الفصل الخامس
جلست نيفين واجمه على حافة الفراش فى حجرة نوم زهرة وكانت تلك الأخيرة تقف أمام المرآه تنهى وضع تبرجها وقد لاحظت حال صديقتها التعس الذى خاب أملها لأن رائد لن يأخذهم بنفسه الى حفل الزفاف فعلى هذا الأمل جاءت فلطالما كانت من المعجبات المتيمات به منذ أن كانتا معا فى المدرسه وقد سألتها بحنق عندما جاءت واكتشفت عدم وجوده
- أنتى مش قولتى ان باباكى هيوصلنا ؟
- طلع عنده معاد شغل مهم .
- وهنروح أزاى بقى .. بتاكسى وأحنا باللبس ده ؟
- ماتقلقيش .. رائد سابلنا العربيه .
أرادت زهرة أن تضحك ولكنها لم تفعل أحتراما لمشاعر صديقتها
قالت نيفين بصوت واهن عندما همت زهرة بوضع الحجاب على شعرها الأشقر الكثيف بعد أن ثبتته جيدا بمشابك الشعر
- أنا لو كان عندى شعر زى ده مكنتش داريته أبدا .
أبتسمت زهرة ولم ترغب بالرد فهى لا تحب الدخول فى جدال حول هذه الأمور فمن وجهة نظرها أن كل انسان حر فيما يرتضيه لنفسه وتؤمن أن لافرق بين شخص وآخر الا فيما يضمره داخل قلبه .. والله هو المطلع وحده على ما فى القلوب لذلك هى لا تحكم على الناس من خلال مايرتدون .
أنتهت زهرة من اتمام زينتها ودارت يمينا ويسارا أمام المرآه تلقى نظرة أخيرة على مظهرها , كان كل شئ بسيطا ولكن أنيقا .. محتشما ولكن فاتنا وقد أظهر الفستان رشاقة جسدها وتناسقه , تناولت بعد ذلك حقيبة السهرة الصغيرة ثم تنهدت برضا وقالت
- خلاص كده يالا بينا .
وقفت نيفين ونظرت اليها بضيق
- مش هتسألينى رأيى أيه ؟
لم يأتى على بال زهرة أن تسألها عن رأيها فهى تثق بذوقها الى حد الغرور حتى أنها تضايقت من رائد عندما أصر على رؤية الفستان عليها قبل أن يخرج وعندما أبدت أعتراضها قال لها
- أنا دافع فيه دم قلبى فمن حقى على الأقل أقول رأيى .
فأرتدته على مضض وسارت به أمامه بناء على طلبه فعلق بضيق
- ماكنش فى نوع قماش تانى غير ده ؟
مسحت بيدها على قماش الفستان الناعم المصنوع من الكريب .. كان ثوبا أنيقا عاجى اللون وقد طرز بخرزات ذهبيه على الصدر والكتفين وقد انسابت تنورته الطويله وسكنت برقه ووداعه حول كاحليها الصغيرين فأستغربت زهرة عدم أعجابه به وسألته بدهشه
- وأيه أعتراضك على القماش ؟
- خفيف كده ومايع .
ثم بدأ يكرر أعتراضه على ذهابها الى حفل زواج صديقتها التى لا يعرفها
أنت تقرأ
رواية : (( زهرة بين قلبين ..زهرة بين خريفين ) ) ..كتابة : مايسة ريان
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ...ممنوع النقل او الاقتباس رائد وعمار .. كلاهما أصبح فى الشارع .. ورغم أختلاف نشأتهما الا أن الظروف جعلتهما فيه يلتقيان .. فجمعتهما الحاجة الى الأمان والأنتماء .. كانت الحياة عليهما صعبة ولكنها عادلة , تعبوا وأجتهدوا وحص...