#روان
#الفصل1
#عواطف_العطار
خرجت من غرفتها بعد عام من العزلة ،
كانت حالتها سيئه جدا ، تلك العيون العسلية الجميلة تشعر انها اصبحت سوداء بسبب تورم عيناها و الهالات السوداء المتورمه اسفل عيناها، شعرها الاسود الناعم الطويل اصبح متشابك و مقصف و ضعيف و مهمل ، بشرتها القمحيه الجميله اصبحت شاحبه تميل للصفره ، و جسدها الممشوق الجميل اصبح هزيل تبرز عظام ظهرها و يدها و صدرها و أصابها انحناء في ظهرها.....انحناء ظاهر.. كانت في ريعان شبابها في ال25 من عمرها و عندما تراها تظن انها بالخمسين من العمر بسبب ضعفها و شحوبها و حالتها التي يرسى لها ،
عندما رأتها امها ابتسمت و أسرعت نحوها و قال : " حمد لله يا بنتي انكِ ، خرجتي من الغرفة ، انتِ بداخلها منذ اكثر من عام ، احسنتي ، هيا..... هيا لتأكلي و تأخذي حماما ساخنا و انا سأطعمك بيدي و اصفف لكي شعرك "
و بالفعل اتبعتها روان بهدوء و دون كلمه ، اخذت حماما بمساعدة امها و خرجت و ارتدت فستان منزلي زهري اللون و جلست علي طرف السرير و جلست والدتها خلفها و بدأ تصفف شعرها بهدوء ، كان شعرها مليئ بالعقدو التقصفات فبدأت الام بقص شعرها بعض الشيء ، حتى وصل لكتفها ، كانت لاتزال روان لا تتحرك و لا تتكلم ، فقط تنظر له و تلمسه بهدوء و دموعها تنهمر دون توقف .....خاتم زواجها.......
تنهدت الام بعد ان انتهت و قامت من مكانها و جلست القرفصاء امام ابنتها روان و قالت " كلما رأيته ستحزنين ، هيا.... هيا إنزعيه من. يدك"
حاولت الام ان تأخذ الخاتم لكن روان بدأت في البكاء و قالت " لا..... لا استطيع.... سيعود.... و عندما يعود سيحزن لانني نزعت الخاتم من يدي.... انا انتظر... "
قامت الام و هي تنظر لابنتها بحزن و قالت " لا حول ولا قوه الا بالله " و بدأت ترددها و ذهبت......
خرجت الام من الغرفة و هي تستغفر الله ،
وقف هذا الشاب الاسمر ، ذو العيون السوداء الكحيله و القامه الطويلة و الشعر الاسود الناعم و البشره القمحيه الذي يبلغ من العمر 27عام ....
و قال " ماذا حدث يا امي ؟! ماذا فعلت ؟! سمعتها تبكي؟! "
قالت الام "لقد فقدت الام يا عبد الله ، سأتناقش مع والدك لنضعها في مستشفى للامراض النفسية ، يجب ان تتعالج ، لن اتركها حتى يضيع شبابها و عمرها حزنا ، لن اتركها لتضيع " ثم رفعت يدها و قالت بحزن " منك لله يا رعد ، حسبي الله و نعم الوكيل "قال عبد الله بهدوء " امي.... كفى... حرام عليكِ..... لقد مات ، اذكروا محاسن موتاكم ، لم يقصد ان يموت ، لقد انتهى عمره في هذا اليوم ، روان التي ترفض الاقتناع بتلك الفكره ، لما تدعي عليه "
جلس و قال بجديه " انا مسافر للاقصر في مؤتمر للاطباء ، سأخذها معي ، يجب ان نتعامل معاها بحظر ، لا يجب ان نضغط عليها ، سحاول ان اجعلها تعود لحياتها و من ثم ستقتنع هي بفكره انه قد ذهب و لن يعود ، حسنا"
قالت الام " لكن يا عبد الله ، الاقصر كان المكان المحدد لشهر العسل ، ستتعب اكثر و ستسوء حالتها "
قال عبد الله " بالعكس يا امي ، هي تتحسن بوجود رعد ، اريدها ان تتحسن ثم نحاول ان نعيدها لنا مره اخرى ، سأقيم هناك 6 اشهر تقريبا ، حسنا"
قالت الام " و رأي والدك ؟!"
قال عبد الله " لقد وافق ، و لكن يجب ان توافقي انتِ ايضا"
تنهدت الام مستسلمه " موافقة "
قال عبد الله " جيد ، اليوم هو الثلاثاء ، و نحن سنسافر الخميس بعد المغرب "
قالت الأم " ماذا عنها ؟! هل ستوافق؟!"
قال عبد الله " لا تخافي ، سأقنعها"
ترك عبد الله امه و ذهب للغرفه التي بها روان وجدها صامته كعادتها دموعها تنهمر بلا توقف....
ابتلع ريقه في توتر و حظر و تظاهر بالمرح و ذهب لها و وضع قبله علي خدها و قال " حبيبتي الصغيره ، اريد ان اخبرك بخبر سيعجبك جدا "
لم تتحرك و لم تبدي اي رد او أشاره
استكمل كلامه " سنذهب للاقصر.... "
لمعت عيناها و نظرت له و قد ابتسمت ابتسامه خفيفه....
فاكمل " سنذهب للمؤتمر الطبي الخاص بي ، و اردت ان اخذك معي ، انا اعلم انك تحبي هذا المكان.، هل انتي موافقه ؟!؟"
هزت رأسها موافقه و هي تبكي و احتضنت اخيها .....
تنهد عبد الله في حزن و اخذ يمسح علي شعر اخته بحنان.....
ابتعد عنها بهدوء و قال اريدك ان تستعدي سنذهب يوم الخميس.....
هزت رأسها بالموافقه....
ذهب عبد الله و ترك روان في الغرفه.....
ذهبت روان للنوم،
وضعت رأسها علي المخده بهدوء و عانقت هذه الدميه الصغيره..... هديه حبيبها لها .... فتحت هاتفها و فتحت هذا الفيديو الذي سجله لها من قبل وهو يقول " تصبحي علي الف خير قطتي الصغيره"
شاهدته و قبلت الفيديو وهي تبكي و قالت " تصبح علي خير.... زوجي.... وحبيبي "
في اليوم التالي.....
قامت روان من النوم الساعه 3 عصرا....
ذهبت للحمام و فتحت الدش ووقفت تحت المياه الساخنه ، ظلت واقفه تحت الماء دون حركه تتذكر كل شيء عن حبيبها ، ثم قالت " لم يمت.... انا اشعر انه حي... قلبه لازال ينبض.... لست مجنون..... اشعر بيه ....بأنفاسه..... بحركاته.... صوته.... لكن.... لكن اين هو ؟!؟....اين ذهب ؟!"
تك تك تك.... صوت طرق باب الحمام
صوت الام بخوف" روان.... حبيبتي.... انتِ بخير..... انتِ بالداخل منذ اكتر من نصف ساعه "
اغلقت روان المياه ، و ارتدت (روب) الاستحمام و خرجت.... عانقتها الام و قالت بخوف " انتِ بخير ، يا حبيبتي"
هزت روان رأسها موافقه...
قالت الام بحزن " ربنا يهديك يا بنتي ، الحمد لله انك اصبحتي تخرجي من الغرفه "
تنهدت روان و ذهبت لغرفتها بهدوء....
اغلقت الباب و ذهبت للدولاب و اخرجت فستان اسود اللون و ارتدته.....
بعد دقائق بدأت بأعداد الحقيبه للسفر...... بدأ تفرغ الدولاب و تأخذ ما تحتاجه....
حتي وجدت فستان احمر اللون..... فستان قصير ...فوق الركبه و مفتوح من الظهر و يوجد بيه لمعه بسيطه علي الصدر و بلا اكمام......
نظرت له و عانقته بشده و هي تبكي و تقول " وحشتني"
قبل عامين.............
#يتبع
أنت تقرأ
روان✔️
Romanceوجدت فستان احمر اللون..... فستان قصير ...فوق الركبه و مفتوح من الظهر و يوجد بيه لمعه بسيطه علي الصدر و بلا اكمام...... نظرت له و عانقته بشده و هي تبكي و تقول " وحشتني" الكاتبة عواطف العطار