الفصل السادس

428 11 0
                                    

فى المساء جاء الحاج عبده وزوجته التى جاءت
وهى مضطرة لانها لا تقبل بهذه الزيجة وجاء معهم حمادة الذى كان صامت
طوال الوقت ويرسم الابتسامة
جلسوا فالصالون الكبير المخصص للضيوف
وعندما رأت ان حمادة كان لم يتحدث ابدا

فقالت لنفسها/
" يعنى افهم من كدا هو عايزانى ولا لا ؟؟ .. ياربى بقى انا محتارة فيه اوى كدا ليه
وبعدين انا كمان معرفش هل انا عايزاه ولا لا ؟؟ وترددى ده مخوفنى كمان "

سالوا هالة على رايها لم تتكلم كانت فى توتر بالغ ولا تستطيع التكلم ابدا ..
ابتسم الحاج عبده وقال بمرح /
- السكوت علامة الرضا مش كدا ولا ايه .. يبقى نقرا الفاتحة

والخميس اللى جاى الخطوبة ايه رايك ياهانى يابنى ؟؟

- انا معنديش اى مانع ياخالى ياريت عشان اطمن عليها قبل ما امشى

حاولت هالة ان تتحاشى النظر الى حمادة ووجهها احمر من الخجل وقالت /
- بس انا عندى شرطين ياخالى لو هتوافقوا عليهم انا موافقة

نظر الى الجميع فى ذهول وعم السكووووووووووووووووت
فى انتظار شروط العروسة

وكانت الحاجة عفاف والدة العريس تنظر فى غضب لم يعجبها
ان تقول هالة شروط وقالت/
- كمان هتتشرطى على ابنى .....

رد الحاج عبده وقال/
- ايه ياعفاف .. من حق اى عروسة ان يكون عندها شروط ..
ايه هى شروطك ياهالة؟؟

صمتت لحظات ثم اخدت نفسا عميقا وقالت/
- شرطى الاول ياخالو انو اى مشكلة بينا مش تأثر ابدا على اخويا هانى ومراته مريم وحتى لو مقدرتش اكمل الخطوبة دى هانى ملوش اى ذنب يعنى يدخل على صفته اخويا بس لكن مش بصفته جوز بنتكم ومش تحصل اى مشكلة بينه وبينكم بسببى وياريت اى مشكلة تحصل نحلها بهدوء ولو مش لقينا ليها حلول ندخل خالى وهو يحكم بينا ..

صمتت ثم تابعت قائله/ وشرطى التانى انى اكمل دراستى قبل الجواز ويسيبنى بعد كدا اشتغل .. وفيه حاجات انا بتمناها تكون فى شريك حياتى لو هى موجودة فعلا انا هاوافق

- ايه هى الحاجات دى يابنتى

- انا نفسى فى واحد يقربنى من ربنا اكتر ويساعدنى التزم ويكون انسان محترم

ومش يهينى مهما حصل بينا ويحبنى ويكون حنين ودمه خفيف ويصونى بس كدا بتهيالى حاجات مش صعبة

ابتسم الحاج عبده ونظر لـحمادة نظرة ذات معنى
وظل حمادة ينظر لها بتركيز متعجبا قائلا/
- انتى شايفة انها مش فيا

- انا مش اعرفك كويس عشان اعرف اذا كانت موجودة ولا لا
- بكرة الايام هتخليكى تعرفينى كويس اكيد .. وانا موافق ع كل اللى قولتيه

وقال لنفسه معقوووول هى دى هالة ابنة عمته المدللة والذى كان ينظر لها كانها طفلة تافهه الافكار انها تغيرت واصبح تفكيرها جاد ووافق خصيصا لشرطها التانى لانه لم يعجبه انه يتزوج بسرعة ولم يرغب بالجواز من اساسه ولكن بعد ضغوط والده وافق

وقال لها الحاج عبده/
- عين العقل يابنتى انا بحبك عشان عقلك الكبير ده وان شاء الله ربنا يهديكم

وتتهنوا سوا .. بس انا عندى اعتراض على انك تكملى الاول ماتكملى وانتى عندنا وبعدين متخافيش فيه شغالة والجواز مش هيشغلك عن دراستك ابدا وهى بس سنة وتخلصى وبعدين عايزين نفرح بيكو فى اسرع وقت والشقة جاهزة بس اختاروا العفش

- بس ياخالى ...

قال هانى مقاطعا اخته / - ان شاءالله خير ممكن بعد ماتخلص الترم التانى يتجوزوا وتكمل عنده السنة الاخيرة وبكدا نفرح بيهم بسرعة واكون اخدت اجازة واجى احضر الفرح

تلاقت نظراتهم ونظرت هالة الي حمادة لتكتشف مايدور فى عقله
ولكن لم تتوصل لشئ لاول مرة تنظر اللى ملامحه الجميلة

شعره الناعم شديد السواد وبشرته الزيتونية وعينيه الخضراء التى تزيده جاذبية

وتنفس حمادة قليلا ليهدأ من توتره الواضح من نظراتها وكان ينظر اليها
بدون الشعور باى شئ يشعر بفراغ لا يعرف ماذا يفعل ولا ماذا سيحدث له

هل سيتجوز بهذه الطريقة التى يكرهها
ام يحارب والده

تابع هانى حديثه بعد دقائق صمت/
- ايه رايك ياخالى انت وحمادة نكتب الكتاب يوم الخطوبة عشان ابقى مطمن اكتر
وكمان عشان يجى ويروح براحته وانا مسافر اينعم البيت لازق فى بيتكم
بس انت عارف كلام الناس برضو

اعترض حمادة / بس ياهانى ....
تحدث الحاج عبده مقاطع ابنه/
- عندك حق يابنى وعداك العيب .. وبتهيالى محدش معترض منهم لانو الحق ميزعلش

هانى / - ايه رايك ياحمادة
صمت ونظر اليها وهى تنظر اليه فى توسل وقال/
- اللى تشوفوه

صمتت هالة من الصدمة ولم ترى امامها ولا شئ
وسمعت هانى والحاج عبده يقولون /
"على بركة الله الخميس الجاى الخطوبة وكتب الكتاب"

قالت هالة معترضة/ - بس مش هلحق اجهز نفسى للخطوبة
هانى/ - متخافيش كل حاجة بسيطة انزلى بكرة شوفى فستان بس

وسيبى الباقى عليا يلا بقى خلينى افرح بيكى قبل ما امشى

نامت وهى تبكى من القادم
تبكى على المجهول
تبكى من شدة خوفها من المستقبل ومن تجربة جديدة
لم تستطيع ان ترفض الخطوبة من ضغوط امها

لكن ليس كتب كتاب انصدمت وقلبها يؤلمها كان لابد ان ترفض
وان تتحدث مع اخيها وخالها ولكن سكوتها كان استسلام للامر الواقع
أخدت تبكى وتبكى حتى نامت

عذرا أيها الحب لم أعد أثق بك ل هالة محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن