الفْصل الخْامِس || ملحمَة كلَاميه .

10.3K 562 36
                                    


هل يُوجد احتمَال فِى أن ننقَطع مِن هَذا العْالم ؟ اعنى هل من المْمكن توَاجدنَا فِى عَالم نُريده بدل من ذلك العْالم المْمل ! نعم ... يُوجد و لكن بطرِيقه ليسَت مُباشره و ذلك عن طريق الشِّرود ، فعندمَا يكون الشَّخص شَارداً فِى شىء مَا تنقطع جميع حوَاسه عن الاحسَاس بمَا يُحيط بهَا مثل نداء أحدهم لنَا ، أو لمسه لَا نشعر بأى شىء إلَا عندمَا نستيقظ من عَالمنَا الخْاص لنسقط مُجدداً فِى العْالم المْحيط بنَا .

كَان مُسند الرَّأس على ذلك الكْرسى مُمدداً قدمَاه على تلك الطْاوله الصَّغيرة ذات المْنظر العْتيق ، تلكَ الإبتسَامة النَّاميه على شفتيه كَان سببهَا تذكره لحَال تلكَ الفْاتنه تذكرَ كيف كَانت تُحَاصر شفتهَا السُّفليه بين أسنَانهَا و يتذكر أيضاً كيف كَانت تمسَح بإصبع الإبهَام على حَافه الكْوب الذِّى يحتوى على الشَّاى ... نعم قبلت دعوه لوى على كُوب من القْهوة رغم كونهَا تكرههَا ... كَان سعيداً لأول مره بعد خمس سنوَات و قد كَان سبب سعَادته هِى .

دخل لوى كعَادته دُون أي يطرق ليرى ذلك النَّائم أو الشَّارد ، جلس هو الأخر ليقُول الوْسيم الشَّارد " إزدَادت فتنَه " تعجب لوى فسأل عن مَاهيه مَا يقصد و هنَا فقط استيقظ الأخر من عَالمه ليعتدل فِى جلسته و يبدأ فِى الحْدِيث عن العْمل متنَاسياً مَا كَان يَدُور فى عقله .

فِى مكَان أخر كَانت تلكَ الفْاتنه التِّى شغلت بَال الوْسيم الشَّاب نَائمه بل غَارقه فِى النَّوم و ذلك بفضل حَبه المْنَّوم التِّى أخذتهَا لكى تتوَقف عن التَّفكِير فِى أميرهَا الوْسيم ، لو تعلم مَا خَبئه لهَا المْستقبل لرَضت بوَاقعهَا آنذَاك .

عندمَا يحل الصَّبَاح الجْدِيد يعنى ذلكَ حُلول بدَايه جَديده للَجميع سوَاء كَان بَشر أو غيره ، ارتَدت ثيَابهَا و ذهبت لعملهَا ذلكَ لكى تتدَرب على سير المْنصه ، لم يَكن هُنَاك أحد سوى لوى الذِّى أخذ بيدهَا و اتجهوا للمقهى لشُرب شىء مَا.
بدأ لوى يُلقى نكَاته السَّخيفه رُبمَا و لكن كَانت تلك الفْاتنه تضحك و ذلك لم يُعجب الوْاقف على بُعدٍ منهم ليدخل لمكَان العْمل و هو يكَاد ينفجر بدأ الجْميع بالتَّجمع عدا لوى و تلك الحْسنَاء.

و عندمَا كَانوا على وشك الدّخُول ألقى لوى نكته أخيره فأنفجرت الأخرى ضَاحكه لتتوقف عن الضَّحك بسبب كلمَات قَاتله أُلقيت من شخض غير مُتوقع " آخبركِى أحدهم أنكِ هُنَا للمَارسه العْهر " تكَاد تحترق بسبب كلمَاته تلك ؛ تجمعت الدُّمُوع فِى عينيهَا و لكن لم تَزرفهم خَارجاً لتُلقى بكلمه كَانت سبب فِى جعله يبتسم بسخريه " أنتَ العْاهر هُنَا " .

بدأ يقترب منهَا ليقف بجَانبهَا تمَاماً فإذا به فجأه يميل برأسه ناحيتهَا و يهمس فى أذنهَا بينمَا شفتيه تُلَامسَان أذنهَا " رُبمَا نحن لسنَا كذلك فِى العْلن و لكن لعنَاتنَا معاً تُثبت أننا عَاهران و بچدَاره " دفعته بخفَه لتقُول بثقه و هى نَاظرةً فِى عينَاه " مُزَاحك لَا يُقبل يَا أنتَ و لكن لَا بأس فلقد قبلت إعتذَارك على كلمَاتك تلك " ... أثبتت له الأن أنهَا لم تعد تِلكَ الفْتَاة التِّى كَان يُحَاصرهَا دائماً فِى فرَاشه لم تَعد تلكَ الضَّعيفه التِّى كَانت لمسَاته تُفقدهَا عقلهَا و تجعلهَا راغبةً فيه .. فى حين كَان الجْميع وَاقفاً يشَاهد تلك المْلحمه الكْلَاميه .

• • •

- رأيكم ... ؟

Sins || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن