إلى طفلته الراقدة تحت التراب

- أنا حبيت من تاني بس أكيد عمري ما هنساكي، كنت بلومك علشان حبيتي جاسر بس ميسون قالتلي الحقيقة مفيش واحدة تفضل مع شيطان، ياريتك هنا و تسامحيني، عارفة أنا خايف في يوم أضعف وأرجع شيطان علشان كده عايز ميسون جمبي وكل ما أبعد هي هترجعني
*************************
غادر فارس المكان وتوجه إلي طفلته فقابلته بابتسامة عذبة فبادلها بابتسامته الساحرة ثم انطلق بسيارته وذهب إلى المكان الساحر الذي أعجبها من قبل


- الله عليك مكان يفتح النفس بصحيح
- طبعا با بنتي اللي عامله فنان
- ماشي يا عم الفنان فطرني بقى علشان جعانة
- بصي قدامك حل من اتنين يا تستني الأكل علي ما يخل، يا تأكلي حاجة تانية

قالها ثم غمز لها بوقاحة فأتسع فاها ثم هتفت بحزم وهي تلوح بسبباتها في وجهه

- احترم نفسك و بطل قلة أدب
- هههههههه هحاول

*******************
بعد دقائق قليلة انتهت ميسون من تناول الطعام بينما لم يتذوق فارس شئ وظل يراقبها بعشق

- الحمد لله شبعت
- أكلك قليل أوي على فكرة
- بصراحة مش بحب الأكل أوي
- أمال بتحبي ايه  ؟!

قالها بمشاكسة فاستجمعت شجاعتها وهتفت بخجل

-  بحبك أنت

ما أن قالت كلماتها انتفض العاشق عن مقعده وجلس أمامها راكعاً ثم أمسك يديها بيديه ورفع كل منهم إلى شفاه وطبع علي كل واحدة قبلات عديدة فخجلت الجميلة بشدة وتوردت وجنتيها فاقترب العاشق منها أكثر ثم قبل مقدمة رأسها، وما أن ابتعد عنها، انتبه إلي صوت رنين هاتفه

- كله تمام يا رفعت؟
-  تمام يا باشا وشريف باشا ومدام ميار وصلوا

أنهى فارس المكالمة ثم مد يده إلى الجميلة فوضعت يدها داخل يده ونهضت عن المقعد

- هنروح فين؟
- خليها مفاجأة
********************
بعد مرور وقت ليس بالقليل صف فارس سيارته أمام الفيلا فاندهشت الجميلة لكنه نظر إليها والسعادة تملأ عينيه والبسمة تزين وجهه ثم هتف بهيام

- يلا بينا
-  فارس
- نعم يا قلب فارس

خجلت الجميلة من كلماته وخبأت عينيها عنه فوضع العاشق يده أسفل ذقنها ثم أدار وجهها إليه وتقابلت أعينهم في نظرة طويلة جعلت نبضات قلبها تتراقص على معزوفة عشقه فابتسم لها وهتف بعشق

- ماتخبيش عيونك عني

توردت و جنتيها فاقترب منها المشاكس وضمها إلي صدره فذابت بين أحضانه وأغمضت عينيها لتتنفس عطره بعمق فابتسم على فعلتها ثم ابتعد عنها وهتف بحنان


- يلا بينا ننزل، الفيلا هتنور بيكي من تاني

ارتبكت ميسون بشدة وظهر ذلك بوضوح على قسمات وجهها البريء

- أنا مستحيل أعمل حاجه انتي مش عايزاها لأني بعشقك وعايز كل حاجة بينا تفضل ذكرى حلوة

********************
دلف فارس إلي الفيلا ممسكاً يد طفلته فتعالت شهقاتها ودمعت عينيها فرحاً

- عيونك الحلوين دول يضحكوا وبس، الدموع ملهاش مكان فيهم
- فارس كل ده ليا؟
- أيوه أنا جهزت كل حاجة علشان تبقي حلالي
- أنا بحبك أوي

قالتها ميسون ثم ألقت بجسدها في صدر فارس فابتسم على فعلتها ثم حاوطها بكلتا يديه وسط اندهاش الجميع فهتفت ميار بمشاكسة
-طيب مش نكتب الكتاب الأول ولا إيه؟

ابتعد فارس بصعوبة عن طفلته.... ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى تم عقد قران العاشق والجميلة وعلّا صوت الفرح في أرجاء المكان

- بقيتي ليا أنا وبس
- أنا بحلم ولا ده حقيقي؟!
- أنتي في حضني بجد وبقيتي ليا بجد بس ما يمنعنش أني أثبتلك

قالها فارس ثم اقترب من شفتيها واقتطف منها قبلة بث لها من خلالها عشقه فمال شريف على لميار وهتف بمشاكسة

- اتعلمي
- حد منعك يعني
- تعالي نروح ونسيبهم مع بعض ولما نروح لينا كلام تاني، يا فارس باشا آسفين على المقاطعة

ابتعد فارس عن ميسون، لكنها خجلت بشدة وخبأت وجهها في صدره


- أحنا هنمشي وياريت توصل ميسون بالليل واخد بالك 
- أوعدك أني هحافظ عليها

ودعت ميار شقيقتها ثم رحلت برفقة العاشق الأخر فنظر فارس إلى طفلته وهتف بعشق

- تعالي معايا
- هنروح فين؟
- هتعرفي دلوقتي

خرجت ميسون برفقة العاشق لكنها تفاجأت حينما وجدت نفسها أمام رعد فشعرت بالخوف اختبأت خلف فارس

- علشان خاطري بلاش
- حبيبي لازم تجري تتعاملي معاه أنتوا هتعيشوا مع بعض ولعلمك رعد طيب جدا، رعد come ( تعالي )
أطاع رعد أمر فارس وركض إليه ذهب فتمسكت ميسون بثيابه

- يا بنتي سيبي هدومي ههههههه
- يالهوي هموت وأنا لسه ما دخلتش دنيا
- هههههههههه هتدخلي أحلي دنيا بس تعالي أعرفكم على بعض علشان رعد هيبقى أمانك طول ما أنا مش موجود في الفيلا
- مستحيل

أدار فارس جسده وأمسك يد الجميلة ثم طلب من رعد مصافحتها كما علمه فامتثل له ورفع يده في انتظار يد الجميلة الخائفة لكنها مع إصرار فارس مدت يدها المرتعشة وصافحت رعد

- حركي إيدك على راسه وما تخافيش

حركت ميسون يدها علي رأس رعد فجلس أمامها مطيعاً فاتسعت ابتسامتها


- ده طيب
- جدا، هو بس شرس مع الأغراب
- أنا حبيته
- أنا اللي جبته لنفسي
- ههههههه تستاهل
********************
قضت الجميلة يومها برفقة العاشق الذي لم يتوقف ولو لدقيقة عن مغازلتها فأخبرها أنه كلما ينظر داخل عيناها، يسري ربيعاً داخل قلبه، ربيعاً يحمل من الزهور أجملها ومن العطور أفضلها، وأخبرها أنها أجمل النساء وأكثرهن أنوثة...... وفي الواحدة صباحاً صف فارس سيارته أمام فيلا شريف

- خدي بالك من نفسك وبكرة الصبح هعمل مشوار صغير وهأجي أخدك من الجامعة علشان تشتري كل اللي محتاجاه
- برضو مصمم أننا نعمل الفرح بعد يومين؟
- ده أخر كلام عندي يا عمري وطلبت من رفعت يجهز كل حاجة
- بس خايفة فرحتك بيا تخلص بسرعة زي ما جت بسرعة
- والله العظيم ما هحب غيرك ولا هبعد عنك ولا هشوف في الكون ده كله واحدة غيرك وأوعدك هصلي و أصوم و

قاطعته ميسون قائلة: يا نهار اسود هو أنت كمان مكنتش بتصوم  ؟!!!!!!

- بصراحة لا
- أمشي يا فارس بدل ما أخلعك
- هههههههه خلع كده مرة واحدة، أنا بحبك
- وأنا كمان بحبك

أقترب منها العاشق ليقتطف قبلة الوداع لكن أبعدته ميسون حينما رأت شادي أمام السيارة، لكن فارس لم يهتم وأخذ شفتيها في قبلة عميقة ليرسل لذلك الكائن صك ملكيته لتلك الجميلة

*********************

بعد وقت ليس بالقليل عاد فارس إلي الفيلا ودلف مُباشرةً إلى حجرة مكتبه وقرر إجراء مكالمة هاتفية بالرغم من تأخر الوقت

- تليفونك بيرن

قالتها سلمى فغمز لها جاسر وهتف بمشاكسة

- مش مهم عندي عقاب أهم
- بطل قلة أدب و شوف مين اللي بيكلمك في وقت زي ده

أمسك جاسر هاتفه و نظر إلى رقم المتصل ثم رفع أحد حاجبيه وأجاب قائلاً

- الو
- أسف أني بتصل في وقت زي ده بس لازم أقابلك بكرة الصبح ضروري

تعرف جاسر على صوته منذ الكلمة الأولى، لكنه لم يرغب في إرسال القلق إلى طفلته فأكمل المكالمة بهدوء

- تمام بكرة الصبح هكلمك تاني ونتقابل

قالها جاسر بجدية مصطنعة بالرغم من البركان الثأر داخله ثم أنه وخبأ القلق في قلبه فهتفت سلمى مازحة

-  مين يا عسكري؟
- ده شغل يا روحي 
-  شغل برضو ؟!!!
- بتشك فيا يا سيادة اللواء والله لعاقبك حالاً






استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن