استسلام فارس - منى سليمان

21.2K 434 78
                                    

استسلام فارس

الفصل السابع والعشرون والأخير - بقلمي منى سليمان

* استسلام فارس *

بعد مرور شهر من السعادة طرق فادي باب غرفة ميرنا ودلف إليها.... تعالت شهقاته من شدة جمالها فكانت أجمل من أجمل عروس رآها يوماً... اقترب منها بخطوات هادئة على عكس نبضات قلبه المتسارعة... أمسك كفيها بين كفيه وطبع قبلة حانية على مقدمة رأسها وهو يشعر بسعادة لم يتذوق نكهتها يوماً.... ابتعد عنها وأخذ يتأملها بعشق من رأسها حتى أخمص قدميها ثم هتف بصوت دافئ يحمل العشق بطياته

- مبروك يا سكر
- الله يبارك فيك

قالتها بصوت مرتعش جعل فادي يستشعر خوفها الناتج عن الخجل، فابتعد عنها قليلاً ثم أخرج علبة فخمة من جيب بنطاله وقدمها إليها.... ابتسمت له وأخذت العلبة ثم فتحتها وأتسع فاها من شدة جمال القلادة التي بداخلها.... أخرجت القلادة وأخذت تتأملها بسعادة وهتفت

- دي حلوة أوي
- وصيت عليها إلك

كانت قلادة ذهبية قصيرة وفي المنتصف كتب بأحرف اللغة الإنجليزية ( El Sokar )....
اقترب منها وألبسها إياها ثم نظر إليها بعشق وهتف بصوت دافئ

- لا تقيميها من رقبتك ولو شو ما صار
- حاضر
- يلا يا سكر

تأبطت الجميلة ذراع العاشق وهبطا الدرج سويا متجهين إلى قاعة العرس.... كانت الأجواء ساحرة ملأتها السعادة ورسم الفرح تفاصيلها... لم يتركها فادي ولو للحظة وشاركها الرقص والجنون فكان محط أنظار الفتيات اللاتي حضرن العرس، ولكن هيهات لهن فلم تسمح ميرنا لأي منهن بالاقتراب من المشاكس خاصتها وأمسكت يده طوال العرس ولم تتركها ولو للحظة

**********************

انتهى العرس وعاد كل منهم إلى منزله...
في شقة جاسر....
أراح جاسر جسده على الفراش وانتظر قدوم طفلته... وما هي إلا دقائق حتى دلفت إلى الغرفة وأراحت جسدها إلى جواره، فأمسك يدها وجذبها لتغفو على صدره

- أتأخرتي ليه؟
- كنت بحكي لمي اللي حصل في الفرح
- وحشتيني

قالها بصوت دافئ لكنه محمل بالألم فهمت أن تعتدل في جلستها لتنظر إليه، لكنه منعها وتمسك بها بين أحضانه فاندهشت بشدة وهتفت

- مالك يا جاسر؟
- مفيش عايزك جمبي وبس
- بتفكر في يارا، صح؟

تنفس جاسر بعمق ثم أطلق زفيراً كان كحمم البركان، وأغمض عينيه في أسى فاعتدلت سلمى في جلستها وهتفت بصوت دافئ
- أنا عارفه أن صعب عليك تروح نفس المكان اللي ماتت فيه يارا
- عرفتي منين؟
- من أول ما وصلنا القاعة وأنا حاسة أن في حاجة ودلوقتي سألت مي قالت أن ده نفس الفندق اللي حصلت فيه الحادثة

ابتسم لها وامسك يدها ليجذبها مرة أخرى إلى صدره ثم شدد في احتضانها وهتف

- أكيد صعب عليا، بس وجودك جمبي بيقويني يا سيادة اللواء

استسلام فارس - منى سليمان (الجزء الثالث لسلسلة نهاية وعد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن