الفصل السادس والعشرون
قضى رائد فترة النقاهه فى منزل والديه وبقيت سارة فى القاهرة وكانت تقيم فى شقته بعد أن قدمت أستقالتها من عملها وهى الأن تستعد لزواجهما فبعد أن يشفى رائد سيتزوجان وسيأتى والديها وشقيقها الأصغر من أمريكا فى نهاية الشهر لحضور الزفاف وقد عادت زهرة للأنتظام فى دراستها بالكليه وكان قد فاتها الكثير فأنشغلت بمذاكرتها , وقد خففت عودة والدها للحياة كثيرا من حزنها على نفسها وأستطاعت أن تتحمل آلام قلبها وفى أوقات فراغها كانت تساعد سارة فى توضيب الشقه وفرشها ورفضت أن تفرض ذوقها عليها فى شئ وأعطت سارة كامل الحريه فى فرش شقتها كما تحب وقد قررت أن تبقى بصفه دائمه فى بيت جدها بعد زواج أبوها وأطلعت جدتها على الأمر لأخذ رأيها فرحبت جدتها بها بشده ولكن زهرة طلبت منها أن تخفى الأمر عن رائد الى ما بعد الزواج فهى تتوقع منه معارضه شديده كما أنها كانت تفكر فى السفر الى فرنسا بعد تخرجها لتكمل دراستها وربما تبحث عن أقارب لأمها والتعرف عليهم أما عن عمار الذى كسر قلبها بغض النظر عن أسبابه لن تنتظرة ولن تبحث عنه مادام قد تخلى عنها بارادته .
عاد رائد ليواظب على عمله وأول شئ قام به هو أستدعاء المحامى ليعيد لعمار نصيبه فى الشركه وسأل الأستاذ حاتم ان كان التوكيل العام بالأدارة والذى كان كتبه كلا منهما لللآخر مازال ساريا فطمئنه بأنه لم يلغى وسارى حتى الأن فطلب منه أن يعيد كل شئ كما كان , سأله ابراهيم بعد رحيل المحامى
- وهوه الأستاذ عمار مفيش أخبار عنه ؟
قال رائد بتفاؤل
- قريب ان شاءالله .
لقد بدأ بالفعل رحلة البحث عنه منذ فترة وبالتحديد بعد خروجه من المستشفى مباشرة.
بحث فى الأنترنت عن مكتب تحريات كالذى يراه فى الأفلام الأجنبيه وأمل أن يجد مثله فى مصر وقد عثر على مبتغاه , كان صاحب المكتب عميد شرطه سابق وتعمل شركته فى مجال الأمن وتأجير الحراس الشخصيين وسأله الرجل عن الأماكن أو العمل الذى يتوقع أن يكون صديقه يعمل به فقال رائد على الفور ودون تفكير
- سواق ميكروباص .
هذا ما أخبره به عمار فى آخر حوار دار بينهما فى شقته بأن طموحه ان لم يكن قد قابله أن يعمل سائق ميكروباص هذا اذا لم ينتهى مصيره فى السجن ولأن عمار أبعد ما يكون لكى يصبح مجرما فهو الأن سائق ميكروباص .
وفى صبيحة يوم زفافه وبعد أن بدأ اليأس يزحف اليه أتصل به صاحب مكتب التحريات ليخبره بأنه وجده وكما توقع يعمل على ميكروباص فى الأسكندريه لهذا تأخر فى ايجاده لأنه كان يركز بحثه فى القاهرة وعندما لم يجده فيها أنتقل للبحث فى الأسكندريه وقد وجد رخصة عمله فى ادارة المرور وأستطاع أن يعثر عليه , أخذ منه رائد عنوان الموقف الذى ينتهى فيه خط سيره ثم أرتدى ملابسه على عجل وخرج من غرفته يملئه الحماس , وجد سارة وزهرة يستعدان للذهاب الى الفندق فسألتاه بدهشه فى صوت واحد
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...