الفصل الرابع عشر
وفى تلك اللحظه كان عمار يحاول الأنسحاب ولكن شيرى لم تسمح له وتعلقت به أكثر فبدأ وجهه يتلون بالغضب وشفتيه تطبقان على بعضهما بشده ثم رفع يديه وقبض بهما على معصميها وأنزلهما عن كتفيه بشئ من العنف وظهر الألم والصدمه على وجه شيرى وهى تتراجع الى الخلف وقد بدا الخوف على وجهها ومن ثم الغضب ورغم شماتة زهرة فيها الا أنها كانت تعرف أنها يجب أن تتدخل فشعورها ينبئها بأن شيرى قد تدفع عمار الى أبعد من ذلك وقد رأت نظرات الحقد تتجمع فى عينيها لأن المشهد قد لفت نظر بعض المحيطين بهما , قادت زهرة كريم بسرعه لتقترب منهما وكان كريم مثلها قد استشعر الخطر فيما يحدث , لمست زهرة ذراع عمار وقالت- عمار .
ألتفت اليها بحده فابتسمت له مهدئه وتولى كريم أمر شيرى وأخذها ليرقص معها بعيدا , بقيت زهرة وحدها فى مواجهة عمار
قالت مازحه لتكسر الصمت بينهما عندما طال
- تحب ترقص معايا .
- خطيبك يزعل .
نظرت باتجاه كريم الذى كان يرقص مع شيرى وبدا وكأنهما يتجادلان وقالت
- خطيبى بيرقص مع واحده تانيه .
فكرت ساخرة .. أنها لم تشعر بأى شئ من الغيرة وهى ترى كريم يراقص شيرى على عكس ما شعرت به منذ قليل عندما كانت تراقص عمار
ابتسم بخفه وقال
- لكن أنا مبعرفش أرقص زيه .
رفعت رأسها اليه وأبتسمت بحنان فتأمل نظرات عينيها بحيره وعقد حاجبيه بشده وأرتعشت شفتاه وكان يهم بقول شئ فى اللحظه التى أنضم فيها رائد وسارة اليهما وكانا قد شاهدا ما حدث منذ قليل وأمتن رائد لتدخل زهرة وكريم فى الوقت المناسب لتهدئة الأجواء , أنتهت الأغنيه الهادئه وبدأت أغنيه سريعه وألتفت صديقات زهرة من حولها وجذب رائد زهرة ليرقص معها وهم عمار بالأبتعاد كعادته فقبض رائد على ذراعه يمنعه .. فضحك عمار ضحكه من ضحكاته النادره وأحاطا كلاهما بزهرة فابتسمت بدورها بسعاده وهى تدور بينهما راقصه وعرفت معنى أن يطير الانسان من الفرح فقد كانت بين أحب رجلين الى قلبها وقد تفتحت أمام عينيها دروبا كانت فيما مضى سوداء حالكة .. عمار فى حياتها الأن وهو النور الذى يضيئها .. عاشت سنوات تتخبط فى البعد عنه واكتشفت فى آخر الأمر أنها خلقت لتحبه .
نظر رائد الى عمار ورآه يضحك من أعماق قلبه .. فهز رأسه راضيا .. لقد ترك نفسه أخيرا لتكون على سجيتها .. تركها لتكون جزءا من فرحتهم .. وألتقت نظراتهما وعرفا أن هذا اليوم هو ما كانا يصبوان اليه منذ البدايه .. نجاحهما هو ما أوصلهما الى هنا .. كون ثلاثتهم لوحه رائعه تمثل رحلة عمر بأكمله لم يكن يصحبهم فيها الا حاجتهم الى الأمان والأنتماء ورغبه فى النجاة من قسوة الحياه .. وطفله سعادتها وتأمين مستقبلها كل هدفهما .. أشرقت كالشمس فى حياتهما وصارا هما كوكبين يدوران فى فلكها ..
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...