"في الواقع...كانت جلالتها قد قامت برمي أحد الموظفين الحكوميين هنا من أعلى نافذة الطابق العاشر."
تحدثت ماشميا بارتياح إذ أنها قضت الظهيرة بأكملها تتسكع أعلى الشرفة الواسعة مع الفتاة الفضولية.
"هذا ما حدث إذاً."
لم تبدو أي دهشة واضحة على ملامح كناريا حين تفوهت بحروفها بل حاجباها لم يرتفعا سوى لثوان قصيرة قبل أن يتشابكا مجدداً في نظرة متململة.
"يبدو أن رمي الأشخاص من علو شاهق هواية للنبلاء."
أضافت الفتاة بصوت خافت وهي تسند كفها لوجنتها حين قفزت مصاصة الدماء القصيرة بقربها لتستفسر:
"أستسمحكِ عذراً؟""كنت أتساءل وحسب...أمات؟"
كناريا تنحنحت وسألت لتهز ماشميا رأسها فيهتز شعرها الذهبي حولها لفعلتها.
"تمكنتُ من إلتقاطه قبل أن ينشطر رأسه لقسمين بواسطة حجر بارز."
قامت بتمديد كفيها لتحركهما بطريقة مستقيمة أمام وجهها شارحة الموقف للفتاة التي كرمشت عينيها وهي تتخيل ما كاد أن يحل بذلك الشخص."لا بد أنه اقترف أمراً سيئاً بحقها."
كلماتها لم تعكس ما دار في خلدها، طالما ظنت أن النبلاء يفعلون ما يحلو لهم."على العكس، جلالتها لم ولن تهتم إن قام البشر بالحديث عنها بالسوء لكنها تنفعل إن حاول أحدهم إيذاء أولئك الذين تعتبرهم من أفراد عائلتها أياً كان."
ماشميا نفت وهي ترفع كفيها في الهواء لينزلق كتان أكمام فستانها السميك حتى ساعديها النحيلين."أتعلق الأمر بالسيد آلان؟"
استفسرت كناريا وهي تتساءل في خلدها عن مدى القوة الحقيقية التي تمتلكها هذه الأذرع الصغيرة."بالفعل. بالكاد يجرؤ الموظفون هنا على الحديث معه بسبب ذلك الحادث الآن، وليس لأنه مخيف لهم أو أي شيء من هذا القبيل إنما إنه خطأ جلالتها نوعاً ما."
لم تقم ماشميا بالتفصيل أكثر فتنهدت كناريا:
"لقد أسدته جميلة.""لست أدري بهذا الشأن فجزء من عمله يقتضي أن يتحدث مع الناس هنا فهو كاليدين والذراعيين التي لا يقوى مدير هذا المكان على الحركة من دونهم."
كناريا أدركت سبب عدم ذهاب الخاطفين وذوي المزادات خلفه. هو ليس عينه بالنسبة لهم بل كنز محمي من قبل البشر والنبلاء بالآن ذاته، كنز ملعون كالإلدورادو ما أن يلمسوه حتى يتحولوا لكائنات ميتة مصيرها أن تغدو رماد.
"يا لها من حياة مملة يعيشها."
تمتمت."جلالتكِ!"
ماشميا إنحنت لحضور شارلوت التي سمعت كل حرف من محادثتهن الأخيرة."هلا تحدثنا على إنفراد؟"
طلبت شارلوت، عيناها ارتفعتا نحو كناريا التي رطبت شفتيها بتوتر واضح ثم أومأت بصمت لتختفي ماشميا على الفور عن أنظارهما."بينولوبي غاردنر ليست والدتكِ."
شارلوت بدأت بلا لف أو دوران ثم صمتت غير متأكدة إن كان يجدر بها التطرق للجزء الأهم الذي سيحطم الفتاة أمامها.
أنت تقرأ
نيوتروبيا
Vampire"أعطني لأعطيك" هذه قصة الطفلة التي اتخذت من هذا القانون طريقها الوحيد للنجاة في عالمها المشوّه؛ هي تلك البائسة المريضة التي وافقت على إبرام اتفاق غامض مع مصاص دماء غريب، استجابة لرغبتها الفطرية في البقاء والعيش لأطول فترة ممكنة. ثنائية نيوتروبيا الك...