الفصلُ الخَامس

23.4K 1.4K 893
                                    


" عَلقوا على الفَقرات "

__________________________

أنظرُ إلى الأسفل بَحرج وإلى يَساري زِين وأشعرُ بِرغبة عَارمة بالبُكاء ..

لم أبدِ بعد حَديث صَديق زين أي رَدة فِعل لان زِين أخرسهُ كلياً وجَلسنا بإنتظار العَشاء مُتحاشيين فَتح الموضوع مُجدداً

" لا أعتقدُ بأننا سَنبقى لشهر كَامل هُنا لأن الأعمال مُتراكمة عَلي في لُندن " يقولُ زِين مُخاطباً هاري

وضعَ النَادل الطعام على الطاوله لأرفعُ رأسي مُتنهدة بينما أنظرُ نَحو زين الذي كان بالفِعل ينظرُ نحوي بإبتسامه صَغيرة

أدرتُ عينايَ عنه بسُخط ، غِير مُرتاحة ألبته في الجُلوس برفقة أشخاص مِثلهما ، أشعرُ بكمية ضِيق مُزعجة لوجودي هُنا

" يَبدو بأنَ زَوجتُكَ غَضبت مِني زين " أرفعُ رأسي إليه لينظرُ نَحوي واضعاً الطعام في فمه

أجبتُ ببرود تام قبل أن يتحدثُ زين " لا أحد يَغضبُ من الحَقيقة ولكن كانَ بوسعِكَ قولها دُون إهانه ملحوظه والتقليل من قِيمتي "

إبتسمَ مُنزلاً برأسي بحرج قائلاً " أعتذر بشِدة سَيدتي ، لقد فاجئني الأمر نوعاً ما "

ضحكتُ بسُخرية بينما أنظرُ نَحو زِين " زَوجي يُحبني جِداً لم يتخَطاني حَتى بمرُور السَنوات "

يلعقُ زِين شَفتيه مُبتسماً لأُعيدُ بنظري إلى هَاري " ما بَينُنا عَظيم "

ينظرُ هَاري بصَمت إلى زِين بينما يُحرك رأسهُ وكأنهُ يُريد إيصال سؤال مَا إليه دون إنتباهي

يتَحمحمُ زِين بغرابة ليُشيرُ إلى الطَعام بمعنى أن أتناول ..

كَان العَشاء هادئ مُصاحباً لمواضيعهُما عَن اشياء لا أهمية لها وصَوت المُوسيقى الهادئه المُنبعثه من مذياع المَطعم ..

أنهيتُ طَعامي بصعوبة شَديدة لأستأذنُ بعدَ ذلكَ للعودة إلى الغُرفة بعد مُوافقة زِين الذي رَمقني بحِدة ..

تَنهدتُ بشِدة بينما أقفُ نِهاية الجِسر الخَشبي مُمسكه بوشاحي ، أغلقتُ عَينايَ بإستراخاء لمُداعبة نَسمات الهواء الطَفيفة لوجهي .

سُؤال هَاري قَد فَتحَ بداخلي جُرح دَفين ، أشعرُ بروحي تَنزفُ لتذكرُ تلكَ الحَادثة التي قَللت من شأني وأصبحت تتناقل بينَ ألسُن الناس التي لا تَرحم .

هُروب والدتي مَع يَاسر كانَ أشبه بغَارة جَوية حَطت في مَنزلنا ..او بالأصح في حَينا

نَظرتُ إلى زِين الذي وقفَ بجانبي بسرعه لينظرُ إلى الماء قائلاً بعد صَمت طويل  " كانَ عُمري خمسُ سنوات عِندما أتيتُ لرؤيتُكِ بين يَدي والدتكِ ، كُنتُ أشعرُ بكمية فَرح كَبيرة لقدومكِ إلى عالمي رُغم إمتلاكي لأُختان ، أتذكرُ بأنَ أمي وضعتكِ ذلكَ اليوم في حُضني وأتذكر أيضاً بأنني بكيتُ بشِدة لفَرحتي العَارمة بقدومكِ  "

زَواج بالإجـبَار | Forced Marriageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن