-20- سمفونية أبواق الهلاك

4.5K 366 546
                                    

سمعت شارلوت الباب ينزلق مغلقاً فنظرت ناحية سيلست التي تقدمت منها بابتسامة، كانت ترتدي ملابس أنيقة جعلتها تشعر مجدداً بضرورة الإنحناء للأميرة أمامها، فستانها الفضي عانق جسدها بطريقة مثالية مبرزاً كم أن بنيتها رقيقة. تركت شعرها الذهبي منسدلاً خلفها وتم تزيين خصلاتها الأمامية بمشبك ذو كرستالات بيضاء على شكل فراشة ضئيلة خلف رأسها.

لونا ولاتشيا تراجعتا لتتخذ سيلست مكاناً لنفسها بقرب شارلوت التي بسطت شفتيها متحدثة:
"ما الأخبار سيل؟"

الابتسامة التي حملتها شفاه سيلست اختفت، أنامل يمناها تسلقت وجنة شارلوت وبيدها اليسرى أمسكت بساعدها.
بدا وكأنها تتفقد حالها حين أسدلت أهدابها الذهبية للحظات طوال وأسندت مقدمة رأسها لجبهة شارلوت التي شعرت بنفسها تغرق بشعور محرج لطيف.

"أنا على ما يرام."
قهقهت بعد لحظات وسيلست بسطت شفاهها رغماً عنها، الأسى كان واضحاً في عينيها الذهبيتين.

فتحت سيلست مفكرة صغيرة كانت تحملها بيدها لتلتقط القلم الذهبي بداخلها وتبدأ بخط عدة جمل عليه ثم تديره في وجه شارلوت التي علمت أن سيلست هنا فقط للتحدث معها حين قرأت ما كتب بخط مونق.
"لقد أخبرني سموه بما حصل، آسفة فلم أكن بالقرب لأحميكِ."
حاجبا شارلوت تقاربا فتنهدت وعندما لاحظت أخيراً أن لاتشيا ولونا كانتا قد رحلتا تحدثت:
"الجميع تعرضوا لمحاولة قتل من نوع ما الليلة الماضية على ما يبدو. يا لها من محاولة أخيرة عقيمة للتأثير على كيفية سير الأمور."

سيلست دونت الكلام سريعاً فلم تشعر شارلوت إلا بالمفكرة تتوسط وجهها مجدداً.
"كانت محاولة حقيقية، قد لا يبدو الأمر هكذا لكننا جميعاً في دواخلنا نتخبط لفقدان من نعتز بهم على حين غرة."

"ربما أنتِ وحدكِ من تفعلين."
نفخت شارلوت بسخرية معارضة تعميم الوصف على جميع مصاصي الدماء ليهتز صدر سيلست بضحكة صامتة.

"أفقدتم بعض الحلفاء البارحة؟"
سألت الأولى بقلق مفاجئ، وحين أسدلت سيلست أهدابها بالإيجاب فغمغت:
"هذا مؤسف."

"ستكون الأمور فقط على ما يرام."
شارلوت قرأت كلمات سيلست بصوت عالي والأخيرة أظهرت ابتسامة مشرقة حين راحت تدون المزيد من الكلمات.
"لقد سمعت بأن هيروزيوس منعكِ من الحضور للمشاهدة."

"إنه يتصرف بأنانية سيلست."
قالت شارلوت بتذمر وكأن الأمر كان يضايقها ولا يوجد شخص لتخبره ذلك. دحرجت سيلست مقلتيها.
"جميعنا أنانيون اتجاه من نهتم لأمرهم لأجل حمايتهم."
كتبت.

شارلوت نفخت وجنتيها وصالبت ذراعيها بإصرار عنيد على رأيها.
"لا أريد أن أسمع تبريرات غريبة، لقد رأيت الدم والموت بالفعل، ما الذي قد أراه ويصدمني الآن؟"
سألت شارلوت حين لاحظت شرود سيلست التي كانت تحدق بلا تعبير معين على وجهها بالبعيد.

نيوتروبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن