"آسفة."
همست شارلوت مطأطئة الرأس لينظر لها جايدن من بين رموشه الذهبية بتعب ويعلق:
"أنتِ لم تقومي بارتكاب أي خطأ لذا لا تعتذري أرجوكِ."
صمت لوهلة، شفاهه أسفرت عن ضحكة خافتة عندما أردف بصوت مبحوح:
"لابد أن ما حصل كان عقابي."ملامح وجه شارلوت انخفضت أكثر بحزن فهي تعلم عن أي عقاب يتحدث لذا ما كان منها إلا النهوض من على كرسيها وسحب البطانية مغطية إياه بعنف مدعية الغضب:
"توقف عن الحديث واخلد للنوم، إن رأتك جين بهذه الحال فستثور علي لا عليك.""أمركِ "
تمتم وهو يغلق عينيه بابتسامة صغيرة تلاشت عندما سحبه النوم سريعاً لعالم الأحلام.بعد خمس دقائق من التحديق المستمر تأكدت فيه شارلوت أنه قد غفا نهضت متجهة نحو باب غرفته لتخرج وتغلقه خلفها ببطء قائلة:
"إذاً، ما الذي تريدينه الآن؟"لوسيا التي استندت للجدار فتحت عينيها، جسدها استقام وملامحها المتأسفة تلاشت حين تحدثت بجدية:
"لقد أتيت للإطمئنان فحسب.""وما رأيكِ بالنتائج؟"
سخرت شارلوت بابتسامة متهكمة وهي تعقد يديها لصدرها دون مرح لتجيب الأخيرة بذات النبرة:
"كان من الممكن أن ينتهي الأمر بموت أحدهم.""نعم، موت قائدكم العام."
علقت شارلوت بجدية لتتنهد لوسيا وتقول بقلة حيلة:
"لا تتهوري أرجوك، فجوهانس هيماك هو الوحيد الذي يجمع قوات المجمعات البشرية الحربية، بموته في خضم ظروف سيئة كهذه سنسقط أكثر وسنبدأ بقتال بعضنا البعض وليس مصاصي الدماء."حاجب شارلوت ارتفع على مسمع هذه الكلمات. البشر لا يجب أن يتعلق مستقبلهم بعجوز معدني صدئ كهذا، لكنه بالفعل معلق إذ لا أحد يريد تحمل مسؤولية نفسه حتى.
"أنتم بالفعل تحاربون بعضكم البعض لكن...أياً يكن."
تنهدت شارلوت قبل أن تردف متخطية الأخرى بنبرة جادة:
"أتمنى أن لا اضطر لرؤية المزيد من البشر فهذا يجعلني أغفر لمصاصي الدماء."حدقتا لوسيا اتسعتا قليلاً وابتسامة غير مصدقة شقت طريقها لوجهها
"أنتِ غريبة."
تحدثت أثناء ملاحقتها للشابة الغاضبةشارلوت توقفت في مكانها. صمتت لوسيا لوهلة في محاولة لإيجاد الكلمات قبل أن تردف بفضول قططي من خلف كتفها:
"أشعر بأنكِ ترين مصاصي الدماء بذات الطريقة التي ترين فيها البشر.""هل يفترض بأن يكون هذا سيء؟ أو ربما خاطئ؟"
سألت شارلوت باستخفاف دون أن تتحرك قيد أنملة لتهز الأخيرة برأسها نفياً ثم تستدير منصرفة بقولها:
"هم لا يختلفون كثيراً بأية حال.".
.
.مدرج مبهرج ذو هيكل نصف دائري ارتفع بمقاعد مخملية فارهة مُلئ بأفراد الطبقة العليا التي توشحت بالمخمل والحلي النفيسة من مصاصي الدماء، النبلاء.
أنت تقرأ
نيوتروبيا
Vampiros"أعطني لأعطيك" هذه قصة الطفلة التي اتخذت من هذا القانون طريقها الوحيد للنجاة في عالمها المشوّه؛ هي تلك البائسة المريضة التي وافقت على إبرام اتفاق غامض مع مصاص دماء غريب، استجابة لرغبتها الفطرية في البقاء والعيش لأطول فترة ممكنة. ثنائية نيوتروبيا الك...