الفصل الثاني ...
مايسة ريان...
مر اسبوع على وجود شارلوت فى المستشفى وحالتها لا تتحسن وكان رائد يرى نظرات الشفقه والمواساه فى عيون الأطباء والممرضات , وكلما سألهم عن حالها تأتيه ردود لا تجيب عن شئ , كان يذهب يوميا الى العمل وقد سمح له صاحب المطعم ان يبيت فى حجرة الكهرباء الملحقه بمطعمه حتى تستقر احواله كما ساعده بمبلغ اضافى على راتبه , اما عمار فقد كان دائما موجودا , عندما كان يذهب بعد العمل لزيارة شارلوت يجد عمار جالسا فى استراحة المستشفى فى أنتظاره بوجهه المتجهم وكلماته القليله كما عرف من شارلوت انه يأتى أيضا لزيارتها فى الصباح ويجلس معها لدقيقه او اثنتين ويحضر لها الفاكهه والعصائر واستشف من كلامها ان زيارة الفتى الطيب كما تدعوه تسعدها ولأنه كان غارقا فى مشاكله لم يدرك قلة ما يعرفه عن عمار بل انه تقريبا لا يعرف عنه شئ ابدا , يأتى ويذهب ويستمع الى مأساته بأهتمام كبير وتعاطف دون ان يعلق بشئ ولم يخطر ببال رائد ولو مره خلال الأسبوع المنصرم أن يسأله عن حاله , اين يعيش وماذا يعمل أو فى اى سنة دراسيه هو ؟, ولكنه قرر هذه الليله ان يشبع فضوله.
انهى رائد عمله فى السادسه وبعد ان اغتسل وبدل ملابسه توجه الى المستشفى وكالعاده بعد ان خرج من عند شارلوت وجد عمار جالسا فى مقعده المفضل فى اقصى زاوية من حجرة الأنتظار , كان هناك بضعة اشخاص جالسون ولكن عمار بدا مميزا بطوله الفارع ووسامته الفظه وهالة القوة التى تنبعث من داخله , ابتسم رائد وهو يرى محاولات يائسه من فتاة مراهقه تحاول لفت انتباهه اليها دون جدوى فنظره لا يفارق السقف الا لينظر الى الأرض , جلس رائد بجواره ودون ان ينتظر سؤاله المعتاد عن حالة شارلوت قال:
- الدكتور طلب منى استناه لحد مايخلص العياده ..
نظر اليه عمار بأنتباه ينتظر منه ان يتابع وكأنه بدأ يعتاد على اسلوبه فتابع بأسى
- حالتها وحشه اوى .. قلبها مش هيستحمل الولاده .. الدكتور اللى كان متابع حالتها قبل كده هوه اللى قالى واظن ان الدكتور عايزنى عشان يقولى نفس الكلام .
اطرق رائد برأسه حزينا وقد لمعت الدموع فى عينيه , ربت عمار على كتفه مواسيا ثم وقف بعدها وخرج من الحجرة وعاد بعد دقائق يحمل كوبين من الشاى ناول رائد احدهما وجلس مكانه يرتشف الشاى صامتا , بعد ساعه انصرف كل المرضى وزويهم وبقى رائد وعمار وحدهما فى حجرة الأنتظار فسأله رائد
- صحيح يا عمار انت بتشتغل ايه ؟
عقد عمار حاجبيه وبعد لحظات اجاب بأقتضاب
- مابشتغلش شغلانه معينه .. المصلحه اللى بلقيها بدخولها وربنا بيرزق.
- انت ما دخلتش مدرسه ؟
تململ عمار فى جلسته ثم اجاب وكأن الكلمات تنتزع منه انتزاعا
- سيبت المدرسه من اولى اعدادى
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...