الفصل الحادي عشر

13.7K 469 36
                                    

الفصل الحادي عشر 


أحمر وجهها وقالت بعصبيه بعد ذهاب الطبيب

- الدكتور قال أدامك أنه هوه اللى مهمل فى صحته .. أنا مالى .

- وأنتى أديتى له الضربه القاضيه بلسانك أمبارح .. أدخلى شوفى جريمتك بعينيكى .. عمرى فى حياتى ما شوفته كده .

كان رائد حانقا بشده فتجهمت زهرة وتبعته الى غرفة عمار ووقفت عند الباب , كان كما قال رائد ضعيفا ومحموما وغارقا فى العرق , راح رائد يخرج ملابس نظيفه من الخزانه وهو يقول

- هخده تحت الدش وبعدين أنزل أجيب الدوا وحد من الصيدليه يدى له الأبره

- أنا أديهاله .

نظر اليها بضيق .

- دى ابرة عضل .

- ليه مصر تنسى أنى دكتورة .

قال ساخرا

- تخيلى رد فعله لما يعرف أنك أنتى بالذات اللى أديتى له الأبره .

لوحت بيدها بلامبالاة

- ما علينا أعمل اللى أنت عاوزه .

كان رائد يكافح وهو يأخذ عمار الى الحمام وقد حاول عمار مساعدته والسير معه ولكن معظم وزنه كان يتحمله رائد وبصعوبه أدخله وأجلسه على مقعد الحمام وطلب من زهرة أن تحضر له المنشفه والملابس من حجرة النوم , فأحضرتهم له وناولته أياهم وهى تتجنب النظر الى عمار الذى كان مغمض العينين ويتمتم بكلمات غير مفهومه , أغلقت الباب عليهما وعادت الى الصاله ومن هناك سمعت صوت شهقاته العاليه عندما أنساب الماء البارد على جسده فأقشعر بدنها وشعرت بالشفقه عليه .

عاد رائد اليها بعد أن أنهى مهمته وكان يرتدى قميصا من قمصان عمار

- بدأ يفوق شويه بعد الدش الحمدلله .. هنزل بقى أجيب الدوا وأشترى شوية حاجات للاكل .. تحبى أوصلك على البيت الأول فى طريقى .

- لأ هستنى معاه لحد ماترجع .. يمكن يحتاج حاجه .

لم يجادلها وتركها قائلا

- مش هتأخر عليكى .

ظلت زهرة فى مكانها لبعض الوقت بعد خروج رائد تقاوم أندفاعا يحسها على الذهاب للأطمئان على عمار ورؤية ان كان يحتاج لشئ ولكنها كانت تخشى ردة فعله عندما يراها .. من الأفضل أن تنتظر عودة رائد ولكن بعد دقائق قليله كانت تقف وتتوجه الى غرفته .. أنها فى حاجه لرؤيته والأعتذار منه فقد يخفف ذلك من تعبه ومن تأنيب ضميرها .

طرقت باب غرفته بخفه ثم فتحته ببطئ ظنا منها أنه فى فراشه نائما ولكنها فوجئت به واقفا يترنح قرب خزانة ملابسه يحاول بصعوبه دس ذراعيه فى تى شيرت وقال بصوت مجروح منخفض

- ساعدنى يا رائد مش قادر أقف .. المايه أتكبت على هدومى وانا بشرب .

تجمدت زهرة فى مكانها وعيناها مسمرتان على ظهره العارى .. كانت به خطوطا بيضاء بدت لها آثار من جروح قديمه فشعرت بدفقه من حنان جارف تجاهه

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن