الفصل الاول

44K 710 37
                                    

رواية : زهرة بين قلبين

زهرة بين خريفين

كتابة : مايسة ريان***

الفصل الأول

سار رائد بخطى بطيئه ليحاكى وهن خطوات شارلوت , كانت ذراعه اليمنى تلتف حول جسدها النحيف المتكئ عليه بضعف وبيده اليسرى يسحب حقيبة ملابس ذات عجلات ... صوت تنفسها الثقيل اوجع له قلبه وكان يستطيع ان يرى ضربات قلبها المريض وهى تحرك النسيج الناعم لبلوزتها كأن عصفورا صغيرا ينتفض من تحتها , تدحرجت نظراته من صدرها الى بطنها المنتفخ والذى كان بحجم كرة قدم بالرغم من انها فى شهرها الثامن من الحمل ..

عاد بنظراته الى وجهها الشاحب والذى فقد الكثير من نضارته وكانت قد عقصت شعرها الأشقر بأهمال مما جعل بعض خصلاته النافرة تلتصق بحبات العرق على رقبتها وجبينها .. غص حلقه بمرارة وشعر بالأسى عليها وبالشفقه على حاله فمنذ عام واحد فقط كان شابا فى الثامنة عشر من عمره خالى البال .. يستعد لعامه الأول فى الجامعه بكل الأثارة والترقب وقد ودع اخيرا مراهقته وزى المدرسه الذى كان ينتقص من كمال رجولته كما كان سعيدا بوسامته التى تجذب نظرات الفتيات اليه وهذا ما حدث مع شارلوت حيث كان يقضى اجازة الصيف فى الغردقة .. مكافأة من والديه على نجاحه فى الثانوية العامة وحصوله على المجموع الذى يمكنه من الألتحاق بكلية الهندسه وقد سافر بصحبة خمسه من أصدقاءه وهناك .. على الشاطئ ... بهره جمالها الأشقر وهى ممدده على احد اسرة البحر على بعد خطوات قليلة منه .. كانت ترتدى ثوب سباحة من قطعتين لاتكادان تستران شيئا من جسدها الخالى من العيوب , لاحظت شارلوت افتتانه بها من خلال النظرات الخاطفه التى كان يلقيها عليها من حين لآخر ظنا منه انها لن تنتبه اليها ولكنه فوجئ بها تتأمله بطريقه وقحه جعلته يحمر خجلا ويشعر بالتوتر يجتاح جسده وبطريقه خرقاء ترك مقعده وألقى بنفسه فى البحر يصاحبه صدى ضحكاتها التى تسخر من ردة فعله , شعر بالغضب من نفسه وقرر ان يغض بصره عن هؤلاء السائحات العاريات حتى لا يضع نفسه فى مثل هذا الموقف المخزى مرة اخرى ولكن ... شارلوت كان لها رأى آخر فقد ذهبت هى اليه وطلبت صداقته التى لم يبخل بها عليها وبعد يوم من تعارفهما منحها بسخاء قلبه ومشاعره البريئة , خاض بكل كيانه فى بحار الحب لأول مرة .. حب عذرى يشبه فى جلاله ونقائه حب أساطير الحكايات التى لا مانع من أن تحكى للأطفال, لم يبالى بفارق السن مادامت هى لا تراه مشكله وتنظر اليه على انه رجلا وليس ولدا صغيرا .. فتسع سنوات ليست بالشئ الكثير ما دام الحب موجودا , كان مبهورا ويشعر بالزهو لأن امرأة فى عمر شارلوت وجمالها تهتم له وتصرح بأعجابها الشديد به ولكن مثل ذلك الحب أتضح فيما بعد أنه لا يليق بأمرأة مثلها لا تريد من علاقات الحب التى تدخلها الا الجانب الجسدى منها وأن كلمات الغزل البرئ لا تشبع شغفها وهو كان غرا ساذجا يعبر عن مشاعره تجاهها بخجل وبكثير من التحفظ ولكن تصرفاتها هى كانت اكثر جرأه وعند حدود معينة كانت تربيته المحافظه وقلة خبرته يتدخلان لصدها عن التمادى وهذا جعلها تتذمر منه واحيانا كانت تغضب عليه وقبل سفره بيوم واحد طلبت منه شارلوت بصراحه ان يصعد معها الى غرفتها ويقيم معها علاقه فكان الذعر هو كل ما شعر به وانساه حزنه على فراقها وحاول أن يفهمها بصورة قاطعه انه لا يستطيع ان ينفذ لها رغبتها لأعتبارات اخلاقيه ودينيه واجتماعيه كثيره وما كاد ان ينتهى من خطبته العصماء حتى انطلق لسانها بكلمات غاضبه وبلغتها الفرنسيه التى لم يفهم منها شيئا , فقد اعتادا ان يتحدثا بالأنجليزيه لغتهما المشتركه ولكن فى هذه اللحظه كان شاكرا لها استخدامها للغتها الأم لأنه كان واثقا انه لن يسره فهم ما كانت تقوله وهكذا افترقا متخاصمين وعاد هو الى بيته حزينا متألما , فقد احبها بشده وهى لم تعطه الفرصه ليجد حلا يؤدى الى استمرار علاقة الحب التى بينهما بعد عودتها الى بلادها .

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن