استسلام فارس - الفصل الثالث - بقلمي منى سليمان

21.1K 461 55
                                    

الفصل الثالث

* نبضات قلب *

دلف فارس إلى الداخل وللمرة الأولى صلى فرضه بينما تراقصت نبضات قلب ميسون فرحاً

- بتبصيلي كده ليه  ؟
- ولا حاجة
- طيب يلا نفطر علشان أتأخرت على الشركة

بدأت الجميلة في تناول الطعام دون أن تنظر إليه، بينما أخذ فارس يتأملها بعشق ولم يتناول شيئاً

- أنا شبعت و هطلع أذاكر

لم يجيبها فارس لكنه أطال النظر إليها وشعر بنبضات قلبه تتسارع وأخذ يتساءل من أنتِ لتتسارع نبضات قلبي لأجلكِ يا لكِ من جنية أيتها المشاكسة

- هو أنت سامعني؟
- معاكي
- أنا هطلع أذاكر
-هو أنتي في كلية ايه؟
- أداب فرنساوي
- طيب لو محتاجة مساعدة في الفرنساوي أنا موجود وبفهمها كويس على فكرة

حركت الجميلة رأسها كإشارة بالموافقة ثم ركضت من أمامه فابتسم فارس علي خجلها ثم غادر إلى عمله

******************
بعد عدة ساعات شعرت ميسون بالضجر فغادرت الغرفة وجلست برفقة رفعت

-  مالك؟
- زهقانة شوية
- كلمتي أختك  ؟
-  لا مش عارفة أقولها أزاي أني هنا
- خلاص قوليلها إنك قاعدة عند صاحبتك على ما ترجع
- مش بعرف أكدب بس هحاول

ما أن قالت ميسون كلماتها عاد فارس وقابلها بابتسامة ساحرة تعجب لها رفعت

- وحشتيني

قالها الشيطان في نفسه ثم اقترب منها وهتف بهدوء لم يعتاد عليه

- عاملة ايه؟
- كويسة
- حد ضايقك وأنا مش موجود؟
- لا اللي بيضايقني مكنش موجود

رفع فارس أحد حاجبيه و رمقها بنظرة غيظ :  لسانك ده عايز

قاطعته ميسون قائلة بحدة: عيب كده

- حاضر يا أبله، ممكن تتغدي معايا؟
-  بصراحة مش جعانة
- هفتح نفسك بس خليكي معايا
قالها ثم أطال النظر في عينيها لدرجة أخجلتها فابتسم رفعت ثم اقترب من فارس وهتف بصوت خفيض

- الراجل اللي تحت نعمل فيه إيه؟
- سيبه مرمي كده يومين و بعدين هنزل أسلم عليه بنفسي

تناولت الجميلة طعام الغداء برفقة الشيطان فشاكسها عدة مرات لكنها أوقفته في كل مرة 

******************
مر ما بقي من اليوم في هدوء.... وفي الثانية صباحا غادرت ميسون الغرفة وتوجهت إلى حديقة الفيلا ثم أمسكت هاتفها وأخذت تبحث عن رقم شقيقتها، وما أن وجدته، أجرت الاتصال ولكن لسوء الحظ كان عليها إعادة شحن بطاقة الهاتف لكي تجري ذلك الاتصال الدولي فحزنت وبدأت الدموع تتجمع في عينيها وازداد لديها الشعر بالندم لأنها رفضت السفر مع شقيقتها وفضلت البقاء في ذلك الحي بمفردها فخبأت وجهها بيديها الصغيرتين وتعالت شهقاتها من كثرة البكاء.... في تلك اللحظة رآها فارس من شرفته فانتفض قلبه وهبط الدرج بسرعة لم يعتادها من قبل خرج إلى الحديقة وجلس راكعاً أمامها
- بتعيطي ليه؟ مين اللي زعلك ؟

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن