استسلام فارس - الفصل العشرون - بقلمي منى سليمان

14.7K 338 4
                                    

الفصل العشرون - بقلمي منى سليمان

* صدمة *

جحظت عينيَّ فادي من هول ما سمع وظهرت الصدمة بوضوح على قسمات وجهه فابتسم مازن بسخرية وأردف قائلاً

- هي الهانم ما قالتلكش إنها مخطوبة؟

جز فادي على أسنانه وأدار جسده إلى ميرنا ورآها تبكي بغزارة وتحرك رأسها يميناً ويساراً كإشارة بالنفي، كانت دموعها بمثابة سكين طُعن في قلبه وكاد يتحدث لكنها سبقته وتحدثت بصوت مخنوق غلبته الدموع

- ده وا كا
- ميرنا إحكي منيح لأفهمك وكرمالي لا تبكي
- ما تلم نفسك وبطل نحنحه

قالها مازن بغضب فاشتعل فادي غضباً لكنه لم يظهر ذلك وتمسك بالهدوء المصطنع الذي غلف صوته

- ميرنا هاد الزلمه بيقربك؟

حركت رأسها بنعم فأغمض عينيه حتى يسيطر على غضبه وأردف متسائلاً

- خطيبك؟
- لا ده كداب، ده أخو مراة بابا ولما اتقدملي بابا رفضه

ارتسمت ابتسامة ساحرة على ثغر فادي وتمنى لو يضمها إلى صدره حتى تتوقف عن البكاء لكنه لم يفعل وغمز لها بمشاكسة ثم أدار جسده إلى مازن ونظر في عينيه قائلاً بحدة

- ميرنا أتصلي ببيك وقوليله يچي لهون

جحظت عينيَّ مازن وهم أن يركض، لكن منعه فادي وامسك به ثم أنهال عليه بالعديد والعديد من اللكمات وهو يتمتم

- يا حيوان كنت بتعرف إنا لحالا ومع هيك إچيت لهون

صرخت ميرنا من شدة خوفها فتدخل حارس العقار وبعض المارة لإنهاء الشجار فركض مازن مبتعداً قبل وصول والد ميرنا، بينما جلس فادي على المقاعد الخاص بحارس العقار.... ثنت ميرنا ركبتيها وجلست أمامة وانسابت دموعها بغزارة حينما نظرت إلى يد فادي التي تورمت أثناء الشجار فربت على كتفها وهتف بحنان

- لا تبكي، أنا سبع وكتير منيح

غمز لها فاختلطت دموعها بابتسامة ساحرة زينت ثغرها،جعلت نبضات قلب المشاكس تتراقص فرحاً، ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى اختفت ابتسامتها وشرعت في البكاء من جديد... شعر فادي بغصة في قلبه وأخد يمرر يده بين خصلات شعرها، فخجلت بشدة واعتدلت في وقفتها قائلة بغضب طفولي

- لم نفسك

ابتسم على براءتها الممزوجة بالجنون، ثم رفع أحد حاجبيه وهتف بصوت دافئ

- معك بنسي نفسي يا هبله
- رخم جتك القرف في حلاوتك

قالتها في نفسها ثم انفجرت ضاحكة فاندهش فادي بشدة لكنه لم يعلق فقد اعتاد منها البلاهة والجنون

********************************

في فيلا الكافي.....
ودعت ميار شقيقتها ثم غادرت فاقترب فارس من طفلته وأطال النظر إلى عينيها لدرجة جعلتها تشعر بسهام عشقه تخترق مقلتيها.... بادرت بالابتسامة فبادلها بأخرى ثم اقترب أكثر فأكثر حتى أصبح أمامها... هبط بشفتيه لتتقابل بشفتيها في قبلة جعلت الكثير من الذكريات تمر أمامها كشريط سينمائي لم تفهم منه شيئاً... فوضعت يدها على صدره وأبعدته عنها بعنف في حركة لا إدارية... اندهش في البداية ثم شعر بالقلق حينما رآها تمسك برأسها بين كفيها

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن