الفصل التاسع

12.5K 498 63
                                    

الفصل التاسع 


وقفت زهرة فى المطبخ تجهز الطعام للعشاء , سوف يأتى كريم اليوم لتوديعها قبل سفره الى ألمانيا لحضور سلسلة مؤتمرات طبيه هناك .

لم تعرف ما اذا كانت ستفتقده أم لا فهذا سيكون أول فراق بينهما منذ أرتباطهما , أنها معجبة به وترتاح للحديث اليه كما أنه يشاركها طموحاتها وأحلامها وقليلا ما يختلفان ولقد صارحها بأعجابه بها منذ أن رآها لأول مرة .. أعجبه جمالها وخجلها وعندما تعرف عليها عن قرب وقع فى غرامها وصرحت له بأنها تبادله الأعجاب ولكنها لم تصرح بأكثر من ذلك فهى لا تستطيع الأدعاء بما لا تشعر به حقا فهى بعيده كثيرا عن الوقوع فى حب خطيبها ولكنها تأمل أن مع الوقت عندما تتعمق معرفتها به أن تحبه كما يحبها .. كانت تعتقد فيما مضى أن الحب يحدث تلقائيا عندما يجد المرء الشخص الذى يلبى طموحه وبه كل الصفات الجيده فهى كشخص عقلانى كما تدعى على نفسها لا تؤمن بالحب اللامنطقى الذى يغزو القلب والحواس دون مقدمات ولا يخضع للحسابات كما تصفه الروايات الرومانسيه الكلاسيكيه وأن الحب لا نصادفه أعتباطا كفيروس نلتقطه من الهواء فيصيبنا بمرض الهوى حتى وان تصادمت الأهواء والأراء وتناقضت الشخصيات .. وهذا ما يثير حيرتها.. فما الذى يحول دون وقوعها فى حب كريم ؟ فليس به نقيصه واحده تأخذها عليه .. وبدأت تقلق من أن العيب قد يكون فيها هى ؟ ما الذى يحول بينها وبين الوقوع فى حب الرجل الذى أختارته ليكون حبيبها وزوجها ؟ هل هى باردة المشاعر الى هذا الحد؟.. لم تنتبه الى أنها أنتهت من تقطيع الفلفل منذ وقت طويل وهى شارده بأفكارها التى فجأة تحولت تحولا غريبا وأتجهت لتجسد وجه عمار بعيناه الباردتان وملامحه القاسية , صرت على أسنانها ورفعت الفلفل المقطع عن لوح التقطيع وألقت به فى الطبق بعصبيه .. لقد دار حديث بينها وبين رائد بالأمس وهما يتناولان العشاء جاء فيه والدها على ذكر عمار .. أعتادت دائما أن تلوذ بالصمت ولا تعلق عندما يأتى على ذكره ولكن هذه المره كان حديثه مختلفا وأثار فضولها , يظن رائد أن هناك أمرأة فى حياة عمار وأنها ربما تكون من بورسعيد لأنه كثير السفر الى هناك فى الأونه الأخيرة فسألته بنزق

- ومين دى اللى تطيق واحد زيه .. بارد ودمه تقيل .

نظر اليها رائد بأستنكار

- ماتعمميش وجهة نظرك على كل البنات .. ولعلمك بقى لولا أنه مالوش فى العك كان زمانك شايفاه ماشى واحده فى يمينه وواحده فى شماله .

- لا ياشيخ .. على أيه ان شاء الله .

ضحك رائد وغير الموضوع ولكن زهرة ظلت تفكر فيما قاله وقد أتخذت أفكارها شراسه أخافتها وكانت تحاول تخيل شكل فتاة بورسعيد تلك والتى تشغل بال عمار .... لقد قال رائد ان عمار ( مالوش فى العك ) ماذا لو كان له ؟ وغلى كرهها له فى صدرها لدرجة جعلتها عصبيه وسيئة المزاج وأوت الى فراشها باكرا بعد أن تشاجرت مع رائد بسبب شئ تافه ولم تذاكر تلك الليله

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن