جلست روان على احد الكراسي بهدوء...رفعت رأسها لتنظر له....
اووووه تبا...تبا...انه جميل....كان يوسف يرتدى بدله سوداء جديده...و قد صفف شعره بشكل جديد...و راقي...
كانت عيناه بها سعاده و دفء...نعم دفء....كانت روان تستطيع ان تستشعر هذا الامر ...
ابعدت عينها عنه بخجل...
تنحنح يوسف و قال لوالدها *روان .. ما شاء الله زي القمر يا عمي...ربنا يحفظهالك*
ابتسم الاب و قال *كلك زوق يا بني*
قال يوسف * بص يا عمي...انا هفهمك حياتي عمله ازاي الاول و شغلي و كل حاجه...انا...تقدر تقول يتيم....والدتي توفت من زمان...والدي عايش...بس بصراحه معرفش هو فين...سابني وانا عندي ١٣ سنه...اشتغلت و تعبت لحد ما وصلت للي انا فيه...انا صاحب الشركه اللي روان شغاله فيها...طبعا هي اكيد بلغتكم بكده....انا عندي فله في الزمالك...فنبدا فيها حياتنا باذن الله....و بالمناسبه انا معنديش اي مشكله في زواج روان السابق يعني....ده نصيب*
ابتسم الاب و قال *بس يا بني فين بقيت اهلك...يعني اتكلمت على ابوك و امك بس...فين باقي اخواتك...عمامك...خلانك*
ابتسم يوسف بتوتر و قال *كان ليا اخ...بس بصراحه مش فاكر لا شكله و لا اسمه...لان والدي خدو معاه...صحيح انا كنت كبير....بس مش فاكر شكله...اما...باقي العيله...فهي مش موجوده من الاصل...والدي ووالدتي كانوا الاتنين يتامى في ملجأ و اتجوزوا...بصراحه حاولت بنفوذي و السلطه اللي وصلتلها اني اوصل لعيلتي..بس معرفتش*
تغيرت ملامح الاب و الام قليلا...صدمت روان بعض الشيء...ان يوسف لم يخبرها مسبقا عن عائلته...اه...يا ربي...
ساد التوتر في الاجواء...حتى قالت روان *مش مهم اللي فات...انا هبقه عيلتك...انا و انت...نعمل عيله من جديد...عيله جميله....و احنا كلنا اهلك...امي و ابي و اخويا...كلنا عيتلك...حتى ازواج اصحابي...هيبقوا عيلتك...كلنا هنبقه عيله*
ابتسم الاب و قال *طالما العروسه موافقه نبقه نقرا الفاتحه*
نظرت الام لروان بضيق...لكن روان تجاهلتها...نعم انها خائفه عليها...فهو اذا اختفى لن نتمكن من العثور عليه...سيكون بلا اثر....لكن ...لقد قضيت وقت طويل في الحزن...هو من استطاع ان يخرجني من تلك الفتره المأساويه في حياتي....لذا ...لا يهم...لا امانع في المجازفه....
قرأ الجميع الفاتحه...
كانت مريم و هدير تستمع للحديث الجاري...
قالت هدير بهدوء *تفتكري تصرف روان صحيح؟!*
مريم *متخافيش...هخلي ادهم يجبلي قراره...لو في اي حاجه...هنوديه في داهيه*
هدير *ربنا يستر*
خرجت مريم مبتسمه و قالت *ينفع ناخد صور للعريس و العروسه مع بعض*
و بالفعل لقطت عده لقطات بالهاتف و باركت لهم و دخلت الغرفه بسرعه ...لانها سمعت صوت جوجو تبكي....
انتهى اليوم و ذهب يوسف....
و ايضا ذهبت كلا من هدير و مريم لمنازلهم...
كانت روان تجلس في غرفتها و هي تنظر للصوره التي اتقطتها لها مريم مع يوسف...
انسالت الدموع من عيناها و قالت *يارب يبقى ابن حلال...و يحافظ عليا*
دخلت الام.....كانت منزعجه قليلا كما حدث و لكنها عندما دخلت الغرفه و رأت روان تبكي...هدأت قليلا...
تقدمت الام نحو روان و قالت *بصي...انا مش هعاتبك و لا هقولك انك غلطانه...بس فكري كويس...ده جواز يا بنتي....فكري كويس*
ابتسمت ووضعت قبله علي خدها و قالت *حاضر يا ماما...هصلي استخاره...و ربنا ييسرلي الحال*.
تنهدت الام و قالت *انا هروح اتصل باخوكي اشوفه مجاش ليه*
روان بغضب *انا هنفخه...كده ميجيش لما يوسف كان هنا...والله عيب*
ضحكت الام و قالت *مهو هو كمان عريس الله*
ابتسمت روان و قالت *ربنا يسعده يا ماما*
دخل عبد الله غرفه روان مبتسما...و قال *يا سلام يا سلام...بتدعولي كمان*
روان متصنعه الحزن *زعلانه منك*
تقدم عبد الله نحوها و وضع قبله علي رأسها و قال *متزعليش والله على ما جبت كل حاجه ....مكنتش لاقي حاجه حلوة*
روان *طيب ولقيت في الاخر!!*
عبد الله *طبعا...جبت بدله و جزمه و جرافت...و شراب...و حلقت شعري...ده انا غيرت شنبر النظاره عشان يليق مع البدله*
ضحكت روان و الام...
عبد الله بلا اكتراث *اضحكوا براحتكم...المهم عندي لوزه تتبسط*
الام بسعاده *ربنا يسعدكم يا ولاد...انا هروح انام بقه عشان نستعد لبكره*
عبد الله * ايوه يا ست الكل...ركزي في بكره بالله عليكي*
الام ضاحكه *حاضر من عنيا*
ذهبت الام لغرفتها...
و عبد الله ايضا بعد ان اتصلت بيه لوزه...
تنهدت روان و امسكت الهاتف....
*اتصل بيه؟!....لالا...لحسن يكون نايم....لا بس لازم اطمن عليه...عشان ميقولش اني مهمله و مش بهتم بيه.....بس اصلا المفروض هو اللي يتصل....يووووه...انا هتصل وخلاص*
اتصلت روان بيوسف....ترن ترن.....ترن ترن....
رد يوسف *روان...ازيك*
شعرت روان ان صوته و كانه حزين...نعم انه حزين...
روان *انا كويسه...مالك يا يوسف...صوتك متغير...انت كويس؟!*
ابتلع يوسف ريقه و قال *ايوه كويس*
روان *مالك يا يوسف...انت زعلت من حاجه....انا عملت حاجه؟!*
يوسف *روان انا قولتلك اني كويس*
صمتت روان و لم ترد..
يوسف محاول تهدءت نفسه * روان...انا ...انا اسف...مكنش قصدي...بس انا تعبان....دماغي مصدعه و عايز انام....هبقه اكلمك بكره يا حبيبتي تمام*
روان *ماشي ....تصبح علي خير*
يوسف *وانتي من اهل الخير يا حبيبتي*
اغلقت روان الخط....يبدو حزينا...بالطبع حزين....ان امر الميتم كان مؤلم بالنسبه له...ووالده الذي هرب و تركه...يا الله....
وضعت روان الهاتف بجوارها و ظلت شارده بعض الوقت...ثم اغلقت عيناها و نامت....
###############
نظر ادهم للصورة و قال *استاذ يوسف!!!...ده راجل محترم جدا يا مريم*
مريم *يا حبيبي انا قولت قليل الادب...بس زي ما حكتلك...لازم نعرف بردوا و نسال عليه...قدر اختفى زي ابوه فجأه...فص ملح و داب...هنلاقيه فين!؟*
ادهم *معاكي حق...عمتا متخافيش...هعرفلك كل حاجه عنه و عن الناس اللي حواليه*
وضعت مريم قبله على خد ادهم و قالت *ربنا ميحرمنيش منك يا روح قلبي يا رب*
ابتسم ادهم و قال *بحب الدعوه دي منك اوي*
نظرت مريم له بهيام و قالت *وانا بحبك اوي*
وضع ادهم الهاتف جانبا و حمل مريم بين ذراعيه و هي تضحك...كان يدور بها بسعاده و ضحكاتهم تعلو في المنزل....
##################
ادم *تمام يا ديده...انا نظمتلك مع دكتور حنين عشان الحمل...اهم حاجه تهدي...ربنا يهديكي...عايزك تستريحي واضح*
هدير *حاضر يا دودي والله مش هتعب نفسي...ثم هي اول مره*
ادم *مهي المشكله انها مش اول مره...بس انتي بتخالفي كل تعاليم الدكتور...حبيبتي المره اللي فاتت كانت ولاده مبكره...ابوس ايدك...اهدي عشان ميحصلكيش حاجه.....*
ضحكت هدير *حاضر....والله هسمع الكلام*
ادم *ربنا يستر...خايف منك وربنا*
ضحكت هدير ووضعت رأسها على صدره و هي تعانقه بقوه و قالت *متخافش.. هسمع الكلام يا دكتور والله*
هز ادم رأسه بلا فائده و قال مبتسما *ربنا يستر*
##############
في اليوم التالي....
كان الهرج و المرج يعم بيت لوزه...و هي تحضر البيت و الجاتو....و ملابسهاو تزينها....
كانت متوتره جدا جدا حقا...
قالت الجده مبتسمه *اهدي يا بنتي مش كده....انتي متوتره كده و هو لسه مجاش....طب لما يجي و تقعدي معاه!*
لوزه و هي تضع يدها علي قلبها *يا لهوي يا نينه...قلبي هيقف والله...انا بحبه يا نينه...بجد عبد الله حنين و جميل فوق ما تتخيلي....و فخور بيا كده و يشجعني...مش بيكسر احلامي زي الباقيين*
الجده مبتسمه *ربنا يسعدكم يا بنتي*
لوزه و هي تحتضن جدتها *يارب يا نينه يا رب*
اتجهت لوزه بعد ذلك للمطبخ بسرعه...لتعد الحلوى بيدها....
و تحضر الاطباق و الادوات....
###########
أنت تقرأ
روان✔️
Romanceوجدت فستان احمر اللون..... فستان قصير ...فوق الركبه و مفتوح من الظهر و يوجد بيه لمعه بسيطه علي الصدر و بلا اكمام...... نظرت له و عانقته بشده و هي تبكي و تقول " وحشتني" الكاتبة عواطف العطار