الفصل الواحد و العشرون
تعقدت حياة رائد مع الجميع ... مع صديقه أولا ثم أبنته وسارة وحتى والديه .. لم يفهمه أحد منهم وجميعهم أصبحوا ضده .. لا .. ليس جميعهم .. فعمار يفهمه .. لقد فهمه ورحل .. أنسحب من حياة زهرة حتى دون أن يطلب منه ذلك .. لقد صدها وأنكر مشاعره نحوها فى الوقت الذى تحترق فيها روحه بداخله من أجلها .. لقد كان يعرف أنه لا يناسبها وفى هذا المكتب الذى يجلس فيه الأن قال له عمار ذلك .. قال أنه لن يرضى لزهرة بشخص مثله .. لم يعد رائد غاضبا منه ولكنه ناقم عليه وعلى نفسه وعلى حظهما التعس الذى وضعهما فى ذلك الأختبار الصعب .. أن يضطر للأختيار بين المستقبل الذى حلم به دائما لأبنته ومصلحتها التى لا يهمه شئ فى الدنيا أكثر منها وبين حبه ووفاءه لصديق عمره .. ربما .. عندما تتزوج زهرة وتبتعد لتعيش الحياة التى تستحقها سوف يعودان كما كانا أو على الأقل أن يحاولا .
رن جرس هاتفه وهلل قلبه ووجهه بالفرح وأجاب بسرعه
- سارة .
منذ أن رحل عن شرم الشيخ وعلاقتهما متوتره وآخر أتصال بينهما كان منذ يومين أنتهى بشجار حيث طلب منها رائد تحديد موعدا لزواجهما قبل سفر زهرة فردت عليه قائله
- أنا آسفه يا رائد محتاجه وقت أفكر من تانى .
فسألها بحده
- تفكرى فى أيه بالظبط .. فى معاد الجواز والا فى علاقتنا ككل ؟
ردت دون تردد
- فى علاقتنا ككل .
وعندما بدأ يغضب قالت تقاطعه بهدؤ
- من فضلك يا رائد تسمعنى .. زمان حبيت فيك الشاب الخلوق الخجول رفيق طفولتى ولما أتقابلنا تانى وقعت فى حب راجل مرح وأب حنون وصاحب وفي .
- وأيه اللى أتغير ؟
- للأسف ما بقتش شايفه أدامى غير أنسان قاسى مغرور وأنانى .. متشبث برأيه بغض النظر عن أذيته وجرحه لكل اللى حواليه .. بقيت نوع من الناس أخاف أرتبط بيه .. أيه اللى يضمن لى أنه مايجيش يوم وتقسى عليه فيه بنفس الطريقه ويمكن أكتر .. عمرى ماهكون أغلى عندك من بنتك .
أغضبه رأيها به كثيرا وكان كلامها كنثر الملح على الجرح وآلمته بشده وأنهى الأتصال بها دون أن يدرك ما الذى قاله بالفعل ومرت ثلاثة أيام قاوم فيها الأتصال بها والأعتذار منها ولكنها أتصلت به الأن وهو لن يتركها تغضب منه مرة أخرى فهو فى حاجه لوجودها بجانبه , طال الصمت فقال
- سارة .. أنتى معايا .
خشى أن تكون قد أخطأت الأتصال وعادت وأغلقت الخط عندما سمعت صوته ولكنها قالت أخيرا بصوت متردد
- أيوة يا رائد أنا معاك .
شعر بنزير سؤ من صوتها
- أنتى كويسه ؟
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...