الفصل الرابع والعشرون

12K 430 34
                                    

الفصل الرابع والعشرون 




وقف رائد بجوار والده ووالد العريس يستقبلون المدعويين ولكن الفرحه التى كان يشعر بها فى حفل الخطوبه كانت غائبه عنه فى حفل الزفاف .

أرادت زهرة وكريم أن يكون زفافهما فى الهواء الطلق ليكون مختلفا عن حفل الخطوبه فأستأجروا حديقة فندق واستعانوا بمصممة أعراس وقد وضعت منضده مزينه بالتول الأبيض والزهرى أمام الكوشه لعقد القران عليها بعد الزفه مباشرة وعندما آن الأوان وتم أستدعائه ليقوم بتقديم العروس الى عريسها

ذهب الى غرفة زهرة وكان بصحبتها سارة ونيفين ينتظرون حضوره وأبتسمت اليه زهرة ولكنه لم يرد لها أبتسامتها فى المقابل وفى الحقيقه أراد أن يبكى .. أنها ليست سعيده .. أنها عروس تعيسه وهو السبب فى تعاستها , أقترب منها وضمها اليه بقوة فقالت سارة محتجه

- براحه يا رائد هتبوظ شعرها والميكاب ومفيش وقت نصلح حاجه .

تركها وعاد الى الخلف ونظر اليها وهو يرف بعينيه يحجز الدموع فيهما

- أنا آسف .

نظرت اليه زهرة بحب عميق أعاد الدموع الى عينيه وهى تقول

- بحبك أوى يا بابا

ضمها اليه مره أخرى غير عابئ بأحتجاجات سارة وهمس فى أذنها

- وأنا كمان بحبك أوى يا زهرة .. أنتى نور عينى وقلبى .. ومستعد أعمل أى حاجه تسعدك .

ثم نظر فى عينيها وكان يعنى حقا ما يقول فان أرادت أن تلغى كل شئ سينفذ رغبتها وفهمت زهرة ما يعنيه فتأبطت ذراعه وقالت مبتسمه

- يالا عشان منتأخرش على كريم .

ربت على يدها ثم أخذها ليسلمها الى عريسها المنتظر , بدا كريم وسيما جدا ويتألق وجهه من السعادة وهو يتناول يد زهرة من والدها وابتسمت له زهرة بحياء ففكر رائد أنه ربما تكون بداية لشئ حقيقى قد يقع بينهما ذات يوم وتجد معه حبا حقيقيا يسعدها ويعوضها عما خسرته .

قاربت الزفه على الأنتهاء وأنتابه شعور بوجوده , لم يتجرأ على أرسال دعوة له لحضور الزفاف لم يكن ليؤلمه بهذه القسوة ولكن أن يأتى بنفسه وبدون دعوة كان شيئا آخر , دار رائد بعينيه فى كل مكان يبحث عنه .. ربما يكون حدثه غير صحيح ويكون ناتج عن كثرة التفكير به ولكنه رآه .. كان يقف بعيدا بين الأشجار فى مكانا بعيدا عن الأضواء وعيناه مركزتان على العروس .. تأوه رائد من داخله ما الذى آتى به ؟ أجاء ليشعرة بالذنب أكثر مما هو فعلا.. ألن ينتهى بؤسه لهذه الليله ؟

لم يجفل عمار عندما ظهر رائد بجواره وقال بصوت ثابت

- مبروك .

- الله يبارك فيك .

كان يرتدى قميصا عاديا وبنطلون جينز وهذا يعنى أنه لا ينوى البقاء .. ربما أراد أن يأتى ويذهب دون أن يلمحه أحد فنظر اليه وبدى وجهه مرهقا الى حد المرض

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن