الفصل الثالث والعشرون
حاولت جدتها أقناعها بأن تبدأ فى شراء جهاز عرسها فالوقت المتبقى ليس بالكثير وهى لا تملك شيئا تقريبا ولكنها عاندت ورفضت وكان قد مر عليها خمسة أيام وهى فى بيت جدها عندما أتصل بها أبوها أخيرا ... راحت تبكى على الهاتف فقد كان صوته رقيقا وقد أشتاقت اليه كثيرا .. سألها عن حالها فطلبت منه أن يأتى ويأخذها فرد عليها متنهدا
- حاضر يا زهرة .. قريب ان شاءالله .
ثم طلب منها أن تجهز نفسها لهذه الليله لأنهما مدعوان لمناسبة ما , لم تسأله ما هى هذه المناسبه أو لمن .. يكفى أنه صالحها وسعدت جدتها وهى ترى فرحتها ولم تقل فرحتها حتى بعد أن عرفت أن سارة وكريم سيكونان معهما
سألتها سارة التى حضرت من شرم الشيخ بعد الظهر عن نوع المناسبه المدعوان اليها فأخبرتها أنها لا تعرف مثلها وعندما أتصل بها كريم وسألها نفس السؤال أجابته
- شكل رائد عاملنا مفاجأة .
لم يكن حزنها والحاله النفسيه السيئه التى كانت تمر بها خافيه عن كريم ولكن رائد كان قد سبقها وأفهمه أنها حزينه لأنها سوف تبتعد عنه .. ولأنه كان يعرف مدى أرتباطها بأبوها صدق أدعاءه بسهوله ولكنها شعرت بالكثير من الذنب تجاهه فخداعهما له كان يؤرق ضميرها ولولا تعنت أبوها لكانت صارحته بكل شئ وأنتهى الأمر بينهما منذ زمن .
عندما حضر أبوها لأخذهما ألقت بنفسها عليه وأحتضنته بقوة فضمها اليه وربت على رأسها بحنان وظلت متعلقه به الى أن صاروا عند السيارة وكان كريم قد وصل وكان فى أنتظارهما وأستقل الأربعه سيارة رائد ولم تكن الرحله طويله فمنزل جدها كان قريبا من ميدان التحرير وتوقف رائد بسيارته أمام احدى دور المناسبات الملحقه بمسجد عمر مكرم فمالت زهرة على أذن سارة بعد أن نزلوا من السيارة
- تفتكرى بابا عاملك مفاجئه وهيكتب كتابه عليكى انهارده .
ردت سارة ساخرة
- طب كان على الأقل هيعزم جدك وجدتك .
- أممم.. عندك حق .
وبالتأكيد لن يتمادى ويفاجأها بعقد قرانها هى وكريم , كان كريم ورائد يسيران أمامهما وعندما توقفا فجأة كتمثالين من الحجر تقدمت زهرة وسارة ووقفتا بجوارهما ينظران بفضول الى الداخل وعلى بعد خطوات وخلف مائدة عقد القران جلس شيخ أزهرى وعلى يمينه كان يجلس عمار وهو يرتدى بذلة رسميه وبجواره فتاة ما .. أو أمرأة أو أيا كانت فهى لا يجب أن تكون هناك سحبتها سارة الى جانبها وأحتضنتها عندما شعرت بجسدها يتيبس لم تكن الصدمه من نصيبها وحدها فقد وقف رائد ووجهه يغلى غضبا حتى كريم كان يحدق فى العروس حتى كادت عيناه من أتساعها أن تخرجا من محجريهما فقد كانت العروس ترتدى فستانا يبرز معظم صدرها رغم أنها حاولت مداراته بوشاح شفاف كانت تلفه حول رأسها والذى قد فشل فى أخفاء أى شئ مما تحته وكان وجهها مدهونا بطبقه سميكه من المكياج والبودره اللامعه .. أجمالا كانت مثيرة للأشمئزاز حتى أن المأذون كان يشيح بوجهه الى الناحيه الأخرى مجعدا أنفه كأنه يشم رائحه كريهه .
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...